تشوقتني هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، وهو الذي جاد بنفسه ليلة الفراش وفدى النبي صلى الله عليه و آله حتى نزل في حقه: «وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ» .
قال يوحنا: فلما سمعوا هذا الكلام لم ينكره أحد منهم وقالوا: صدقت إن هذا الذي قلت قرأناه من كتبنا ونقلناه عن أئمتنا لكن محبة اللّه ورسوله وعنايتهما أمر وراء هذا كله، فعسى اللّه أن يكون له عناية بأبى بكر أكثر من علي فيفضله عليه.
قال يوحنا: إنا لا نعلم الغيب ولا يعلم الغيب إلا اللّه تعالى وهذا الذي قلتموه تخرص وقال اللّه تعالى: «قُتِلَ الْخَرّاصُونَ» و نحن انما نحكم بالشواهد التي لعلي عليه السلامعلى أفضليته فذكرناها وأما عناية اللّه به فتحصل من هذه الكمالات دليل قاطع عليها، فأي عناية خير من أن يجعل بعد نبيه أشرف الناس نسباً وأعظمهم حلماً وأشجعهم قلباً وأكثرهم جهاداً وزهداً وعبادة وكرماً وورعاً وغير ذلك من الكمالات القديمة، هذا هو العناية. وأما محبه اللّه ورسوله فقد شهد بها رسول اللّه صلى الله عليه و آله فى مواضع (منها) الموقف الذي لم ينكر وهو يوم خيبر إذ قال النبي صلى الله عليه و آله: «لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله» فأعطاها علياً. وروى عالمكم أخطب خوارزم في كتاب المناقب أن النبي صلى الله عليه و آله قال: «يا علي لو أن عبداً عبد اللّه عزوجل مثلما قام نوح في قومه وكان له مثل جبل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل اللّه ومدّ في عمره حتى حجّ ألف حجة على قدميه ثم قتل ما بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يواليك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها» وفي الكتاب المذكور قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «لو اجتمع الناس على حبّ علي ابن أبي طالب لم يخلق اللّه النار». وفي كتاب الفردوس: «حب علي حسنة لا تضرّ معها سيئة ولا تنفع معها حسنة». وفي كتاب ابن خالويه عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من أراد أن يتصدّق بفصه الياقوت التي خلق اللّه بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتوال علي بن أبي طالب بعدي». وفي مسند أحمد بن حنبل في المجلد الأول: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهأخذ بيد حسن وحسين وقال: