421
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۴.عليُّ بن محمّد، عن سَهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، قال :كتبتُ إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهماالسلام : جَعَلنِيَ اللّه ُ فداك يا سيّدي ، قد رُوِيَ لنا : أنَّ اللّه في موضع دون موضع على العرش اسْتَوى ، وأنّهَ يَنْزِلُ كلّ ليلةٍ في النصف الأخير من الليل إلى السماء الدنيا ، ورُوِيَ : أنّه يَنْزِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ثمّ يرجع إلى موضعه ، فقال بعض مواليك في ذلك : إذا كانَ في موضع دون موضع فقد يُلاقيه الهواءُ ويَتَكَنَّفُ عليه ، والهواءُ جسمٌ رقيقٌ يَتَكَنَّفُ على كلّ شيء بقَدْرِه ، فكيف يَتكنّفُ عليه جَلَّ ثناؤُه على هذا المثال؟ فوقَّع عليه السلام : «عِلْمُ ذلك عنده ، وهو المقدِّرُ له بما هو أحسن تقديرا ، وَاعْلَم أنّه إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش ، والأشياءُ كلُّها له سواء عِلْما وقُدرةً وملكا وإحاطةً».
وعنه ، عن محمّد بن جعفر الكوفيّ ، عن محمّد بن عيسى مِثْلَه .
في قوله تعالى : « مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَـثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ » .

۵.عنه ، عن عدَّةٍ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن ابن أبي عُمير ، عن ابن اُذينةَ ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى :« مَا يَكُونُ مِن

قوله: (علم ذلك عنده) أي علم كيفيّة نزوله بعدما لم يكن عنده سبحانه، وليس عليكم معرفة ذلك، ثمّ أشار إشارةً خفيّة إلى أنّ المراد بنزوله تقديرُه نزولَ رحمته وإنزالَها بتقديره بقوله: (وهو المقدّر له بما هو أحسن تقديرا) ثمّ أفاد أنّ ما عليكم علمُه أنّه لا يجري عليه أحكام الأجسام والمتحيّزات من المجاورة والقرب المكاني والتمكّن في الأمكنة، بل حضوره سبحانه حضور وشهود علمي وإحاطة بالعلم والقدرة والملك بقوله: (واعلم أنّه إذا كان في السماء الدنيا).
قوله: (وفي قوله تعالى: « مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَـثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ »۱ ).
هذا كلام المؤلّف رحمه الله، أي روي في بيان قوله تعالى: « مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَـثَةٍ » هذه الروايةُ الآتية.

1.المجادلة (۵۸): ۷.


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
420

قوله: (كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهدٌ، وإليهم أقربُ من حبل الوريد) أي الحضور والغيبة باعتبار الشهود وعدم البُعد والحجاب ومقابلهما، فمن هو عالم بالأشياء ـ ظواهرِها وبواطنها ـ أحقُّ بالحضور وعدم الغيبة ممّا هو مجاور، أو مقارن، أو ملامس من الأجسام، فقال ابن أبي العوجا: إذا كان حاضرا في السماء كيف يكون حاضرا في الأرض ؟! وإذا كان حاضرا في الأرض كيف يكون حاضرا في السماء ؟! فلا يكون حاضرا في كلّ مكان.
فأجابه عليه السلام بأنّ المُحال من ذلك إنّما هو في صفة المخلوق الجسماني الذي إذا انتقل عن مكان ولم يكن فيه كونَ المتمكّنِ في المكان، اشتغل به مكان آخَرُ، وخلا عنه المكان الأوّل، فلا يكون حاضرا فيه، ولا يدري ما حدث في المكان الذي كان فيه؟ فأمّا اللّه سبحانه العظيمُ الشأن الملكُ الديّان، فهو أعظمُ شأنا من أن يتّصف بالتمكّن في مكان، فلا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان؛ لأنّ الخلوّ والاشتغال بالنسبة إلى المكان إنّما يصحّ على ما يصحّ عليه التمكّن، وكذا القرب والبُعد المكانيّين، ولعلّه بعظمته وملكه أشار إلى وجوبه الذاتي وعدم مشاركته لشيء من الممكنات، وهو مناط الحكم بعدم جواز التمكّن عليه، والاختلافِ بالقرب والبعد المكاني بالنسبة إلى ما سواه.

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100111
صفحه از 672
پرینت  ارسال به