433
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۵.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَةَ بن أيُّوبَ ، عن عبد اللّه بن بُكير ، عن زرارةَ بن أعيَنَ ، قال :سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : « وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ » السماواتُ والأرضُ وَسِعْنَ الكرسيَّ ، أو الكرسيُّ وَسِعَ السماواتِ والأرضَ؟ فقال : «إنّ كلَّ شيءٍ في الكرسيّ» .

۶.محمّد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن الفُضيل ، عن أبي حمزةَ ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :«حملةُ العرشِ ـ والعرش : العلم ـ ثمانيةٌ : أربعةٌ منّا ، وأربعةٌ ممّن شاء اللّه ».

۷.محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زيادٍ ، عن ابن محبوبٍ ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن داود الرقّيّ ، قال :سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن قولِ اللّه عزّ وجلّ : « وَ كَانَ عَرْشُهُو عَلَى الْمَآءِ » ؟ فقال : «ما يقولون؟» قلت : يقولون : إنَّ العرشَ كانَ على الماء والربُّ فوقَه ، فقال : «كَذِبوا ، مَن زَعَمَ هذا فقد صَيَّرَ اللّه َ محمولاً ووَصَفَه بصفة المخلوق ، ولَزِمَه أنّ الشيءَ الذي يَحمِلُه أقوى منه» . قلتُ : بَيِّنْ لي جُعِلْتُ فِداك؟ فقال : «إنَّ اللّه حَمَّلَ دينَه وعلمَه الماءَ قبلَ أن يكونَ أرضٌ أو سماءٌ أو جنٌّ أو إنسٌ أو شمسٌ أو قمرٌ ، فلمّا أرادَ اللّه ُ أن يَخْلُقَ الخَلْقَ نَثَرَهم

قوله: (إنّ اللّه حمّل دينه وعلمه الماءَ قبل أن يكون أرض أو سماء).
لعلّ المراد به أنّ العرش هو علمه سبحانه الفائضُ من الجوهر العقلاني إلى النفوس والأرواح الجسمانيّة، وكان فَيَضان هذا العلم على الماء من الجسمانيّات قبل خلق الأرض والسماء والجنّ والإنس والشمس والقمر، وذلك أنّ القابل لأن يفاض عليه من الأنوار العقلانيّة المستعدَّ له إنّما هو الماء الذي منه حياة كلّ شيء ، وإنّما الحياة هي المصحِّحة للعلم والقدرة كما في قوله تعالى: « مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْ ءٍ حَىٍّ »۱ قبل خلق السماوات والأرض كان علمه سبحانه على الماء، كما أنّ بعد خلق هذه الأشياء على المخلوق من الماء، فإنّ الماء أقرب الأجسام إلى المبادئ العقلانيّة والأسباب الروحانيّة، ومحلّ الحياة في الجسمانيّات المُصحِّحةِ للعلم والقدرة، ولذا

1.الأنبياء (۲۱): ۳۰.


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
432

۰.والأرضُ وكلُّ شيءٍ في الكرسيّ».

۴.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحَجّال ، عن ثَعلبةَ ، عن زرارةَ بن أعيَنَ ، قال :سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه جلَّ وعزَّ : « وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ » السماواتُ والأرضُ وَسِعْنَ الكرسيَّ ، أم الكرسيُّ وَسِعَ السماواتِ والأرضَ؟ فقال : «بل الكرسيُّ وَسِعَ السماواتِ والأرضَ ، والعرشُ وكلّ شيءٍ وَسِعَ الكرسيُّ» .

قوله: (وكلّ شيء في الكرسيّ).
هذا إن حُمل على حقيقة العموم في الممكنات، دلّ على كون العرش في الكرسيّ، وإن حُمل على العموم في كلّ ما هو من جنسه ويجري فيه الكون الذي للمكانيّات، دلّ على كون العرش فيه إن حُمل على الجسم، وإن حمل على العلم أو الجوهر العقلاني فلا، وإن لم يحمل على حقيقة العموم في الممكنات أو ما يجري فيه الإحاطةُ بالمحيطيّة أو المُحاطيّة المكانيّة ، فيجوز كون الكرسيّ محيطا بالسماوات السبع والأرض وما فيهنّ وما بينهنّ، وكلِّ شيء من السماوي والأرضي، وكونُ العرش ـ إذا حمل على الجوهر الجسماني المحيط ـ محيطا بها وبالكرسيّ.
قوله: (بل الكرسيّ وسع السماوات والأرض والعرش).
يحتمل أن يكون قوله: «والعرش» عطفا على «الكرسيّ» أي والعرشُ أيضا وسع السماوات والأرض.
ويحتمل أن يكون عطفا على السماوات والأرض، أي الكرسيّ وسع السماوات والأرض والعرشَ كلَّها وكلَّ شيء، ويكون قوله: «وسع الكرسيّ» تأكيدا لما سبقه.
وعلى الأوّل يكون مدلول الكلام أنّ الكرسيّ والعرش كلاًّ منهما وسع السماوات والأرض، كما هو في الروايتين السابقتين من قوله: «وعرش فيه كلّ شيء» وقوله: «وكلّ شيء في الكرسيّ».
وعلى الثاني فمدلوله أنّ الكرسيّ وسع كلّ شيء حتّى العرش.

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100102
صفحه از 672
پرینت  ارسال به