487
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۳.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن أبيه ، عن عليّ بن مَعبدٍ ، عن واصِلِ بن سليمان ، عن عبد اللّه بن سنان ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :سمعتُه يقول : «أمَرَ اللّه ولم يَشَأْ ؛ وشاءَ ولم يَأمُرْ ، أمَرَ إبليسَ أن يَسجُدَ لآدمَ وشاءَ أن لا يَسجُدَ ، ولو شاءَ لَسَجَدَ ، ونهى آدمَ عن أكْلِ الشجرةِ ، وشاءَ أن يَأكُلَ منها ، ولو لم يَشَأْ لم يَأكُلْ».

۴.عليُّ بن إبراهيم ، عن المختار بن محمّد الهمدانيّ ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن عبد اللّه بن الحسن العلويّ جميعا ، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ ، عن أبي الحسن عليه السلام قال :«إنَّ للّه إرادتين ومشيئتين : إرادةَ حتمٍ وإرادةَ عَزمٍ ، يَنهى وهو يَشاءُ ، ويَأمُرُ وهو لا يشاءُ ، أو ما

قوله: (أمر اللّه ولم يشأ، وشاء ولم يأمر) أي أمر اللّه بشيء لم يشأه مشيّةً منجرّة إلى وقوعه، وشاء مشيّةً منجرّةً إلى وقوع المُشاء ولو بالتبع ولم يأمر، كما أمر إبليس بالسجود لآدم عليه السلام ولم يشأ أن يسجد، بل شاء أن لا يسجد بالتبع مشيّةً منجرّة إلى الوقوع، ولو شاءه كذلك لسجد، ونهى آدم عن أكل الشجرة ولم يشأ تركه، بل شاء أن يأكل بالتبع، ولو لم يشأ لم يأكل.
قوله: (إرادةَ حتم وإرادة عزم).
لعلّ المرادَ بإرادة الحتم الإرادةُ المستجمعة لشرائط التأثير المنجرّة إلى الإيجاب والإيجاد، وكذا المشيّة.
والمرادَ بإرادة العزم الإرادةُ المنتهية إلى طلب المراد والأمر أو النهي . وينفكّ أحدهما عن الآخر، ينهى عن الشيء ويريد تركه ويطلبه وهو يشاء المنهيّ، ويتعلّق مشيّته المستجمعة لشرائط التأثير به ولو بالتبع؛ ويأمر بالشيء ويطلبه ويريد فعله وهو لا يشاء فعله ۱ تلك المشيّة، كما أنّه نهى آدم عليه السلام و زوجتَه عن الأكل من الشجرة ويشاء ذلك ، ولو لم يشأ أن يأكلا أو شاء تركَ الأكل، لم يغلب إرادتهما ومشيّتهما مشيّةَ اللّه . وأمر إبراهيم عليه السلام أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه، ولو شاء لما غلب مشيّةُ إبراهيم عليه السلام تركَ ذبحه مشيّةَ اللّه في ذبحه.

1.في «خ، ل»: «فعل».


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
486

۰.ما معنى «قضى؟» قال : «إذا قضى أمْضاهُ ، فذلك الذي لا مَرَدَّ له».

۲.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ بن عبد الرحمن ، عن أبان ، عن أبيبصير قال:قلتُ لأبي عبد اللّه عليه السلام : شاءَ وأرادَ وقَدَّرَ وقضى؟ قال: «نعم». قلتُ: وأحَبَّ؟ قال : «لا» . قلتُ : وكيف شاء وأرادَ وقدَّر وقضى ولم يُحِبَّ؟! قال : «هكذا خَرَجَ إلينا».

قوله: (تقدير الشيء من طوله وعرضه) أي من التحديدات والتعيينات ۱ بالأوصاف والأحوال كالطول والعرض.
وقوله: (إذا قضاه ۲ أمضاه) أي إذا أوجبه باستكمال شرائط وجوده وجميع ما يتوقّف عليه المعلول، أوجده (وذلك الذي لا مردّ له) لاستحالة تخلّف المعلول عن الموجب التامّ.
قوله: (هكذا خرج إلينا) أي هكذا نُقل عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، ووصل منه إلينا.
ولمّا كان فهمه يحتاج إلى لطف قريحةٍ، والحكمةُ مقتضية لعدم بيانه للسائل، اكتفى ببيان المأخذ النقلي عن التبيين العقلي، ولعلّ عدم المنافاة بين تعلّق الإرادة والمشيّة بشيء، وأن لا يحبّه، لأنّ ۳ تعلّق المشيّة والإرادة بما لا يحبّه بتعلّقهما بوقوع ما يتعلّق به إرادة العباد بإرادتهم وترتّبه عليها، فتعلّقهما بالذات بكونهم قادرين مريدين لأفعالهم وترتّبها على إرادتهم، وتعلّقهما بما هو مرادهم بالتبع، ولا حَجْر في كون متعلّقهما بالتبع شرّا غيرَ محبوب له؛ فإنّ ۴ خيريّتَه تعلّقتا بذلك الشرّ بالتبع، وذلك التعلّق بالتبع لا ينافي أن يكون المريد خيّرا محضا، ولا يكون شرّيرا ومحبّا للشرّ.

1.في «خ، م»: «التعيّنات».

2.في الكافي المطبوع: «إذا قضى».

3.قوله: «لأنّ» خبر «لعلّ»، وقوله: «وأن لا يحبّه» عِدلُ مدخول «بين» أي عدم المنافاة بين تعلّقهما بشيء وعدمِ حُبّه لأجل هذا.

4.في «م»: «لأنّ».دخول الشرّ وما لا يحبّه في متعلّق مشيّته وإرادته بالعرض جائز؛ فإنّ كلّ مَن تعلّق مشيّته وإرادته بخير، وعَلم لزومَ شرّ له شرّيّةً لا تقاوم في «ت، خ، م»: «لا يقاوم».

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100142
صفحه از 672
پرینت  ارسال به