عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبيطالب» وقال البيهقي بإسناده إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح فى تقواه وإلى ابراهيم في خلقه وإلى موسى فى هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبيطالب» وهو الذي بين حد الشِرب، وهو الذي أفتى في المرأة التى وضعت لستّة أشهر، وبقسمة الدراهم على صاحب الأرغفة، والأمر بشق الولد نصفين، والأمر بضرب عنق العبد، والحاكم فى ذي الرأسين ومبين أحكام البغاة، وهو الذي أفتى فى الحامل الزانية.
ومن العلوم علم التفسير وقد علم الناس حال ابن عباس فيه وكان تلميذ علي عليه السلام. وسئل فقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كبشة مطر في البحر المحيط.
ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وعلم التصوّف وقد علّمتم أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون وعنده يقفون، وقد صرح بذلك الشبلي والحنبلي وسري السقطي وأبو زيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم، ويكفيكم دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم وكونهم يسندونها بإسناد معنعن إليه أنه واضعها.
ومن العلوم علم النحو والعربية وقد علم الناس كافة أنه هوالذي ابتدعه وأنشأه، وأملى على أبى الأسود الدؤلي جوامع تكاد تلحق بالمعجزات، لأن القوة البشرية لاتفى بمثل هذا الاستنباط. فأين من هو بهذه الصفة من رجل يسألونه ما معنا «أبّاً» فيقول: لا أقول في كتاب اللّه برأيي، ويقضي في ميراث الجد بمائة قضية يغاير بعضها بعضاً، ويقول: إن زغت فقوّمونى وإن استقمت فاتّبعونى. وهل يقيس عاقل مثل هذا إلى من قال: سلونى قبل أن تفقدونى سلونى عن طرق السماء فواللّه إنى لأعلم بها منكم من طرق الأرض؟ وقال: إن هاهنا لعلماً جمّاً وضرب بيده على صدره، وقال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً. فقد ظهر أنه أعلم.
وأما الزهد فإنّه سيد الزهاد وبدل الأبدال وإليه تشد الرحال وتنقص الأحلاس، وما