613
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۴.محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن محمّد بن الفُضيل ، عن أبي حمزة الثماليّ ، قالَ :سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول : «قالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول : استكمالُ حجّتي على الأشقياء من اُمّتك : مَن تَرَكَ ولايةَ عليّ

الإفعال، وطلبُ عدم إنالة الشفاعة لهم طلبٌ لعدم حصول الإذن منه سبحانه في شفاعتهم؛ فإنّه صلى الله عليه و آله من الخلق العظيم والرحمة للعالمين بمنزلة لا يترك الشفاعة المأذون فيها، ولا يحسن عدم القبول بعد الإذن [فلا يكون مطلوبا له، ولا يكون الشفاعة إلاّ بإذنه، قال عزّ من قائل] ۱ : « مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُو إِلاَّ بِإِذْنِهِى »۲ .
وإمّا من المجرّد، ففاعله ۳ الشفاعة، أي بحسب الشفاعة ۴ أن لا تنالهم؛ فإنّ الشفاعة إنّما تكون ۵ حيث لا تقبح، ونيلُ الشفاعة لهم لا يخلو من القبح المانع من وقوعه، فهو بمنزلة الدليل على ما حكم به من ثبوت الويل والعذاب لهم، أو اعتذار عن ترك التعرّض لشفاعتهم، أو تحسّر على كونها غيرَ واقعةٍ ۶ .
قوله: (استكمال حجّتي على الأشقياء) أي استكمال حجّتي ثابتةً على الأشقياء (من أُمّتك).
وقوله: (مَن ترك) إلى قوله: (فإنّ) بدلٌ من الأشقياء، مشتمل على الإشعار باُصول جهات الشقاوة الحاصلة لهم، فمن الأشقياء مَن شقاوتُه بترك نصرته ومعاونته [ أو ترك العمل بمقتضى إمارتهم إن حُمل الولاية على السلطنة والإمارة، ومنهم مَن شقاوته بمعاونة أعدائه ونصرتهم ومحبّتهم] ۷ ومنهم مَن شقاوته بإنكار فضل عليّ عليه السلام أو فضل الأوصياء من بعده؛ فإنّ إنكار أيّهما حصل، حصل الشقاء به.

1.بدل ما بين المعقوفين في «خ» هكذا: «فلا يطلبه ولا يحصل الشفاعة منه إلاّ بإذنه؛ لقوله تعالى».

2.البقرة (۲): ۲۵۵.

3.في «خ، م»: «وفاعله».

4.في «خ»: «أي يجب للشفاعة».

5.في «خ»: «تمكن».

6.في «خ»: «أو تحسّرٌ على كونها غير مقدورة له، أو غير ممكن الوقوع».

7.في «خ» بدل ما بين المعقوفين هذا: «أو المراد بالولاية الإمارة والسلطنة، ويكون ترك الولاية عبارة عن ترك العمل بمقتضى الإمارة والسلطنة».


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
612

۰.لهم من اُمّتي ، اللّهمّ لا تُنِلْهم شفاعتي» .

عترتي»، وحينئذٍ يكون المراد الأقاربَ والأولادَ الموصوفين بأنّهم خلقوا من طينته صلى الله عليه و آله ] ۱ .
وقوله: (اللهمّ ارزقهم فهمي وعلمي) دعاء للأئمّة [ من ولده أو من عترته المخلوقين من طينته ليطلب] ۲ أعلى مراتب الفهم والعلم لهم؛ تنبيها على أنّ المناط في الإمامة زيادةُ الفهم والعلم، لا محض النسب والكون من العترة ۳ ، لكنّ اللّه خصّ منهم الطاهرين بزيادة الفهم والعلم لطفا للأُمّة بوضوح طرق معرفة الإمام لهم.
ولا ريب أنّ التولِّيَ بالفَهِم العالم الربّاني المنصوب من قبل اللّه لأن يقتدى به، والاقتداءَ به يوجب حصول المعرفة والعمل الصالح الموجبين لتزكّي النفس المؤدّي إلى الفلاح والفرج ۴ والالتذاذِ بما رزقه اللّه ، والارتزاقِ بملاذّه، ففي حياته الدنيا يكون عيشه كعيش الأنبياء؛ لاتّصاله بمعارفه الحقيقيّة بالنفوس المقدّسة والعقولِ المجرّدة، والالتذاذِ باللذّات الروحانيّة، بعدَ وفاته ۵ بمنزلة الشهداء في كونهم مرزوقين ۶ ، فَرِحين بما آتاهم اللّه من فضله، وبعد القيامة يكون مسكنه ومأواه بما ۷ لأهل الفلاح، ثمّ جعل الويل لمن خالفهم من اُمّته، والعذابَ لهؤلاء المخالفين لهم، وحكم بكونهم مستحقّين له، مستقرّين فيه، ودعا عليهم بقوله: (اللهمّ لا تنلهم شفاعتي) ۸ .
وهذا الكلام يحتمل وجهين: فإنّ قوله: «لا تنلهم» إمّا من المزيد فيه من باب

1.في «خ، ل» بدل ما بين المعقوفين هذه العبارة: «ومن ليس من عترته من المشايخ والعلماء، والعترة وإن كان قد يطلق على غير الأولاد من الأقارب لكنّ الظاهر الأولاد، ومع ذلك أردفه بقوله: «خلقوا من طينتي» فإنّه كالصريح في أنّ المراد الأولاد، فخرج بنو العبّاس وسائر الهاشميّين والعلويّين غير السبطين وأولادهما».

2.في «ل ، خ» : بدل ما بين المعقوفين: «من العترة بطلب» .

3.في «خ، ل، م»: «من أولاده عليه السلام ».

4.في «خ، ل، م»: «الفرح».

5.في «خ، ل»: «وفي مماته يكون».

6.في «خ، ل»: + «كالأحياء».

7.في «خ، ل، م»: «مثواه ما».

8.هنا تمّت نسخة «ل».

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100292
صفحه از 672
پرینت  ارسال به