381
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.لأنّه إذا لم يُدْعَ باسمه لم يُعْرَفْ، فأوّلُ ما اختارَ لنفسه : العليُّ العظيمُ ؛ لأنّه أعلَى الأشياءِ كلِّها ؛ فمعناه اللّه ُ ، واسمه العليُّ العظيمُ ، هو أوّلُ أسمائه ، عَلا على كلِّ شيءٍ» .

۳.وبهذا الإسناد عن محمّد بن سنان ، قال :سألتُه عن الاسم ما هو؟ قال : «صفةٌ لموصوفٍ» .

۴.محمّد بن أبي عبداللّه ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن بعض أصحابه ، عن بكر بن صالح ، عن عليّ بن صالح ، عن الحسن بن محمّد بن خالد بن يزيدَ ، عن عبدالأعلى ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«اسمُ اللّه ِ غيرُه، وكلُّ شيءٍ وَقَعَ عليه اسمُ شيءٍ فهو مخلوقٌ ما خلا اللّه َ،

بها) والاسم محتاج إليه في معرفة غيره إيّاه؛ (لأنّه إذا لم يُدْعَ باسمه لم يُعرف).
وقوله: (فأوّل ما اختار لنفسه العليّ العظيم) أي هذا الاسم أحقُّ الأسماء كلِّها بأن يختار له سبحانه، أو أنّه من الأسماء الثلاثة الظاهرة، وأوّليّته بالنسبة إلى غيرها من الأسماء؛ لأنّه من نسب الأسماء الثلاثة، أو أنّه أوّل الثلاثة في الترتيب إن قدّر ولوحظ ترتيب بينها، فإذن يكون أوَّلَ بالنسبة إلى الكلّ.
وقوله: (لأنّه أعلى الأشياء كلّها) أي جميع الأشياء حتّى الأسماء، فهو أحقُّ الأسماء بالتعبير عنه سبحانه، أو أوّلُ الأسماء النسبيّة ومقدّم عليها، أو أوّل جميع الأسماء ومقدّم على ما سواه.
وقوله (فمعناه اللّه ) أي ذاته المقصود بالاسم «اللّه ». وفيه دلالة على أنّ «اللّه » اسم بإزاء الذات، لا باعتبار صفة من الصفات ، (واسمه العليّ العظيم) أي هذا الاسم (هو أوّل أسمائه) التي باعتبار الصفات والنسب إلى الغير.
قوله: (اسم اللّه غيره) ۱ أي اسم اللّه غير ذاته الذي هو المسمّى بالاسم. (وكلّ شيء وقع عليه اسم شيء) أي يقال له: إنّه اسم شيء (فهو مخلوق) غير اللّه وما خلاه.
وقوله: (ما خلا اللّه ) إمّا استثناء من المبتدأ، أو خبر بعد خبر، أو صفة للخبر.

1.في حاشية «ت، ل، م»: قوله: «عن الحسن بن محمّد بن خالد بن يزيد...» في كتاب التوحيد لابن بابويه [ التوحيد، ص ۱۹۲، باب أسماء اللّه تعالى، ح ۶ ] : «الحسن بن محمّد، عن خالد [ بن يزيد ]» (منه دام ظلّه).


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
380

قوله: (قلت يراها ويسمعها) .
لمّا زعم السائل أنّ المعرفة بالإدراك الجزئي كالرؤية والاسمِ الخاصّ، وأنّ الخلق يذكر اسمه سبحانه، فإذا كان عارفا بنفسه قبل الخلق، كان يرى نفسه قبل الخلق، وإذا كان عارفا بنفسه قبل الخلق وكان خلقه يذكر اسمه، كان يسمّي نفسَه قبل الخلق ويسمعها بذكر اسمه، سأله عمّا كان يزعمه بقوله: «يراها ويسمعها ۱ » . ولا يبعد أن يكون مكانَ «يسمعها» «يسمّيها» وإن لم يوجد في النسخ التي وصلت إلينا.
فأجاب عليه السلام بقوله: (ما كان محتاجا إلى ذلك) أي إلى رؤية نفسه في معرفته قبل أن يخلق الخلق، ولا إلى تسمية نفسه والاستعانة بالاسم في معرفته وفي خلقهم فيسمعها؛ لأنّ الرؤية تقتضي المغايرة بين المدرك والمدرك، وإنّما يحتاج إليها في المعرفة مع المغايرة. وأمّا عند عدم المغايرة فلا يحتاج إلى الرؤية في المعرفة، ولم يتعرّض لصحّة رؤيته لنفسه وعدمها صريحا، بل اكتفى بقوله: (هو نفسه ونفسه هو) ولأنّ الاستعانة بالاسم إنما يحتاج إليها مَن يفتقر إلى الطلب من غيره، وهو نافذ القدرة لا يحتاج إلى أن يسمّي نفسَه وأن يستعين بالاسم. وأمّا الطلب من نفسه بالتسمية، فلا يصحّ ولو فرض صحّته فلا يحتاج إليه للخلق.
ولمّا كان مظنّة أن يسأل عن حكمة اختياره الاسمَ لنفسه مع كونه غيرَ محتاج إليه في المعرفة وفي الخلق، استدركه عليه السلام بقوله: (ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه

1.في حاشية «ت، م»: الظاهر أنّه «يسمعها» من المجرّد، ويحتمل أن يكون من باب الإفعال. والأوّل أنسب بقوله: «يراها» فحمله عليه (منه).

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100101
صفحه از 672
پرینت  ارسال به