ورياً وإنّه كان أحدهم ليأكله ويشربه: يا بني عبدالمطلب إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني ربّي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني عليه ويكون أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي، فلم يجبه أحد. قال علي: فقمت إليه وقلت: أنا اُجيبك يا رسول اللّه . فقال لي: أنت أخي ووصيي و خليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، فقاموا يضحكون ويقولون لأبيطالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
وهذه الرواية قد رواها أيضاً إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده ومحمّد بن إسحاق الطبري في تاريخه والخركوشي أيضاً رواها، فإن كانت كذباً فقد شهدتم على أئمّتكم بأنهم يروون الكذب على اللّه ورسوله واللّه تعالى يقول: «أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ»«الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ» ، وقال اللّه تعالى في كتابه: «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ» ، وإن كان لم يكذبوا و كان الأمر على ذلك فما ذنب الرافضة، إذاً فاتقوا اللّه يا أئمّة الإسلام، باللّه عليكم ماذا تقولون في خبر الغدير الذي تدعيه الشيعة؟
قال الأئمّة: أجمع علماؤنا على أنّه كذب مفترى. قال يوحنا: اللّه أكبر فهذا إمامكم ومحدثكم أحمد بن حنبل روى في مسنده إلى البراء بن عازب قال: كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كشح لرسول اللّه صلى الله عليه و آله تحت شجرتين وصلّى الظهر وأخذ بيد على عليه السلامفقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علىّ ورفعها حتى بان بياض ابطيهما وقال لهم: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال له عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يابن أبيطالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ورواه في مسنده بطريق آخر وأسنده إلى أبيالطفيل. ورواه بطريق آخر وأسنده إلى زيد بن أرقم. ورواه ابن عبد ربه في كتاب العقد و رواه سعيد بن وهب، وكذا الثعالبي في تفسيره وأكد الخبر مما رواه من تفسير «سَأَلَ سائِلٌ» أن حارث بن النعمان الفهري أتى