۰.والمِيسَمِ ، ولقد أقَرَّتْ لي جميعُ الملائكةِ والروحُ والرسُلُ بمثل ما أقَرُّوا به لمحمّد صلى الله عليه و آله ، ولقد حُمِلْتُ على مثل حَمولَتِه وهي حَمولَةُ الربِّ ، وإنَّ رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله يُدعى فَيُكْسى ، واُدْعى فاُكْسى ، ويُستَنطَقُ واُستَنطَقُ ، فَأنْطِقُ على حدّ منطقه ، ولقد اُعْطِيتُ خِصالاً ما سَبَقَني إليها أحدٌ قبلي ، عُلِّمْتُ المنايا والبلايا ، والأنسابَ وفصلَ الخطاب ، فلم يُفتني ما سَبَقَني ، ولم يَعْزُبْ عنّي ما غابَ عنّي ، اُبَشِّرُ بإذن اللّه واُؤدّي عنه ، كلُّ ذلك من اللّه مَكَّنَني فيه بعِلْمه».
الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن مُعَلَّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور العَمِّيِّ ، عن
وقوله: (وأنا صاحب العصا والميسم) أي الراعي لكلّ الاُمّة من بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومميّزُ مَن يطيعه، ويكون من قطيعة بالميسم الذي يُعرفون به عن المتخلّف عنه والخارج عنهم.
أو المراد أنا صاحب العصا والميسم الذي اُخبرتم به؛ لقوله: «والدابّة التي تكلّم الناس» في الحديث الآتي في آخر الباب.
وقوله: (ولقد أقرّت لي جميع الملائكة والروح) أي لقد أذعنت لي بالولاية كما أذعنت لمحمّد صلى الله عليه و آله بها (ولقد حُملتُ على مثل حمولته) في الولاية. و«الحمولة»: ما أحمل ۱ عليه القومُ من بعير ونحوه، كانت عليه أثقال أو لم تكن.
فإن كان الفعل مجهولاً، فالمعنى صرتُ محمولاً على ما صار صلى الله عليه و آله محمولاً عليه من ولاية الأمر والحكم الجاري بأمره سبحانه (وهي) أي تلك الحمولة (حمولة الربّ) يُحمل ۲ عليها وُلاة أمره.
وإن كان معلوما ، فالمعنى: حُمِّلتُ أحمالي على مثل ما حمّل صلى الله عليه و آله أحمالَه عليه في ولاية الأمر من الأمر الجاري على وفق حكم اللّه تعالى. وهذه الحمولة حمولة أعطاها الربّ وعيّنها لأوليائه.