203
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.فضاعَ من ذلك شيء؟ فقال : «لا ، هو عند أهلِه» .

۱۴.عنه ، عن محمّد ، عن يونس ، عن أبان ، عن أبي شيبةَ ، قال :سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «ضَلَّ عِلْمُ ابن شُبْرُمَةَ عند الجامعة ، إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وخطّ علي عليه السلام بيده ، إنَّ

وقوله: (هو عند أهله) أي عند من حمَّله رسول اللّه ذلك، وهو أهل للتحمّل والتبليغ، وأهل ما حُمّل يعني أمير المؤمنين عليه السلام وأوصياءه .
وتصديق ذلك قوله صلى الله عليه و آله : «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتابَ اللّه و عترتي» ۱ وقوله صلى الله عليه و آله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها». ۲
قوله: (ضلّ علم ابن شبرمة عند الجامعة).
المراد بالعلم إمّا المأخوذ من مأخذه من المسائل، وإمّا ما يظنّ ويراه بأيّ طريق كان، سواء كان مأخوذا من ۳ المآخذ الشرعيّة، أو من الرأي والقياس .
و «الضلال» إمّا بمعنى الخَفاء والغيبوبة حتّى لا يُرى، أو بمعنى الضياع والهلاك والفَساد، أو مقابل الهدى .
فإن حُمل العلم على الأوّل، ناسبه الأوّلُ من معانيالضلال؛ لأنّه من قلّته بالنسبة إلى ما فيالجامعة من جميع المسائل ممّا لايُرى ولا يكون له قدر بالنسبة إليه وفي جنبه.
وإن حمل العلم على الثاني ويشمل جميع ظنونه وآرائه، ناسبه أحد الأخيرين من معاني الضلال؛ فإنّه ضائع هالك عند ما أتى به رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمخالفته له، وضلّ هذا العلم، أي ظهر ضلاله وخروجه عن الطريقة المستقيمة عند ما ثبت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وهو منهاج الهدى لمخالفته إيّاه .

1.مرّ تخريجه قبل هذه الصفحة .

2.التوحيد، ص ۳۰۷، باب حديث ذعلب، ح ۱؛ الأمالى، للصدوق، ص ۳۴۳، المجلس ۵۵، ح ۱؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۶۶، باب ۳۱، ح۲۹۸ ؛ الخصال ، ص ۵۷۴، ح ۱ ؛ الأمالي ، للطوسي ، ص ۵۵۸، المجلس ۲۰، ح ۸ ؛ العمدة، ص ۲۸۵، الفصل ۳۵ ؛ شواهد التنزيل، ج ۱، ص ۱۰۴، ح ۱۱۸؛ شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج ۷، ص ۲۱۹ ؛ وسائل الشيعة، ج ۲۷، ص ۳۴، باب تحريم الحكم بغير الكتاب، ح ۳۳۱۴۶ .

3.في «ل» : «عن» .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
202

۱۳.عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن سَماعة بن مِهران ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال :قلت : أصلحك اللّه ُ، إنّا نَجتمعُ فنتذاكَرُ ما عندنا ، فلا يَرِدُ علينا شيءٌ إلاّ وعندنا فيه شيءٌ مُسَطَّرٌ ، وذلك ممّا أنعمَ اللّه ُ به علينا بكم ، ثمّ يَرِدُ علينا الشيءُ الصغيرُ ليس عندنا فيه شيءٌ ، فيَنظُرُ بعضُنا إلى بعضٍ ، وعندنا ما يُشْبِهُهُ ، فنقيسُ على أحسنه؟ فقال : «وما لكم وللقياس؟ إنّما هَلَك مَن هَلَكَ مِن قبلِكم بالقياس» ثمّ قال : «إذا جاءكم ما تَعلمون ، فقولوا به ، وإن جاءكم مالا تَعلمون فها ـ وأهوى بيده إلى فيه ـ» ثمَّ قال : «لَعَنَ اللّه ُ أبا حنيفةَ ، كان يقول : قالَ عليٌّ وقلتُ أنا ، وقالت الصحابة وقلت» ثمَ قال: «أكُنْتَ تَجلسُ إليه؟» فقلتُ: لا، ولكن هذا كلامُه. فقلت: أصلَحَكَ اللّه ُ، أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله الناسَ بما يَكتفون به في عهده؟ قال : «نعم ، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة» . فقلت :

قوله: (وإن جاءكم ما لا تعلمون فها ـ وأهوى بيده إلى فيه ـ) .
«ها» اسم فعل بمعنى «خُذْ» ويحتمل أن يكون «فها» للمفرد . ويحتمل أن يكون فهاؤوا للجمع، وقوله: «وأهوى بيده» على الأوّل كـ«هوى بيده» على الثاني للحال ۱ بتقدير «قد»، والباء في «بيده» للتعدية، أي مَدَّ ورفع يده مشيرا إلى فيه . يقال: هوت يدِى له وأهوت: إذا امتدّت وارتفعت . والمعنى: إذا جاءكم ما لا تعلمون فخذوا من أفواهنا .
وقوله: (فقال: نعم، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة) أي نعم، أتى بما يكتفون به في عهده، وبما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة من الأحكام الشرعية .
تصديقُ ذلك قوله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى»۲ وقوله تعالى: «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ»۳ فهو سبحانه لمّا أكمل الدين، بيّن لنبيّه صلى الله عليه و آله جميع الأحكام الشرعية، وأنزلها إليه، ولمّا أمره بتبليغ ما أنزل إليه، بلّغ بنفسه ما أمكن تبليغه إلى من أمكن تبليغه، وحمّل بعضا ليبلّغ إلى آخَرين، فلم يبق حكم من أحكام اللّه إلاّ وقد أتى به رسول اللّه صلى الله عليه و آله اُمّته .

1.«للحال» خبر لقوله: «قوله» .

2.المائدة (۵) : ۳ .

3.المائدة (۵) : ۶۷ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100106
صفحه از 672
پرینت  ارسال به