105
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبيطالب» وقال البيهقي بإسناده إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح فى تقواه وإلى ابراهيم في خلقه وإلى موسى فى هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبيطالب» وهو الذي بين حد الشِرب، وهو الذي أفتى في المرأة التى وضعت لستّة أشهر، وبقسمة الدراهم على صاحب الأرغفة، والأمر بشق الولد نصفين، والأمر بضرب عنق العبد، والحاكم فى ذي الرأسين ومبين أحكام البغاة، وهو الذي أفتى فى الحامل الزانية.
ومن العلوم علم التفسير وقد علم الناس حال ابن عباس فيه وكان تلميذ علي عليه السلام. وسئل فقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كبشة مطر في البحر المحيط.
ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وعلم التصوّف وقد علّمتم أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون وعنده يقفون، وقد صرح بذلك الشبلي والحنبلي وسري السقطي وأبو زيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم، ويكفيكم دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم وكونهم يسندونها بإسناد معنعن إليه أنه واضعها.
ومن العلوم علم النحو والعربية وقد علم الناس كافة أنه هوالذي ابتدعه وأنشأه، وأملى على أبى الأسود الدؤلي جوامع تكاد تلحق بالمعجزات، لأن القوة البشرية لاتفى بمثل هذا الاستنباط. فأين من هو بهذه الصفة من رجل يسألونه ما معنا «أبّاً» فيقول: لا أقول في كتاب اللّه برأيي، ويقضي في ميراث الجد بمائة قضية يغاير بعضها بعضاً، ويقول: إن زغت فقوّمونى وإن استقمت فاتّبعونى. وهل يقيس عاقل مثل هذا إلى من قال: سلونى قبل أن تفقدونى سلونى عن طرق السماء فواللّه إنى لأعلم بها منكم من طرق الأرض؟ وقال: إن هاهنا لعلماً جمّاً وضرب بيده على صدره، وقال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً. فقد ظهر أنه أعلم.
وأما الزهد فإنّه سيد الزهاد وبدل الأبدال وإليه تشد الرحال وتنقص الأحلاس، وما


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
104

والعلم والزهد والشجاعة والكرم وما يتفرع عليها.
قال يوحنا: فهذه الفضائل كلها لعلي عليه السلام بوجه هو أبلغ من حصولها لغيره.
قال يوحنا: أما شرف الأصل فهو ابن عم النبي صلى الله عليه و آله وزوج ابنته وابو سبطيه. وأما العلم فقال النبي صلى الله عليه و آله: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وقد تقرّر في العقل أن احداً لا يستفيد من المدينه شيئاً إلا اذا أخذ من الباب، فانحصر طريق الاستفادة من النبي صلى الله عليه و آلهفي علي عليه السلاموهذه مرتبة عالية وقال صلى الله عليه و آله: «أقضاكم علي» وإليه تعزى كل قضية وتنتهى كل فرقة وتنحاد إليه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وابو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها، كل من برع فيها فمنه اخذوبه اقتفى وعلى مثاله احتذى، وقد عرفتم أن أشرف العلوم العلم الآلهي ومن كلامه اقتبس وعنه نقل ومنه ابتدأ. فإن المعتزلة الذين هم أهل النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن هم تلامذته، فإن كبيرهم واصل بن عطا تلميذ أبي هاشم عبداللّه بن محمد بن الحنفية وأبو هاشم عبداللّه تلميذ أبيه وأبوه تلميذ علي بن أبيطالب عليه السلام وأما الأشعريين فإنهم ينتهون إلى أبي الحسن الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي وهو تلميذ واصل بن عطا، وأما الإمامية والزيدية فانتهاؤهم إليه ظاهر.
وأما علم الفقه فهو أصله وأساسه وكل فقيه في الإسلام فإليه يعزي نفسه أما مالك فأخذ الفقه عن ربيعة الرأي وهو أخذ عن عكرمة وهو أخذ عن عبداللّه وهو أخذ عن على، وأما ابو حنيفة فعن الصادق عليه السلام، وأما الشافعي فهو تلميذ مالك، والحنبلي تلميذ الشافعي، وأما فقهاء الشيعة فرجوعهم إليه ظاهر، وأما فقهاء الصحابة فرجوعهم إليه ظاهر كابن عباس وغيره، وناهيكم قول عمر غير مرة: «لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر» وقوله: «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبوالحسن» وقوله: «لو لا عليّ لهلك عمر» وقال الترمذي في صحيحه والبغوي عن أبي بكر قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101595
صفحه از 368
پرینت  ارسال به