317
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.فلا يُغفَرَ له ، إنّه كانَ تورثُ الشكَّ ، وتَهبِطُ العملَ ، وتُرْدِي صاحبَها ، وعسى أن يتكلّمَ بالشيء فلا يُغفَرَ له ، إنّه كانَ فيما مضى قومٌ تَرَكوا عِلْمَ ما وُكِّلُوا به ، وطَلَبوا علم ما كُفُوه ، حتّى انتهى كلامُهُم إلى اللّه فَتَحَيَّروا ، حتّى أن كانَ الرجلُ لَيُدْعى مِن بين يديه فيُجيبُ من خلفه ، ويُدعى مِن خَلْفه فيُجيبُ من بين يديه» .

۰.وفي رواية اُخرى : «حتّى تاهوا في الأرض» .

۵.عدّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالدٍ ، عن بعض أصحابه ، عن الحسين بن الميّاح ، عن أبيه ، قال : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقولُ :«من نَظَرَ في اللّه كيف هو ، هَلَكَ» .

للخصومة لميل نفسه إلى المدافعة والغلبة (فلا يغفر له).
قوله: (تركوا علم ما وُكّلوا به) على صيغة المجهول من التوكيل، أي اُمروا بتحصيله، واُقدِرُوا عليه كمعرفة الحلال والحرام من الأحكام الشرعيّة الفرعيّة.
(وطلبوا علم ما كُفُوه) أي ما اُسقط عنهم وكُفُوا مؤونته كمعرفة حقائق الأشياء (حتّى انتهى كلامهم إلى اللّه ) فتكلّموا في حقيقة ذاته أو حقيقة صفاته الحقيقيّة (فتحيّروا) وذلك لأنّ اشتغال القوّة الدرّاكة بما تعجز ۱ عنه إنّما يزيد ۲ حيرةً وعجزا عن الدرك، كما أنّ اشتغال القوّة الباصرة بنور الشمس عند ارتفاعها إنّما يزيدها عجزا عن الرؤية حتّى تشتبه عليهم الاُمور الضروريّة (وكان الرجل منهم ۳ ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه، ويُدعى من خلفه فيجيب من بين يديه).
قوله: (وفي رواية أُخرى: حتّى تاهوا في الأرض) أي تحيّروا ولم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات فضلاً عن الخفايا من المعقولات.
قوله: (من نظر في اللّه كيف هو ، هلك) أي من نظر في اللّه ليعرفه بحقيقة صفاته الحقيقيّة، هلك؛ لأنّه أشْغل قوّته العقليّة بإدراك ما لا سبيل لها إليه، ويعجز ۴ عن إدراكها غاية العجز، فيضعف حتّى لا يقدر على إدراك ما كان قادرا عليه، فيهلك ۵

1.في «خ، ل»: «يعجز».

2.في «خ»: «يزيدها».

3.في الكافي المطبوع: - «منهم».

4.في «خ، م»: «تعجز».

5.في «خ»: «فهلك».


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
316

۰.وفي رواية اُخرى عن حريزٍ : «تَكلّموا في كلّ شيء ، ولا تَتَكَلَّموا في ذات اللّه » .

2.محمّدُ بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن ابن أبي عُمير ، عن عبدالرحمن بن الحَجّاج ، عن سُليمانَ بن خالد ، قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : «إنَّ اللّه َ ـ عزَّ وجلَّ ـ يقول : « وَ أَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى » فإذا انتهى الكلامُ إلى اللّه فأمْسِكوا» .

۳.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن أبي أيّوبَ ، عن محمّد بن مسلم ، قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : «يا محمّدُ ، إنّ الناسَ لا يزالُ بهم المنطقُ حتّى يَتكلّموا في اللّه ، فإذا سَمِعْتم ذلك ، فقولوا : لا إلهَ إلاّ اللّه ُ الواحد الذي ليس كمثله شيءٌ» .

۴.عدّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالدٍ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن محمّد بن حُمرانَ ، عن أبي عُبيدةَ الحَذّاء ، قال :قال أبو جعفر عليه السلام : «يا زياد ، إيّاك والخصوماتِ، فإنّهاتورثُ الشكَّ، وتَهبِطُ العملَ، وتُرْدِي صاحبَها، وعسى أن يتكلّمَ بالشيء

قوله: (لا يزال لهم ۱ المنطق) وفي بعض النسخ «بهم المنطق» بالباء.
وعلى الأُولى معناه يجوز لهم الكلام، وعلى الثانية معناه يجوز معهم الكلام، وآخر الحديث بالثانية أنسب.
وقوله: (فإذا سمعتم ذلك) أي إذا سمعتم الكلام في اللّه فاقتصروا على التوحيد ونفي الشريك؛ منبّها على أنّه لا يجوز الكلام فيه وتبيين معرفته إلاّ بسلب التشابه والتشارك بينه وبين غيره.
قوله: (إيّاك والخصوماتِ، فإنّها تورث الشكّ) لأنّه يؤدّي الخصومةُ إلى ميل النفس إلى أحد الطرفين، فيشكّ فيما لا ينبغي أن يُشكّ فيه، ويلحقه بهذه الخطيئة من الإثم ما لا يسلم ۲ معه أجرُ عمله، أو يكون عمله حينئذٍ مقارنا للشكّ، فلا يوجَر عليه، ويؤدّي إلى هلاك صاحبه، (وعسى أن يتكلّم بالشيء) ۳ عند الخصومة أو

1.في الكافي المطبوع: «بهم» ؛ وفي «ل» : «لا يجوز لهم» .

2.في «ل»: «لم يسلم».

3.في «خ»: «بشيء».

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100175
صفحه از 672
پرینت  ارسال به