101
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

قال يوحنا: فوقع بين الحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي النزاع فعلت أصواتهم وأظهروا قبائحهم ومعايبهم حتى ساء كل من حضر كلامهم الذي بدا منهم وعاب العامة عليهم. فقلت لهم: على رسلكم فواللّه قسما إنى نفرت من اعتقاداتكم فإن كان الاسلام هذا فياويلاه و واسوأتاه، لكني اُقسم عليكم باللّه الذي لا إله الاّ هو إن تقطعوا هذا البحث وتذهبوا فإن العوام قد أنكروا عليكم. قال يوحنا: فقاموا وتفرقوا و سكتوا أسبوعا لا يخرجون من بيوتهم فإذا خرجوا أنكر الناس عليهم، ثم بعد أيام اصطلحوا واجتمعوا فى المستنصرية فجلست غداً إليهم وفاوضتهم فكان فيما جرى ان قلت لهم: كنت اُريد عالماً من علماء الرافضة تناظره فى مذهبه فهل عليكم ان تأتونا بواحد منهم فنبحث معه؟ فقال العلماء: يا يوحنا الرافضة فرقة قليلة لا يستطيعون أن يتظاهروا بين المسلمين لقلّتهم و كثرة مخالفيهم ولا يتظاهرون فضلاً أن يستطيعوا المحاجة عندنا على مذهبهم فهم الأرذلون الأقلون ومخالفوهم الأكثرون، فهذا مدح لهم لأن اللّه سبحانه وتعالى مدح القليل وذم الكثير بقوله: «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ * وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ * وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ * وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ * وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ * وَلكِنْ أكْثَرهُمْ لا يُؤمِنُون» إلى غير ذلك من الآيات.
قالت العلماء: يا يوحنا حالهم أعظم من أن يوصف لأنهم لو علمنا بأحد منهم فلا نزال نتربص به الدوائر حتى نقتله لأنهم عندنا كفرة تحل علينا دماءهم، وفى علمائنا من يفتي بحل أموالهم ونسائهم.
قال يوحنا: اللّه أكبر هذا أمر عظيم أتراهم بما استحقوا هذا فهم ينكرون الشهادتين؟ قالوا: لا. قال: أفهم لا يتوجّهون إلى قبلة الإسلام؟ قالوا: لا. قال: إنهم ينكرون الصلاة أم الصيام أم الحج أم الزكاة أم الجهاد؟ قالوا: لا بل هم يصلّون و يصومون و يزكّون ويحجّون ويجاهدون. قال: إنهم ينكرون الحشر والنشر والصراط و الميزان


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
100

يقول في المنظومة:


وجائز فيك الغلام الأمردمجوز للرجل المجرد
هذا إذا كان وحيداً في السفرولم يجد اُثنى تفي إلا الذكر
وأما رأيت مالكياً ادعى عند القاضي على آخر أنه باعه مملوكاً والمملوك لا يمكنه من وطئه فأثبت القاضي أنه عيب في المملوك ويجوز له رده، أفلا تستحي من اللّه يا مالكى يكون لك مذهب مثل هذا وأنت تقول مذهبي غير من مذهبك؟ وإمامك أباح لحم الكلاب فقبّح اللّه مذهبك واعتقادك.
فرجع المالكي عليه وصاح به: اسكت يا مجسم يا حلولي يا حولي يا فاسق بل مذهبك أولى بالقبح وأحرى بالتعبير إذ عند إمامك أحمد بن حنبل أنّ اللّه جسم يجلس على العرش ويفصل عن العرش بأربع أصابع، وإنه ينزل كل ليلة جمعة من سماء الدنيا على سطوح المساجد في صورة أمرد قطط الشعر له نعلان شراكهما من اللؤلؤ الرطب راكباً على حمار له ذوائب، ورأيت علماء الحنابلة يبيتون على سطوح المساجد ويبنون عليها معالف ويضعون فيها شعيراً ليأكل منه حمار اللّه تعالى وهو منزه عن هذا عزوجل. ومن المشهور أن ليلة جمعة صعد رجل من زهاد الحنابلة على سطح مسجد الجامع ويترجى أن اللّه ينزل عليه، فاتفق أنه رأى على سطح المسجد غلام نغاط وكان مليح الوجه قطط الشعر، فلما وقع نظر الحنبلي عليه ظنه ربه فوقع الحنبلي على قدميه يقبّلهما ويقول: سيدي ارحمنى ولا تعذبني ويبكي ويتضرع، فبهت الغلام وظن أنه يريد منه فعلاً قبيحاً فصاح بالناس إن هذا يريد أن يفسق بي في سطح المسجد، فأتى إليه جماعة المغاطين وأوجعوه ضرباً ومضوا به إلى الحاكم فحبسه إلى الغد لينظر فى حاله، فأقبل جماعة من علماء الحنابلة إلى الحاكم وأقسموا باللّه إن هذا الرجل مما لا يظن فيه هذا الأمر و إنما ظن أنّه ربّه فأراد أن يقبّل قدميه، فقبّح اللّه مذهبك يا حنبلي ومعتقدك.

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101688
صفحه از 368
پرینت  ارسال به