۰.فأمّا ما عَبَّرَتْهُ الألْسُنُ ، أو عَمِلَتِ الأيدِي فهو مخلوقٌ ، واللّه ُ غايةٌ من غاياتِه ، والمُغَيّى غيرُ الغاية ، والغايةُ موصوفةٌ ، وكلُّ موصوفٍ مصنوعٌ ، وصانعُ الأشياء غيرُ موصوفٍ بحدٍّ
ولمّا كان مظنّة أن يتوهّم من قوله: «ما خلا اللّه » أنّ اللّه غير مخلوق ولو بلفظه أو نقشه، دفعه بقوله: (فأمّا ما عبّرته الألسن) وجعلته عبارة (أو عملت الأيدي) أي اللفظ أو النقش (فهو مخلوق).
وقوله: (واللّه هو عانة من عاناه) ۱ .
أو مهمّ من اهتمّ به. وفي النهاية: عَنَيتُ به فأنا عانٍ، أي اهتممتُ به واشتغلتُ ۲ .
وأسير من أسره، وذليل من أذلّه. وفي النهاية: العاني: الأسير، وكلّ من ذلَّ واستكان وخَضَعَ فقد عنا يعنو فهو عانٍ ۳ .
أو هو محبوسُ مَن حبسه. وفي النهاية: وعَنُّوا بالأصوات، أي احبسوها وأخفُوها ۴ .
وقوله: (والمَعْنيّ غير العانة) أي المقصود بالاسم المتوسّل به إليه غير العانة ، أي غير ما تتصوّره وتفعله ۵ : «نعقله».فتُلابسه
1.في الكافي المطبوع: «واللّه غاية من غاياته» وكذا فيما بعد..
يحتمل أن يكون لفظ «اللّه » مُورَدا على سبيل القسم.
وقوله: «عانة من عاناه» خبر بعد خبر لقوله «هو» أو خبر مبتدأٍ محذوف، ويكون تقدير الكلام: فهو مخلوق واللّه هو عانة من عاناه.
ويحتمل أن يكون «اللّه » مبتدأ، ويكونَ المراد به الاسمَ و «عانة من عاناه» خبرَه، ويكونَ المعنى: وهو أو الاسم مُلابسُ مَن لابسه، ومُباشر من باشره.
وفي النهاية الأثيريّة: معاناة الشيء ملابَسته ومباشَرته النهاية، ج ۳، ص ۳۱۴ (عنا).
2.المصدر.
3.المصدر.
4.النهاية، ج ۳، ص ۳۱۵ (عنا).
5.كذا، والظاهر «تعقله». وفي «خ»: «تتعقّله» . وفى «ل»: «نتعقلّه».(والعانة موصوفة) أي كلّ ما تتصوّره أو تفعله كذا ، والظاهر: «تعقله». وفي «خ، ل»: «نعقله».فتُلابسه