379
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.الوارثُ ؛ فهذه الأسماءُ وما كان من الأسماء الحسنى حتّى تتمَّ ثلاثَ مائةٍ وستّينَ اسما ، فهي نسبةٌ لهذه الأسماء الثلاثة . وهذه الأسماءُ الثلاثةُ أركانٌ ، وحَجَبَ الاسمَ الواحدَ المكنونَ المخزونَ بهذه الاسماء الثلاثة ، وذلك قوله تعالى : « قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الْأَسْمَآءُ الْحُسْنَى » » .

۲.أحمدُ بن إدريسَ ، عن الحسين بن عبداللّه ، عن محمّد بن عبداللّه وموسى بن عمر ؛ وأجمل عن البواقي منها بقوله:(وما كان من الأسماء الحسنى حتّى ثلاثمائة وستّين اسما فهي) أي الأسماء الثلاثمائة والستّون نسبة لهذه الأسماء الثلاثة ومعتبرة بحسب نسبتها في الأفعال ، (وهذه الأسماء الثلاثة) الظاهرة (هي الأركان) التي باقي الأسماء ينسب ۱ إليها وتعتمد ۲ عليها.
وقوله: (وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة) أي هو منضمّ فيها، محجوبة بها عن الخلق.
وقوله: (وذلك قوله تعالى: « قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ »۳
) أي ما ذكر ـ من إيجاد الذات الأحديّ اسما على أربعة أجزاء، وإظهارِ ثلاثة منها والظاهر هو اللّه تبارك وتعالى، وأنّه سخّر لكلّ اسم من الثلاثة التي هي من أجزاء الاسم المخلوق على أربعة أجزاء أربعة أركان، وأنّه خلق لكلّ ركن ثلاثين اسماً ـ تفصيلٌ لما أجمله سبحانه بقوله: « قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ » فإنّه دلّ على أنّه يجوز دعاؤه بالاسم الظاهر من أجزاء الاسم المخلوق أوّلاً الدالِّ على الذات الموجود بلا مهيّة كلّية له، المشارِ إليه بالإشارة العقليّة بما هو وجود بلا مهيّة، لا كالوجود للمهيّة الممكنة، وباسم من الأسماء الدالّة على الأفعال كالرحمن؛ فإنّ الأسماء الحسنى كلَّها مختصّة بالذات الأحديّ ويستوي في صحّة التعبير عنه بها.
والحسن بن عليّ بن عثمان ، عن ابن سنان قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام : هل كانَ اللّه ُ ـ عزَّ وجلَّ ـ عارِفا بنفسه قبل أن يَخْلُقَ الخلقَ؟ قال : «نعم» ؛ قلتُ : يَراها ويَسمَعُها؟ قال : «ما كانَ محتاجا إلى ذلك ؛ لأنّه لم يَكُنْ يسألُها ولا يَطلُبُ منها ، هو نفسُه ونفسُه هو ، قدرتُه نافذةٌ ، فليس يَحتاجُ أن يُسَمِّيَ نفسَه ، ولكنَّه اختارَ لنفسه أسماءً لغيره يَدعُوهُ بها ؛

1.في «خ»: «تنسب».

2.في «ل، م»: «يعتمد».

3.الإسراء (۱۷): ۱۱۰.


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
378

۰.الاسمُ المكنونُ المخزونُ ؛ فهذه الأسماء التي ظَهَرَتْ ، فالظاهرُ هو اللّه تبارك وتعالى . وسَخَّرَ سبحانُه لكلّ اسمٍ من هذه الأسماء أربعةَ أركانٍ ، فذلك اثناعشر ركنا ، ثمّ خلَق لكلّ رُكنٍ منها ثلاثينَ اسما فعلاً منسوبا إليها ، فهو الرَّحمنُ ، الرحيمُ ، الملكُ ، القدُّوسُ ، الخالقُ ، البارئُ ، المصوِّرُ ، الحيُّ القيّوم ، لا تأخُذُه سِنَةٌ ولا نومٌ ، العليمُ ، الخبيرُ ، السميعُ ، البصيرُ ، الحكيمُ ، العزيزُ ، الجبّارُ ، المتكبِّرُ ، العليُّ ، العظيمُ ، المقتدِرُ ، القادرُ ، السلامُ ، المؤمنُ ، المهيمنُ ، البارئُ ، المنشيُ ، البديعُ ، الرفيعُ ، الجليلُ ، الكريمُ ، الرازقُ ، المحيي ، المميتُ ، الباعثُ ،

نسبتها، مشتملةً على أربعة أجزاء، كلُّ جزء منها اسم، ليس بين تلك الأجزاء ترتيب وضعي أو لفظي، فلا واحد منها قبل الآخر (فأظهر منها ثلاثة أسماء) أي جعلها ظاهرةً على خلقه؛ لحاجتهم إليها وانتظام اُمورهم في العادات ۱ لكلّ اسم من هذه الأسماء ۲ أربعة أركان، فذلك اثنا عشر ركنا) أي ذلّل لكلّ اسم منها أربعةَ أركان، وجعلها آلةً لفعله ومظاهرَ لآثاره.
ولعلّ المراد بالأركان الاثني عشر البروج الفلكيّة، وأنّه يظهر فعل كلّ اسم منها وأثرُه بأربعة أركان هي أربعة من البروج الاثني عشر (ثمّ خلق لكلّ ركن) ۳ من الأركان الاثني عشر بعدد درجاتها الثلاثين (ثلاثين اسما فعلاً منسوبا إليها) أي لحصول الفعل المنسوب إلى الأركان أو الأسماء، وظهوره بإعمال درجات الأركان، أو المراد أنّ هذه الأسماء هي الأفعال بحقيقتها ، فقوله: «فعلاً» منصوب بنزع الخافض، أو على البدليّة.
وبقوله: (فهو الرحمن الرحيم...) عدّ جملة من الأسماء الثلاثمائة والستّين،

1.في «ل»: العبادات».بها، وجعل واحدا منها محجوبا عنهم مستترا عن مداركهم، وهو الاسم المكنون المخزون، فهذه الأجزاء الثلاثة الأسماء التي ظهرت، فالظاهر هو اللّه تبارك وتعالى بأسمائه، أو المراد أنّ من الأسماء الثلاثة الظاهرة المدلول عليه باسم اللّه تبارك وتعالى. وقوله: (وسخّر في الكافي المطبوع: + «سبحانه».

2.في «خ» : + «الثلاثة» .

3.في الكافي المطبوع: + «منها».

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100221
صفحه از 672
پرینت  ارسال به