شدة ضرباته وحملاته.
وفي غزوة بدر الداهية العظمى على المسلمين قتل فيها صناديد قريش كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد ونوفل بن خويلد الذي قرن أبابكر وطلحة قبل الهجرة وعذبهما، وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «الحمد للّه الذي أجاب دعوتي فيه» ولم يزل في ذلك يصرع صنديداً بعد صنديد حتى قتل نصف المقتولين فكان سبعين وقتل المسلمون كافة مع ثلاث الآف من الملائكة مسوّمين النصف الآخر، وفيه نادى جبرئيل: «لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي». و يوم اُحد لما انهزم المسلمون عن النبي صلى الله عليه و آلهورمي رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى الارض و ضربه المشركون بالسيوف والرماح وعلي عليه السلامسلت سيفه قدامه، ونظر النبي صلى الله عليه و آله بعد إفاقته من غشوته فقال: يا علي ما فعل المسلمون؟ فقال: نقضوا العهود وولّوا الدبر. فقال: اكفنى هؤلاء فكشفهم عنه و لم يزل يصادم كتيبة بعد كتيبة وهو ينادي المسلمين حتى تجمعوا وقال جبرئيل عليه السلام: إنّ هذه لهي المواساة لقد عجبت الملائكة من حسن موالاة علي لك بنفسه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: وما يمنعه من ذلك وهو منّي وأنا منه. و لثبات علي عليه السلام رجع بعض المسلمين ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام فقال له النبي صلى الله عليه و آله: فقد ذهبت بها مريضة: وفي غزاة الخندق اذ أحدق المشركون بالمدينة كما قال اللّه تعالى: «إِذْ جاو?كُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ» و دخل عمرو بن عبدود الخندق على المسلمين ونادى بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علي عليه السلام متعمماً بعمامة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبيده سيف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلين إلى يوم القيامة، وأين هناك أبوبكر وعمر وعثمان. ومن نظر غزوات الواقدي و تاريخ البلاذري علم محلّه من رسول اللّه من الجهاد وبلاءه يوم الأحزاب وهو يوم بني المصطلق ويوم قلع باب خيبر وفي غزاة خيبر وهذا باب لا يغنى الإطناب فيه لشهرته.
وروى أبوبكر الأنباري في أماليه أنّ علياً عليه السلام جلس إلى عمر في المسجد وعنده