273
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۴.عدَّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن أبيه ، عن النضر بن سُوَيْدٍ ، عن يحيى الحلبيّ ، عن ابن مُسكان ، عن زرارةَ بن أعْيَنَ ، قال :سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «إنَّ اللّه خِلْوٌ من خَلْقِه وخَلْقُه خِلْوٌ منه ، وكلُّ ما وقع عليه اسم شيء ما خلا اللّه َ فهو مخلوقٌ ، واللّه خالق كلِّ شيء ، تباركَ الذي ليس كمِثْله شيءٌ وهو السميع البصير» .

سبحانه موصوفا في حدّ ذاته بحقيقة الصفة، فحقيقتها موجودة بذاته متّحدة بالواجب تعالى، فكيف يخلق صفة؟ وإن كان موصوفا في حدّ ذاته بالأتمّ والأكمل، فكيف يتّصف بالناقص المضادّ للكامل؟ على أنّ نسبة الفاعل إلى المفعول نسبة بالوجوب، ونسبةَ قابل الشيء إليه نسبة بالإمكان، ولا يكون نسبة شيء واحد إلى شيء بالوجوب والإمكان إلاّ إذا كان له جهتان يأتلف منهما، فيقع الاختلاف من جهتين، وكلّ ما هذا شأنه ممكنٌ محتاجٌ في ذاته إلى علّة؛ لأنّ المتألّف لابدّ له من موجب له موجودٍ، ولا يكون أحدَهما لاتّحادهما خارجا، فيكون الموجود الموجب مغايرا له، وكلّ محتاج إلى مغاير له ممكنٌ مخلوقٌ.
قوله: (وكلّ ما وقع عليه اسم شيء ما خلا اللّه فهو مخلوق، واللّه خالق كلّ شيء) أي ابتداءً لا بأن يكون خالقَ شيء .
وقوله: (تبارك الذي ليس كمثله شيء) أي تقدّس وتنزّه الذي ليس شيء مثله. ويعلم من هذا كونه خالقا ابتداءً لكلّ شيء بأنّه لو خلق غيره لكان مثله في الخالقيّة والإيجاد والإلهيّة لخلقه، وهو منزّه عن أن يشاركه شيء في الخالقيّة؛ لأنّ المشارك في الخالقيّة يجب أن يكون مشاركا له في الإيحاب، ولا إيجاب إلاّ ممّا له الوجوب، والوجوب بالغير صفة للغير حقيقة، وإلاّ فيتأخّر عن الوجود، فيكون وجوبا لاحقا، لا سابقا مصحّحا للموجوديّة والإيجاب والإيجاد.
وقوله: (وهو السميع البصير).
إشارة إلى أنّ كونه سميعا بصيرا لا يوجب مشاركته ومماثلته لغيره. ولا اتّصافه بمخلوق كما في المخلوق.


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
272

۳.عليُّ بن ابراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، عن أبي المَغْراءِ ، رَفَعَه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :قال : «إنّ اللّه خِلْوٌ من خَلْقه ، وخَلْقُه خِلْوٌ منه ، وكلّ ما وقع عليه اسمُ شيءٍ فهو مخلوقٌ ما خلا اللّه » .

والمراد بحدّ التعطيل الخروجُ عن الوجود و عن الصفات الكماليّة والفعليّة ۱ والإضافية، وبحدّ التشبيه الاتّصافُ بصفات الممكن والاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات .
قوله: (إنّ اللّه خِلْوٌ من خلقه، وخلقه خلو منه).
«الخلو» ـ بكسر الخاء وسكون اللام ـ : الخالي. والمراد أنّه سبحانه لا يتّصف بالشيء المغاير له ۲ ، ولا يكون المغاير جزءا له، ولا يكون جزءا من شيء، أو صفةً لشيء؛ لأنّ كلّ شيء مغاير له مخلوق له؛ لامتناع تعدّد الموجد الأوّل، وكونِ كلّ ممكن محتاجا إلى المبدأ مخلوقا له، فكلّ ما يغايره مخلوقه، واتّصافه بمخلوقه مستحيل ۳ ؛ لأنّ كلّ ما يمكن اتّصافه بشيء يكون فيه استعداده، والمستعدّ للشيء فاقد له ۴ ، والفاقد للشيء وللأتمّ ۵ ؤه، فإن كان الأوّل

1.في حاشية «ت» : والصفات الفعليّة أعمّ من الإضافيّة المحضة؛ لأنّ القبليّة والبعديّة في الواجب إضافةٌ محضة ، بخلاف الخالقيّة والرازقيّة فإنّهما مع فعل .

2.في «خ ، ل» : + «ولا يتقوّم به» .

3.في حاشية «ت ، م» : وتقوّمه بمخلوقه اللازم على تقدير كون غيره جزءا له، أو كونه صفة لغيره ظاهرُ الاستحالة، غنيٌّ عن البيان . وباستحالة اتّصافه بمخلوقه يظهر استحالة جزئيته لغيره المستلزمة* للاتّصاف بغيره أو التقوّم به . ففيما في الشرح كفاية للفطن (منه دام ظلّه العالي) . * واللازم أحد الأمرين، أي الاتّصاف بغيره، أو التقوّم به. أمّا لزوم الاتّصاف بغيره، فإمّا باعتبار حلول الثالث فيهما، والمراد بالغير في هذه الصورة الثالث؛ وإمّا باعتبار حلول الغير فيه؛ لأنّ جهة الاتّحاد لا تحصل بين جزءين مثلاً إلاّ بحلول أحدهما في الآخر أو الثالث فيهما، فتدبّر. وأمّا لزوم التقوّم به، أي بالغير فباعتبار حلوله في الغير، فافهم (سمع مضمونه).

4.في حاشية «ت ، م» : فإنّ كلّ استكمال خروج من قوّة وعدم إلى الوجود وفعلية . وفي مثل ذلك التبيان لمن يستأهله فوق الكفاية، والعادل إلى الأصرح ظالم الحكمة بسوء الرعاية (منه دام ظلّه العالي) .

5.في «ل» : «أو للأتمّ»؛ وفي «خ» : «والأتمّ» .والأكمل منه لا يتأتّى منه إعطاؤه، فإن كان الأوّل

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 122701
صفحه از 672
پرینت  ارسال به