111
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

ورياً وإنّه كان أحدهم ليأكله ويشربه: يا بني عبدالمطلب إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني ربّي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني عليه ويكون أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي، فلم يجبه أحد. قال علي: فقمت إليه وقلت: أنا اُجيبك يا رسول اللّه . فقال لي: أنت أخي ووصيي و خليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، فقاموا يضحكون ويقولون لأبيطالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
وهذه الرواية قد رواها أيضاً إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده ومحمّد بن إسحاق الطبري في تاريخه والخركوشي أيضاً رواها، فإن كانت كذباً فقد شهدتم على أئمّتكم بأنهم يروون الكذب على اللّه ورسوله واللّه تعالى يقول: «أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ»«الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ» ، وقال اللّه تعالى في كتابه: «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ» ، وإن كان لم يكذبوا و كان الأمر على ذلك فما ذنب الرافضة، إذاً فاتقوا اللّه يا أئمّة الإسلام، باللّه عليكم ماذا تقولون في خبر الغدير الذي تدعيه الشيعة؟
قال الأئمّة: أجمع علماؤنا على أنّه كذب مفترى. قال يوحنا: اللّه أكبر فهذا إمامكم ومحدثكم أحمد بن حنبل روى في مسنده إلى البراء بن عازب قال: كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كشح لرسول اللّه صلى الله عليه و آله تحت شجرتين وصلّى الظهر وأخذ بيد على عليه السلامفقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علىّ ورفعها حتى بان بياض ابطيهما وقال لهم: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال له عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يابن أبيطالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ورواه في مسنده بطريق آخر وأسنده إلى أبيالطفيل. ورواه بطريق آخر وأسنده إلى زيد بن أرقم. ورواه ابن عبد ربه في كتاب العقد و رواه سعيد بن وهب، وكذا الثعالبي في تفسيره وأكد الخبر مما رواه من تفسير «سَأَلَ سائِلٌ» أن حارث بن النعمان الفهري أتى


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
110

«من أحبّني وأحبّ هذين وأحبّ أباهما كان معي، في درجتي يوم القيامة».
قال يوحنا: يا أئمة الاسلام هل بعد هذا كلام في قول اللّه تعالى و رسوله فى محبته وفي تفضيله على من هو عاطل هذه الفضائل؟ قالت الأئمة: يا يوحنا الرافضة يزعمون أن النبي صلى الله عليه و آله أوصى بالخلافة إلى على عليه السلام و نص عليه بها، وعندنا أن النبي صلى الله عليه و آله لم يوص إلى أحد بالخلافة.
قال يوحنا: هذا كتابكم فيه: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ» .
وفي بخاريكم يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «ما من حق امرئ مسلم أن يبيت إلاّ وصيته تحت رأسه» أفتصدقون أن نبيكم يأمر بما لا يفعل مع أن في كتابكم تقريع للذي يأمر بما لا يفعل من قوله: «أَ تَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ» فواللّه إن كان نبيكم قد مات بغير وصية فقد خالف أمر ربه وناقض قول نفسه ولم يقتد بالأنبياء الماضية من إيصائهم إلى من يقوم بالأمر من بعدهم، على أن اللّه تعالى يقول: «فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ» لكنّه حاشاه من ذلك وإنما تقولون هذا لعدم علم منكم وعناد فإن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن سلمان قال: يا رسول اللّه فمن وصيك؟ قال: يا سلمان من كان وصي أخي موسى عليه السلام؟ قال: يوشع بن نون. قال: فإنّ وصيّي ووارثي عليّ بن أبيطالب.
وفي كتاب ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: لكل نبيّ وصيّ ووارث وأنا وصيّي ووارثي علي بن أبيطالب. وهذا الإمام الغزالي محيي سنة الدين وهو من أعاظم محدثيكم ومفسريكم وقد روى في تفسيره المسمّى بمعالم التنزيل عند قوله تعالى: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» عن علي عليه السلام أنّه قال: لما نزلت هذه الآية أمرني رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن أجمع له بني عبدالمطلب فجمعتهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجالا أو ينقصون، فقال لهم بعد أن أضافهم برجل شاة وعس من لبن شبعاً

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101259
صفحه از 368
پرینت  ارسال به