615
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.روحُك ، وروحُك ما جرى فيك من ربّك ، وهم عترتُك من طينتِك ولحمِك ودمِك ، وقد أجرى اللّه عزّ وجلّ فيهم سنّتَك وسنّةَ الأنبياء قبلك ، وهم خُزّاني على علمي من بعدك ، حقٌّ عَلَيَّ لقد اصطفيتُهم وانتجبتُهم وأخلصتُهم وارتضيتُهم ، ونجا من أحبَّهم ووالاهم وسَلَّمَ لفضلهم ، ولقد آتاني جبرئيل عليه السلام بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحِبّائهم والمسلِّمينَ لفضلهم».

۵.عدّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالةَ بن أيّوبَ ، عن أبي المغرا ، عن محمّد بن سالم ، عن أبان بن تغلب ، قالَ : سمعتُ أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : «قالَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أرادَ أن يَحيا حياتي ، ويموتَ ميتتي ويَدخُلَ جنّةَ عدنٍ الّتي غَرَسَها اللّه ربّي بيده ، فَلْيَتَوَلَّ عليَّ بن أبي طالب ، وليتولَّ وليَّه ، وليُعادِ عدوَّه ، وَلْيُسَلِّم للأوصياء من بعده ، فإنّهم عترتي من لحمي ودمي ، أعطاهم اللّه فهمي

وقوله: (من ربّك) يحتمل تعلّقه بالفعل الثاني كما ذكرنا، ويحتمل تعلّقه بالفعل الأوّل، ويحتمل تعلّقه بهما جميعا، أو من باب التنازع.
وقوله: (وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك) تثبيت لما سبقه ورفع للتعجّب عنه ۱ ؛ فإنّ المبدأ ۲ الفيّاض يفيض على كلّ مادّة ما تستحقّه ويليق بها ، والأئمّة عترته ، وطينتهم من طينته ولحمِه ودمه .
وهذا أصرحُ ممّا في الرواية السابقة في كون العترة بمعنى الأولاد، فمناسبة الطينة توجب مناسبة الروح المفاض، وقد أجرى اللّه تعالى فيهم . و فعل بهم سنّتك ، أي ما سنَّه فيك، وسنّة الأنبياء قبلك،أي ماسنَّه فيهم من إفاضة الفيوض عليهم على وفق أحوالهم (وهم خزّاني على علمي من بعدك، حقّ عليَّ) أي ثابت لازم عليَّ هذا، لا اُغيّره (ولقد اصطفيتهم وانتجبتهم وأخلصتهم وارتضيتهم، ونجا من أحبَّهم).
وقوله: (ولقد أتاني جبرئيل عليه السلام بأسمائهم) تقرير ۳ لما يدلّ عليه قوله: «حقٌّ عليَّ» ويفهم منه.

1.في «خ، م»: «فيه».

2.في «خ»: + «الفاعلي».

3.في «خ»: + «وتثبيت».


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
614

۰.ووالى أعداءَه ، وأنكر فضلَه وفضلَ الأوصياء من بعده ، فإنّ فَضلَك فَضلُهم ، وطاعتك طاعتُهم ، وحقَّك حقُّهم ، ومعصيتَك معصيتُهم ، وهم الأئمّةُ الهداةُ من بعدك ، جرى فيهم

والأقسام المشار إليها للشقاوة أربعة: اثنان باعتبار الإنكار، أحدهما إنكار فضله عليه السلام ، والثاني إنكار فضل الأوصياء من بعده . واثنان باعتبار الموالاة وتركا وإتيانا، أحدهما ترك موالاته عليه السلام ، والثاني الإتيان بموالاة عدوّه. أو باعتبار ترك العمل بالولاية ومقتضاها، وباعتبار المحبّة والمعاونة لعدوّه.
وقوله: (فإنّ فضلك فضلهم، وطاعتك طاعتهم، وحقّك حقّهم، ومعصيتك معصيتهم، وهم الأئمّة الهداة من بعدك) دليلٌ على شقاوة أُولئك المذكورين بأنّ ثبوت الفضل لك يوجب ثبوته لهم، ووجوبَ الطاعة لك يوجب وجوب الطاعة لهم، وثبوتَ حقّ الهداية لك يوجب ثبوته لهم وحرمةَ معصيتك توجب حرمةَ معصيتهم ، وهم الأئمّة الهداة ، لهم الإمامة والهداية للناس بعدك، فإنّه إذا كان للنبيّ صلى الله عليه و آله الولايةُ والفضل على الناس بوجوب ۱ طاعته عليهم، وثبوت ما أثبته ووجوب ما أوجبه بحكمه سبحانه، فما ثبت في حقّ أوصيائه ببيانه كان داخلاً فيما أوجبه اللّه بحكمه، فالمنكر لفضلهم منكر لفضله، والمنكر لوجوب الطاعة لهم منكر لوجوب طاعته، ومنكر ثبوت حقّهم منكر لثبوت حقّه، ومعصيتُهم توجب معصيتك، وهم الأئمّة الهداة بعدك ، فما يترتّب على الإمامة والهداية يكون لهم بعدك.
وقوله: (جرى فيهم ... ) تبيين لما سبقه أبلغ بَيان، وتوضيحٌ عن موجبه ومناطه بالغا مرتبةَ العيان. والمعنى أنّه جرى في الأئمّة روحك، أي روحا من حقيقة الروح الذي لك، وله اختصاص بك ، لم يكن لأحد قبلك، أو له اختصاص بك من حيث النبوّة والإمامة لم يكن لغير نبيّ إمام، وروحك هذا أمر جرى فيك بعد كمال خلقك وتربيتك من ربّك.

1.في «خ» : «يوجب» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100288
صفحه از 672
پرینت  ارسال به