87
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.العقلَ فقال له : أقبِلْ ، فأقبَلَ، وقال له: أدبِرْ، فأدبَرَ، فقال: وعزَّتي وجَلالي ما خلقْتُ شيئا أحسَنَ منك أو أحبَّ إليَّ منك، بك آخُذُ ، وبك اُعطي» .

۳۳.عليُّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال:«ليس بين الإيمان والكفر إلاّ قِلّةُ العقلِ» . قيل : وكيف ذاك يابن رسول اللّه ؟ قال : «إنَّ العبدَ يَرفَعُ رغبتَه إلى مخلوق ، فلو أخلَصَ نيّتَه للّه لَأتاهُ الذي يُريدُ في أسرعَ من ذلك» .

المسلوبة عنهم إشارةً إلى أنّ لهم قدرا من العقل اهتدوا به إلى ما اهتدوا به، ولكن قريب المنزلة من إدراك الحواسّ والمشاعر، وغرضه السؤال عن حالهم أيُعبأ بهم أم لا؟ (فقال: ليس هؤلاء ممّن خاطب اللّه إنّ اللّه خلق العقل) إلى قوله: (ما خلقت شيئا أحسن منك أو أحبّ إليّ منك). هذا ترديد من الراوي .
وفي قوله: (بك آخذ وبك أُعطي) دلالة على أنّ المؤاخذة بالمعاصي والإعطاءَ بالإطاعة والانقياد بالعقل وهو مناطهما، فكلَّما كمل كثرت المؤاخذة والإعطاء، وكلّما نقص قلّت ۱ المؤاخذة والإعطاء، فيصل إلى مرتبة لا يبالى بهم، ولا يُهتمّ بأمرهم، ولا يشدَّد ولا يضيَّق عليهم.
قوله: (ليس بين الإيمان والكفر إلاّ قلّة العقل) ۲ أي ليس المُخرج من الإيمان إلى الكفر إلاّ قلَّةَ العقل . ولمّا كان الإيمان من الفطرة وبمنزلة الثابت لكلّ أحد، فمن كفر كان خارجا من الإيمان إلى الكفر، قال: «ليس بين الإيمان والكفر» أي ما يوصل من الإيمان إلى الكفر «إلاّ قلّةُ العقل» .
قوله: (وكيف ذاك يابن رسول اللّه ؟) أي كيف إيصال قلّة العقل إلى الكفر؟ (قال:

1.في «ت، خ، م»: «قلَّ» .

2.في حاشية «ت، ل، م»: يحتمل أن يكون المراد بكون قلّة العقل بين الإيمان و الكفر كونَه حاجزا بينهما، ومانعا من الانتقال من الكفر إلى الإيمان، أو كونه وسيلة للانتقال من الإيمان إلى الكفر، أو كونه فاصلاً بينهما، سببا لحصولهما حتّى لولاه لانقلب الكفر إيمانا، ولم يكن إلاّ الإيمان . وأمّا ما ظنَّ من أنّ الكفر هنا بمعنى الكفران، فيأباه الإيمان، فإنّ مقابل الكفران الشكرَ، لا الإيمان . («ت ، م»: منه رحمه اللّه ؛ «ل» : منه مدّظلّه السامي) .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
86

۳۱.عليُّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن موسى بن إبراهيم المحاربيّ ، عن الحسن بن موسى ، عن موسى بن عبداللّه ، عن ميمون بن عليّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إعجابُ المرءِ بنفسه دليلٌ على ضَعْف عقلِه» .

۳۲.أبو عبداللّه العاصميّ ، عن عليّ بن الحسن ، عن عليّ بن أسباطٍ ، عن الحسن بن الجَهْم ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :ذُكر عنده أصحابُنا وذُكر العقلُ ، قال : فقال عليه السلام : «لا يُعْبَاُ بأهل الدين ممّن لا عقْلَ له» . قلت : جُعلت فداك ، إنَّ ممّن يَصف هذا الأمر قوما لا بأسَ بهم عندنا وليستْ لهم تلك العقولُ ؟ فقال : «ليس هؤلاء ممّن خاطَبَ اللّه ُ ، إنَّ اللّه تعالى خلَق

فإنّ حياة النفس بالعقل وبالمعرفة، كما أنّ حياة البدن بالنفس (ولا يقاس إلاّ بالأموات) أي لا يُقدّر فاقد العقل إلاّ على مثال الأموات . يقال: قِسْتُ الشيء بالشيء : إذا قدّرتَه على مثاله .
قوله: (إعجاب المرء بنفسه) .
«الإعجاب» مصدر مبنيّ للمفعول اُضيف إلى المفعول، أي كون المرء مُعْجَبا بنفسه . والعُجْب أن يظنّ الإنسان بنفسه منزلةً لا يستحقّها، ويصدِّق نفسه في هذا الظنّ تصديقا مّا، وذلك إنّما يحصل من قلّة التميز والمعرفة وضعف العقل، فهو دليل على ضعف العقل .
قوله : (لا يُعبأ بأهل الدين ممّن لا عقل له) وفي بعض النسخ: «بمن لا عقل له» فيكون بدلاً عن ۱ قوله: «بأهل الدين» والمعنى أنّه لا يبالى بمن لا عقل له من أهل الدّين، أي لا يُعدّ شريفا، ولا يُلتفت إليه، ولا يثاب على أعماله ثوابا جزيلاً .
قوله: (إنّ ممّن يصف هذا الأمر) أي إنّ ممّن يقول بقول الإماميّة (قوما لا بأس بهم) في الاعتقاد والعمل (عندنا) أي في بلادنا، أو باعتقادنا (وليست لهم تلك العقول) .
دلّ بإتيان لفظة «تلك» ـ وهي للإشارة إلى البعيد ـ على علوّ درجة العقول

1.في «خ» : «من» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100140
صفحه از 672
پرینت  ارسال به