563
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.أبو جعفر عليه السلام : «يا أبا حمزة ، يَخرُجُ أحدُكم فراسخَ فيَطلُبُ لنفسه دليلاً ، وأنت بطُرُق السماء أجْهَلُ منك بطُرُق الأرض ، فَاطْلُبْ لنفسك دليلاً» .

۱۱.عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، عن أيّوب بن الحُرّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ :« وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا » فقال : «طاعةُ اللّه ومعرفةُ الإمام».

۱۲.محمّد بن يحيى ، عن عبد اللّه بن محمّد، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان ، عن أبي بصير ، قالَ :قالَ لي أبو جعفر عليه السلام : «هل عَرَفْتَ إمامَك؟» ، قالَ : قلتُ : إي واللّه ، قبل أن أخْرُجَ من الكوفة ، فقال : «حَسْبُكَ إذا» .

۱۳.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن منصور بن يونسَ ، عن بُرَيدٍ ، قالَ :سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقولُ في قول اللّه تبارك وتعالى : « أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـهُ وَجَعَلْنَا لَهُو نُورًا يَمْشِى بِهِى فِى النَّاسِ » فقالَ : «مَيْتٌ : لا يَعْرِفُ شيئا ،

قوله: (طاعة اللّه ومعرفة الإمام).
لمّا كان الحكمة استكمالَ النفس الإنسانيّة بحسب قوّتَيه العلميّة والعمليّة، وإنما استكمالها بالمعارف الحقّة والتحلِّي بالفضائل من الصفات وإتيان الحسنات والسلامة عن الرذائل وارتكاب السيّئات، وقد أمر اللّه سبحانه عباده بجميعها، وبَيَّنَ لهم منهجها وسبيلها، وتجمعها طاعةُ اللّه المنوطة بمعرفة الإمام؛ ففسّرها عليه السلام بطاعة اللّه ومعرفة الإمام.
قوله: (حسبك إذا) فإنّ من عرف الإمام حقَّ المعرفة كفاه لنيل غاية متمنّاه.
قوله: (ميتا ۱
لا يعرف شيئا).
فسَّر الميّت بالجاهل. ويُعلم منه تفسير الحيّ بالعالم « ونُورًا يَمْشِى بِهِى فِى النَّاسِ »۲ بإمام يؤتمّ به بعد معرفته، ومَن مَثَله وصفته أنّه في الظلمات ليس بخارج منها بالذي لا يعرف الإمام؛ فإنّ من لا يعرفه لا يمكن له الخروج من ظلمات

1.في «ل» والكافي المطبوع: «ميت».

2.الأنعام (۶) : ۱۲۲ .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
562

۰.إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ لو شاء لعرّف العبادَ نفسَه ، ولكن جعلنا أبوابَه وصراطَه وسبيلَه والوجهَ الّذي يُؤتى منه ، فمن عَدَلَ عن ولايتنا أو فَضَّلَ علينا غيرَنا ، فإنّهم عن الصراط لناكبون ؛ فلا سَواءٌ مَن اعتصم الناس به ، ولا سَواءٌ حيثُ ذَهَبَ الناسُ إلى عيونٍ كَدِرَةٍ يَفْرَغُ بعضُها في بعض ، وذَهَبَ مَن ذَهَبَ إلينا إلى عيونٍ صافيةٍ تجري بأمر ربّها ، لا نَفادَ لها ولا انقطاعَ».

۱۰.الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن محمّد، عن بَكْرِ بن صالح ، عن الريّان بن شَبيب ، عن يونسَ ، عن أبي أيّوب الخرّاز ، عن أبي حمزة ، قال :قال

وقوله: (وعرفناه) يحتمل أن يكون من المجرّد، أي مناط دخول الجنّة معرفتهم بنا بالحجّيّة والولاية، ومعرفتُنا إيّاهم بكونهم أنصارَنا وموالينا.
ويحتمل أن يكون من باب التفعيل، أي مناط دخول الجنّة معرفتهم بنا وبإمامتنا، وتعريفنا لهم ما يحتاجون إليه.
وقوله: (ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله) أي لما اقتضته الحكمة الكاملة وإن كان في قدرته أن يعرّف العباد ما يحتاجون إليه بنفسه.
وقوله: (ولا سواء) أي ولا سواء مَن اعتصمتم به، ولا يستوي صنيع الناس وصنيعكم في الاعتصام (حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض) أي عيونٍ ماؤُها مخلوط بالكثائف يفرغ ويخلو بعضها بانصباب مائه في بعض، وينفد لقلّة المادّة والنبع؛ لأنّ أئمّة هؤلاء خلطوا شيئا قليلاً وصل إليهم من علوم الشرائع بالشُبَه الباطلة و الأوهام الفاسدة، فعلومهم كالمياه الكدرة في عيون قليلةِ المادّة، ينقطع نبعها وجَرْي الماء منها، وينفد ماؤها بأخذ شيء قليل منها، فلا تنجح كيفيّةً، ولا تعمّ كمّيّةً . وذهب الذاهبون إلينا من شيعتنا وموالينا (إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها، لا نَفادَ لها ولا انقطاع) لأنّ أئمّتهم أبواب مدينة العلم، الفائض عليهم العلوم من مبدئها العليمِ، بلا دخول شبهة وارتياب، والميلِ عن متابعة الحقّ إلى ابتداع، ولا خوفِ نفادٍ وانقطاع.

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100131
صفحه از 672
پرینت  ارسال به