505
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.قال : فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : سألتُ هذا القَدَرِيَّ ، فكانَ من جوابه كذا وكذا ، فقال : «لنفسه نَظَرَ ، أما لو قالَ غيرَ ما قالَ لَهَلَكَ» .

۸.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد، عن محمّد بن الحسن زَعْلانَ ، عن أبي طالب القمّي ، عن رجلٍ ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :قلتُ أجْبَرَ اللّه ُ العبادَ على المعاصي؟ قال : «لا» . قلتُ : ففَوَّضَ إليهم الأمرَ؟ قال : قال : «لا» . قالَ : قلتُ : فماذا ؟ قالَ : «لطفٌ من ربِّك بينَ ذلك».

۹.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ بن عبد الرحمن ، عن غير واحد ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام قالا :«إنّ اللّه أرْحَمُ بخَلْقِه من أن يُجْبِرَ خَلْقَه على الذنوب ثمَّ يُعَذِّبَهُم عليها ، واللّه ُ أعَزُّ من أن يُريدَ أمرا فلا يكونَ» قال : فَسُئلا عليهماالسلام: هل بين الجَبْرِ والقَدَرِ منزلةٌ ثالثة؟ قالا : «نعم ، أوسَعُ ممّا بين السماء والأرضِ».

وقوله: (لنفسه نظر) أي رَقَّ ورحم لنفسه وأعانها (لو قال غير ما قال لهلك).
قوله: (لطفٌ من ربّك بين ذلك).
لعلّ المراد باللطف هنا ۱
إعطاءُ القدرة للعبد على ما يشاء من الفعل والترك، وجعلُه عاملاً بإرادته ـ الواقعة تحت إرادة اللّه ـ بالمأمور به، والكفُّ عن المنهيّ عنه ، وتقريبُه من الطاعة بالأمر، وتبعيدُه عن المعصية بالنهي.
قوله: (نعم، أوسعُ ممّا بين السماء والأرض).
لمّا كان كلام السائل دالاًّ على إنكار الواسطة بين الجبر ـ وهو إيجاب اللّه وإلزامُه العبادَ على أعمالهم بلا مدخليّة لإرادة العباد وقدرتهم في أفعالهم وإيجابها ـ والقَدَرِ ـ وهو استقلال قدرة العبد وإرادته في إيجاب فعله وإيجاده من غير إيجاب اللّه سبحانه له وإيجاده بقدرته واختياره ـ اُجيب بأنّ ما بينهما احتمالات كثيرة، ولا حصر بينهما لا عقلاً ولا قطعا.

1.في «خ»: «هاهنا».


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
504

۰.آخذينَ ولا تاركينَ إلاّ بإذنِ اللّه ».

۶.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ بن عبد الرحمن ، عن حفص بن قُرْطٍ ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زَعَمَ أنَّ اللّه َ يَأمُرُ بالسوء والفحشاء فقد كَذَبَ على اللّه ، ومن زَعَمَ أنَّ الخيرَ والشرَّ بغير مشيئة اللّه فقد أخْرَجَ اللّه من سلطانه ، ومن زَعَمَ أنَّ المعاصِيَ بغير قوّةِ اللّه فقد كَذَبَ على اللّه ، ومن كَذَبَ على اللّه أدْخَلَه اللّه ُ النارَ».

۷.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن أبي عبد اللّه ، عن عُثمان بن عيسى ، عن إسماعيلَ بن جابرٍ ، قال :كان في مسجد المدينة رجلٌ يَتَكَلَّمُ في القَدَرِ والناسُ مُجتمعونَ ، قال : فقلت : يا هذا ، أسألُك؟ قال : «سَلْ» . قلتُ : يكونُ في مُلك اللّه تبارك وتعالى ما لا يُريدُ؟ قال : فأطْرَقَ طويلاً ، ثمَّ رَفَعَ رأسَه إلَيَّ ، فقال لي : «يا هذا ، لئن قلتُ إنّه يكون في مُلكِهِ ما لا يُريدُ ، إنّه لمقهورٌ ، ولئن قلتُ لا يكونُ في ملكه إلاّ ما يُريدُ، أقْرَرْتُ لك بالمعاصي» .

اللاحق، فالممكن بإمكانه مجرّدا عن إيجاب موجب إنّما يكون معدوما، وهذا الإمكان مصحّح الطلب.
والحاصل: أنّ مناط الوجود للممكن الوجوبُ الحاصل لوجوده من علّته الموجبة، أي إيجابها إيّاه، ومناطَ العدم للممكن عدمُ إيجابِ موجبٍ إيّاه لا إيجابُ موجبٍ لعدمه، وإذا كان المعدوم يمكن وجوده بموجِبه صحّ طلب إيجاده بإيجابه بموجبه، وطلبُ الكفّ عن إيجاده بعدم إيجابه بموجبه، وكذا لزومُ عدم إرادة الفاعل لعدم أسبابها لا ينافي الأمر بإرادته.
وقوله: (ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلاّ بإذن اللّه ) إشارة إلى عدم استقلالهم فيما لهم من الفعل، أو الكفّ والترك.
قوله: (أقررت لك بالمعاصي) أي أمكنتك لفعلها ۱ ؛ إذ كلّ معصية بإرادته، أو المراد أنّه أقررت لك بأنّ المعاصي بإرادته.

1.في «ل»: «بفعلها».

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 122554
صفحه از 672
پرینت  ارسال به