109
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

تشوقتني هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، وهو الذي جاد بنفسه ليلة الفراش وفدى النبي صلى الله عليه و آله حتى نزل في حقه: «وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ» .
قال يوحنا: فلما سمعوا هذا الكلام لم ينكره أحد منهم وقالوا: صدقت إن هذا الذي قلت قرأناه من كتبنا ونقلناه عن أئمتنا لكن محبة اللّه ورسوله وعنايتهما أمر وراء هذا كله، فعسى اللّه أن يكون له عناية بأبى بكر أكثر من علي فيفضله عليه.
قال يوحنا: إنا لا نعلم الغيب ولا يعلم الغيب إلا اللّه تعالى وهذا الذي قلتموه تخرص وقال اللّه تعالى: «قُتِلَ الْخَرّاصُونَ» و نحن انما نحكم بالشواهد التي لعلي عليه السلامعلى أفضليته فذكرناها وأما عناية اللّه به فتحصل من هذه الكمالات دليل قاطع عليها، فأي عناية خير من أن يجعل بعد نبيه أشرف الناس نسباً وأعظمهم حلماً وأشجعهم قلباً وأكثرهم جهاداً وزهداً وعبادة وكرماً وورعاً وغير ذلك من الكمالات القديمة، هذا هو العناية. وأما محبه اللّه ورسوله فقد شهد بها رسول اللّه صلى الله عليه و آله فى مواضع (منها) الموقف الذي لم ينكر وهو يوم خيبر إذ قال النبي صلى الله عليه و آله: «لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله» فأعطاها علياً. وروى عالمكم أخطب خوارزم في كتاب المناقب أن النبي صلى الله عليه و آله قال: «يا علي لو أن عبداً عبد اللّه عزوجل مثلما قام نوح في قومه وكان له مثل جبل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل اللّه ومدّ في عمره حتى حجّ ألف حجة على قدميه ثم قتل ما بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يواليك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها» وفي الكتاب المذكور قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «لو اجتمع الناس على حبّ علي ابن أبي طالب لم يخلق اللّه النار». وفي كتاب الفردوس: «حب علي حسنة لا تضرّ معها سيئة ولا تنفع معها حسنة». وفي كتاب ابن خالويه عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من أراد أن يتصدّق بفصه الياقوت التي خلق اللّه بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتوال علي بن أبي طالب بعدي». وفي مسند أحمد بن حنبل في المجلد الأول: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهأخذ بيد حسن وحسين وقال:


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
108

اُناس، فلما قام عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه و العجب فقال عمر: لمثله أن يتيه واللّه لو لا سيفه لما قام عمود الدين وهو بعد اقتضى الاُمة وذو سابقتها وذو شأنها فقال له ذلك القائل: فما منعكم يا أميرالمؤمنين منه؟ فقال: ما كرهناه إلاّ على حداثة سنه وحبه لبني عبدالمطلب وحمله سورة براءة إلى مكة. ولما دعى معاوية الى البراز لتسريح الناس من الحرب بقتل أحدهما فقال له عمرو: قد أنصفك الرجل، فقال له معاوية: ما غششتنى كلما نصحتنى إلاّ اليوم أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطوق أراك طمعت في إمارة الشام بعدي. وكانت العرب تفتخر لوقوعها في الحرب في مقابلته، فأما قتلاه فافتخر رهطهم لأنه عليه السلام قتلهم وأظهر وأكثر من أن يحصى وقالت في عمرو بن عبدود مرثية (شعر).


لو كان قاتل عمرو غير قاتلهبكيته أبداً ما عشت في الأبد
لكن قاتله من لا نظير لهقد كان يدعى أبوه بيضة البلد
وجملة الأمر أن كل شجاع في الدنيا إليه ينتمى وباسمه من مشارق الأرض ومغاربها.
وأما كرمه وسخاؤه فهو الذى كان يطوي في صيامه حتى صام طاوياً ثلاثة أيام يوثر السؤال كل ليلة بطعامه حتى أنزل اللّه فيه: «هَلْ أَتى عَلَى الاْءِنْسانِ» و تصدّق بخاتمه في الركوع فنزلت الآية: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُو?تُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» تصدّق بأربعة دراهم فأنزل اللّه فيه الآية: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً» وتصدّق بعشرة دراهم يوم النجوى فخفّف اللّه سبحانه عن سائر الاُمة بها، وهوالذي كان يستسقي للنخل بيده و يتصدّق بأجرته، وفيه قال معاوية بن أبى سفيان الذي كان عدوه لمحصين الضبي لما قال له: جئتك من عند أبخل الناس، فقال: ويحك كيف قلت؟ تقول له أبخل الناس ولو ملك بيتاً من تبر و بيتاً من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وهو الذي يقول: يا صفراء ويا بيضاء غرّي غيري بى تعرضت أم لي

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101422
صفحه از 368
پرینت  ارسال به