491
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.خَلَقَه اللّه ُ سعيدا لم يُبْغِضْهُ أبدا ، وإن عَمِلَ شرّا أبغَضَ عملَه ولم يُبْغِضْهُ ، وإن كانَ شَقيّا لم يُحِبَّه أبدا ، وإن عَمِلَ صالحا أحَبَّ عملَه وأبغضَه لما يَصيرُ إليه، فإذا أحبَّ اللّه ُ شيئا لم يُبْغِضْهُ أبدا وإذا أبْغَضَ شيئا لم يُحِبَّهُ أبدا».

۲.عليُّ بن محمّد، رَفَعَه ، عن شعيب العَقَرْقوفيِّ ، عن أبي بصير قال :كنت بين يدي أبي عبد اللّه عليه السلام جالسا وقد سَألَه سائلٌ ، فقال : جُعلتُ فداك يا ابن رسولِ اللّه من أين لَحِقَ الشقاءُ أهلَ المعصية حتّى حَكَمَ اللّه لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «أيُّها السائلُ حُكْمُ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ لا يَقومُ له أحَدٌ من خلقه بحقّه ، فلمّا حَكَمَ بذلك

لشقاوته ، ولما يصير إليه من عدم الثبات على الإيمان، فإذا أحبّ اللّه شيئا لم يبغضه أبدا، وإذا أبغض اللّه شيئا لم يحبّه أبدا؛ فإنّ كلّ خير وصلاح محبوبه، وكلَّ شرّ وفَساد مبغوض له أبدا.
قوله: (حكم اللّه تعالى ۱ لا يقوم له أحد من خلقه بحقّه . . . ).
لمّا سأل السائل عمّا يستند إليه حكم اللّه بعذاب أهل الشقاء ۲ لمه فيهم من الشقاء

1.في الكافي المطبوع: «عزّ وجلّ».

2.في «خ»: + «سابقا».، وأنّه لابدّ أن يكون لحوق الشقاء لهم مقدّما على حكم اللّه في علمه حتّى يترتّب عليه ذلك الحكم، وعمّا يستند إليه لحوق الشقاء سابقا على حكمه في علمه، وأنّه لا شيء قبل علمه ليستند إليه لحوقُ الشقاء لهم، أجاب عليه السلام بأنّ حكم اللّه تعالى لا يقوم له أحد من خلقه بموجبه وبيان سببه، أو بما يليق به، وبأن يكون بيانا لسببه ولا بإدراكه وفهمه، وما هو كذلك فحقيق بأن لا يُتعرّض لبيانه، والسكوتُ عمّا يعجز اللسان عن بيانه أولى من التعرّض للبيان. ثمّ بيّن بقوله: (فلمّا حكم بذلك ...) أنّ حكمه بذلك في علمه يترتّب عليه إعطاء المعرفة لأهل السعادة وأهلِ محبّته، ووضعُ ثقل العمل عنهم بثبوت ما هم أهلُه، وإعطاءُ أهل الشقاء والمعصية القوّةَ على معصيتهم؛ لما علمه فيهم من الشقاء


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
490

باب الابتلاء والاختبار

۱.عليُّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ بن عبد الرحمن ، عن حمزةَ بن محمّد الطيّار ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :«ما من قَبْضٍ ولا بَسْطٍ إلاّ وللّه فيه مشيئةٌ وقضاءٌ وابتلاءٌ» .

۲.عدّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن فَضالَةَ بن أيّوبَ ، عن حمزةَ بن محمّد الطيّار ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :«إنّه ليس شيءٌ فيه قَبْضٌ أو بَسْطٌ ممّا أمَرَ اللّه ُ به أو نَهى عنه إلاّ وفيه للّه عزّ وجلّ ابتلاءٌ وقضاءٌ».

باب السعادة والشقاء

۱.محمّد بن إسماعيلَ ، عن الفَضل بن شاذان ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :«إنّ اللّه خَلَقَ السعادةَ والشقاءَ قبل أن يَخلُقَ خَلْقَه ، فمَن

باب الابتلاء والاختبار
قوله: (ما من قبض ولا بسط . . . ) أي ما من تضييق ولا توسعة إلاّ للّه فيه مشيّة وقضاء لذلك القبض أو البسط، أو لما يؤدّي إليه، وابتلاءٌ واختبار لعباده.
والحديث الذي بعده كهذا الحديث إلاّ أنّه خصّ بما أمر اللّه به أو نهى عنه، ولعلّه ليس لاختصاص الحكم به، بل لبيان الحكم في الخاصّ وإن لم يختصّ به.

باب السعادة والشقاوة

قوله: (إنّ اللّه خلق السعادة والشقاء... ) أي قدّرهما ۱ لعباده تقديرا سابقا على الخلق، فمن خَلَقه اللّه سعيدا على وفق تقديره، لم يُبغضه أبدا، إنّما يبغض عمله ـ إن عمل سوءاً ـ و لم يبغضه، ومَن قدّره شقيّا وخلقه شقيّا على وفق تقديره، لم يحبّه أبدا، وإن عمل عملاً صالحا أحبّ عمله؛ لأنّه يحبّ الخير والصلاح، وأبغضه

1.في حاشية «ت»: أي لم يصلا إلى القضاء، وبعد إيجادهما في السعيد والشقيّ وصلا إلى القضاء. والسعادة عبارة عن تعلّق النفس بطينة الأشرف الغالب بالذات، والشقاوة عبارة عن تعلّق النفس بطينة الاُخرى الأخسّ الغالب.

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 99940
صفحه از 672
پرینت  ارسال به