107
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

شدة ضرباته وحملاته.
وفي غزوة بدر الداهية العظمى على المسلمين قتل فيها صناديد قريش كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد ونوفل بن خويلد الذي قرن أبابكر وطلحة قبل الهجرة وعذبهما، وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «الحمد للّه الذي أجاب دعوتي فيه» ولم يزل في ذلك يصرع صنديداً بعد صنديد حتى قتل نصف المقتولين فكان سبعين وقتل المسلمون كافة مع ثلاث الآف من الملائكة مسوّمين النصف الآخر، وفيه نادى جبرئيل: «لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي». و يوم اُحد لما انهزم المسلمون عن النبي صلى الله عليه و آلهورمي رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى الارض و ضربه المشركون بالسيوف والرماح وعلي عليه السلامسلت سيفه قدامه، ونظر النبي صلى الله عليه و آله بعد إفاقته من غشوته فقال: يا علي ما فعل المسلمون؟ فقال: نقضوا العهود وولّوا الدبر. فقال: اكفنى هؤلاء فكشفهم عنه و لم يزل يصادم كتيبة بعد كتيبة وهو ينادي المسلمين حتى تجمعوا وقال جبرئيل عليه السلام: إنّ هذه لهي المواساة لقد عجبت الملائكة من حسن موالاة علي لك بنفسه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: وما يمنعه من ذلك وهو منّي وأنا منه. و لثبات علي عليه السلام رجع بعض المسلمين ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام فقال له النبي صلى الله عليه و آله: فقد ذهبت بها مريضة: وفي غزاة الخندق اذ أحدق المشركون بالمدينة كما قال اللّه تعالى: «إِذْ جاو?كُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ» و دخل عمرو بن عبدود الخندق على المسلمين ونادى بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علي عليه السلام متعمماً بعمامة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبيده سيف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلين إلى يوم القيامة، وأين هناك أبوبكر وعمر وعثمان. ومن نظر غزوات الواقدي و تاريخ البلاذري علم محلّه من رسول اللّه من الجهاد وبلاءه يوم الأحزاب وهو يوم بني المصطلق ويوم قلع باب خيبر وفي غزاة خيبر وهذا باب لا يغنى الإطناب فيه لشهرته.
وروى أبوبكر الأنباري في أماليه أنّ علياً عليه السلام جلس إلى عمر في المسجد وعنده


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
106

شبع من طعام قط، وكان أخشن الناس لبساً ومأكلاً. قال عبداللّه بن أبي رافع: دخلت على عليّ عليه السلام يوم عيد فقدم جراباً مختوماً فوجد فيه خبزاً شعيراً يابساً مرضوضاً فتقدم فأكل، فقلت: يا أميرالمؤمنين فكيف تختمه وإنما هو خبز شعير؟ فقال: خفت هذين الولدين يلتانه بزيت أو سمن. وكان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة وبليف اُخرى ونعلاه من ليف، وكان يلبس الكرباس الغليظ فإن وجد كمه طويلاً قطعه بشفرة ولم يخيطه، وكان لا يزال ساقطاً على ذراعيه حتى يبقى سدى بلا لحمة، وكان يأتدم إذا ائتدم بالخل والملح فإن ترقى عن ذلك فبعض نبات الأرض فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأكل اللحم إلا قليلاً ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات، وكان مع ذلك أشد الناس قوة وأعظمهم يداً.
وأما العباده فمنه تعلم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد وقيام النافلة، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفئة البعير، ومن محافظته على ورده أن بسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه والسهام تقع عليه ويمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وضيفته. فأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم اللّه سبحانه وتعالى وإجلاله وما تضمنته من الخضوع لهيبته والخشوع لعزّته عرفت ما ينطوى عليه من الإخلاص، وكان زين العابدين عليه السلام يصلّي في كل ليلة ألف ركعة ويقول: أنّى لي بعبادة علي عليه السلام.
وأما الشجاعة فهو ابن جلاها وطلاع ثناياها، نسى الناس فيها ذكر من قبله ومحى اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحروب مشهورة تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فرقط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز أحداً إلاّ قتله ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية.
وجاء في الحديث إذا ضرب واعتلا قد وإذا ضرب واعترض قط.
وفي الحديث: كانت ضرباته وتراً وكان المشركون إذا أبصروه في الحرب عهد بعضهم إلى بعض وبسيفه شيدت مباني الدين وثبتت دعائمه وتعجبت الملائكة من

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101421
صفحه از 368
پرینت  ارسال به