493
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

باب الخير والشرّ

۱.عدّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن ابن محبوب وعليّ بن الحكم ، عن معاويةَ بن وَهْبٍ ، قال :سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : «إنَّ ممّا أوحى اللّه إلى موسى عليه السلام وأنزَلَ عليه في التوراة : أنّي أنا اللّه لا إلهَ إلاّ أنا ، خلقتُ الخلقَ وخلقتُ الخيرَ وأجرَيْتُه على يَدَيْ من اُحِبُّ ، فطوبى لمن أجْرَيْتُه على يديه ، وأنا اللّه لا إله إلاّ أنا ، خَلقتُ الخلقَ وخَلقتُ الشرَّ وأجْرَيْتُه على يَدَيْ من اُريدُه ، فويلٌ لمن أجْرَيْتُه على يَدَيْه».

باب الخير والشرّ
قوله: (خلقت الخلق وخلقت الخير . . . ).
لعلّ المراد بالخلق الموجود العيني، القارُّ الوجود، وبالخير والشرّ ما هو من الأعمال والأفعال، وكلّ الموجودات بأقسامها مستندُ الوجود إليه سبحانه، واستنادُ بعضها إلى مَن يفعله باعتبار جريانه على يده ووقوعه تبعَ قدرته وإرادته بالمدخليّة لا بالإيجاد، وإنّما إعطاء الوجود من الواجب بذاته، الموجِب الموجِد للأشياء كما هي في علمه بمشيّته وإرادته وقَدَره وقضائه، فلأفعال العباد موجد موجب وشرائطُ وأسباب، فالموجب الموجد هو الواجب الوجود بذاته وهو خالقها وخالق كلّ شيء ، وما قدرته وإرادته من شرائطها وأسبابها هو العامل لها، فهي بين موجب موجد وشرائطَ وأسباب مقرِّبةٍ لها إلى الوجود؛ ووجودها وجهةُ خيريّتها من ذلك المبدأ الفاعلي وظهورُها على يد عاملها، وجهاتُ شرّيّتها من شرائطها وأسبابها التي هي من أحوال عاملها، وواسطةُ ظهورها بجَرْيها ۱ على يده، وبقدرته وإرادته، فتنسب إلى العامل بهذه الجهة، فخالقها وموجدها هو اللّه سبحانه، وعاملُها والمتكلِّف بكسبها بقدرته وإرادته، وسائر قواه وجوارحِه هو مَن جرت هي على يده بقدرته وإرادته. وسيجيء ۲ ما يُعينك لتحقيق هذا إن شاء اللّه .

1.في «خ، ل»: «يجريها».

2.في «خ»: + «ما يفيده».


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
492

۰.وَهَبَ لأهل محبّته القوّةَ على معرفته ، ووَضَعَ عنهم ثِقْلَ العمل بحقيقة ما هم أهلُه ، ووَهَبَ لأهل المعصية القوّةَ على معصيتهم لِسَبْقِ عِلْمِه فيهم ، ومَنَعَهُم إطاقةَ القبول منه ، فوافَقوا ما سَبَقَ لهم في علمه ، ولم يَقْدِروا أن يَأتوا حالاً تُنْجيهم من عذابه ؛ لأنّ علمَه أولى بحقيقةِ التصديقِ ، وهو معنى شاء ما شاء ، وهو سِرُّه» .

۳.عدّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سُوَيدٍ ، عن يحيى بن عِمرانَ الحلبيّ ، عن مُعلّى أبي عثمان ، عن عليّ بن حَنظلةَ ، عن أبيعبد اللّه عليه السلام ، أنّه قال :«يُسْلَكُ بالسعيد في طريقِ الأشقياء حتّى يقولَ الناس : ما أشْبَهَهُ بهم بل هو منهم ثمّ يَتَدارَكُه السعادةُ ، وقد يُسْلَكُ بالشقيّ في طريق السعداء حتّى يقولَ الناس : ما أشْبَهَهُ بهم ، بل هو منهم ثمّ يَتدارَكُه الشقاءُ ، إنّ مَن كَتَبَهُ اللّه ُ سعيدا وإن لم يَبْقَ من الدنيا إلاّ فُوَاقُ ناقةٍ خَتَمَ له بالسعادة».

(ومنعهم) ولم يعطهم (إطاقةَ القبول منه، فواقعوا ۱ ما سبق لهم في علمه) من السعادة أو الشقاوة ۲ وتوابعهما، ولم يقدروا على الإتيان بحال لهم ينجيهم من عذابه؛ لأنّ علمه أولى بحقيقة التصديق والوقوع.
وقوله: (وهو معنى شاء ما شاء) أي ما ذكرناه من أنّه لا يقوم لحكم اللّه أحد من خلقه بحقّه معنى شاء ما شاء، وهو سرّه الذي لم يطّلع عليه أحد من خلقه.
قوله: (إلاّ فُواق ناقة).
«الفواق» ـ كغراب ـ : ما بين الحَلْبَتَيْن من الوقت؛ لأنّها تُحْلَبُ ثمّ تترك سُوَيعةً يرضعها الفَصيل لتُدِرَّ ، ثم تحلب. أو ما بين فَتْحِ يدك وقبضِها على الضرع. وفي الحديث «العيادة قدرُ فُواق ناقةٍ» ۳ .

1.في حاشية «خ، ل» والكافي المطبوع: «فوافقوا».

2.في «خ»: «والشقاوة».

3.الكافي، ج ۳، ص ۱۱۷، باب كم يعاد المريض و ...، ح ۲.

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100023
صفحه از 672
پرینت  ارسال به