557
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.يُطِعِ اللّه َ ولا رسولَه ، وهو الإقرارُ بما اُنْزِلَ من عند اللّه عزّ وجلّ ، خُذُوا زينتَكم عند كلّ مسجدٍ ، والتَمِسوا البيوتَ الّتي أذِنَ اللّه ُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه ، فإنّه أخبَرَكم أنَّهم رجالٌ لا تُلهِيهمْ تِجارَةٌ ولا بيعٌ عن ذكر اللّه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلّب فيه القلوب والأبصار ، إنّ اللّه قد اسْتَخْلَصَ الرُّسلَ لأمره ، ثمَّ استَخْلَصَهم مصدّقين بذلك في

طاعةَ وُلاة الأمر لم يطع اللّه ولا رسولَه) لكونها داخلةً في طاعته، أو لترك الطاعة في الأمر بطاعته.
وقوله: (وهو الإقرار بما نزل ۱ ومعرفتها ومعرفة أهلها، وذلك غير متعسّر عليكم (فإنّه أخبركم أنّهم « رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تَجَـرَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَآءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَـرُ »۲ ) .
وليس هذا وصفا للرسل؛ فإنّ الرسل إنما يوصَفون بالرسالة وتبليغ الأمر والإنذار؛ فإنّ اللّه تعالى قد استخلصهم واستخصّهم لأمره وتبليغه والرسالة فيه، وبعد تصديقهم بذلك استخصّهم في نُذُرِهِ ، كما قال اللّه تعالى: « وَ إِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ »۳ أي مضى واُرسل، فالتعبير اللائق بهم الرسول والنذير، فقوله: « رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ » تعبير عن غيرهم وهم ولاة الأمر، فالجاهل الذي لم يبصر ولم يعقل ولم يتدبّر تاهَ وضلّ، والعاقل الذي بصر وتدبّر اهتدى، فاتّبعوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته

1.في «م» وحاشية «ت، خ، ل» والكافي المطبوع: «بما أنزل».من عند اللّه ) أي إتيان البيوت من أبوابها، وطاعةُ وُلاة الأمر الذين هم الأبواب، والأخذُ عنهم هو الإقرار بما نزل من عند اللّه وجاء به الرسول، دون غيره من إتيانها لا من أبوابها، والأخذِ من غيرهم؛ فإنّه ليس إقرارا به، فعليكم أخذ زينتكم ولباسِكم عند كلّ مسجد، وخيرُها لباس التقوى. والتماسُ البيوت ـ التي أذن اللّه أن يُرفع ويذكر فيها اسمه ـ طلبُها في «ل»: «أي طلبها»، وفي «ت، خ، م»: «وطلبها». والصحيح ما أثبتناه؛ لأنّه خبر «التماس».

2.النور (۲۴): ۳۷.

3.فاطر (۳۵): ۲۴.


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
556

۰.فاتَ قومٌ وماتوا قبلَ أن يهتدوا ، وظَنّوا أنّهم آمَنوا ، وأشرَكوا من حيثُ لا يعلمونَ .
إنّه مَن أتى البيوتَ من أبوابِها اهْتَدى ، ومَن أخَذَ في غيرها سَلَكَ طريقَ الردى ؛ وَصَلَ اللّه ُ طاعةَ وليِّ أمرِه بطاعة رسولِه ، وطاعةَ رسولِه بطاعته ، فمَن تَرَكَ طاعةَ وُلاةِ الأمرِ لم

اهْتَدَى »۱ أي بعد التوبة والإيمان والعمل بما كُلِّف به من الأعمال الصالحة، سلك طريق الهدى الذي اُمر بسلوكه من الأخذ عن الحجّة فيما يحتاج إلى أخذه، واتّباعِ مَن اُمر بمتابعته وجُعل إماما على المسلمين بإعلام من اللّه ورسوله.
وفي الدلالة على تأخّر الابتداء عن التوبة والإيمان والعمل الصالح وانفصاله عنها بقوله: «ثمّ» إشارةٌ إلى أنّ المراد بالابتداء فيما يجب بعدها ، وإنّما الواجب بعدها ما يجب بعد زمن رسول اللّه صلى الله عليه و آله من المراجعة في المعارف الإلهيّة والأحكام الشرعيّة إلى المنصوب لذلك من جانب اللّه واتّباعه في أوامره ونواهيه الشرعيّة وحيث قال: « إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ »۲ أي إنّما يتقبّل الأعمال الصالحة من الطاعات والعبادات من المتّقين. ولا يخفى دلالته على مغايَرَة التقوى للإتيان بها، والتقوى المغايرةُ للإتيان بها أخذُها عن مأخذها، والتجنّبُ عن الأخذ عن غير المأخذ ، والدخولِ من غير الباب ، وتشريكِ الطواغيت له سبحانه في الأعمال الصالحة والعبادات.
وقوله: (وصل اللّه طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله، وطاعةُ رسوله بطاعته) أي وصل طاعة رسوله وطاعةَ وليّ أمره بطاعته وطاعة رسوله بجعل كلّ واحد منهما تتمّةً لما وصله به وداخلاً فيه، فطاعة وليّ أمره داخلةٌ في طاعة رسوله، وطاعةُ رسوله داخلة في طاعته.
أو المراد وصل طاعة كلّ منهما بما وصله به في الأمر والإيجاب، فكما أوجب طاعته أوجب طاعة رسوله، وكما أوجب طاعة رسوله أوجب طاعة وليّ أمره ، حيث قال عز و جل: « أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ »۳ (فمن ترك

1.طه (۲۰): ۸۲ .

2.المائدة (۵): ۲۷.

3.النساء (۴): ۵۹.

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100285
صفحه از 672
پرینت  ارسال به