113
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

الناس يومئذ قليل من... قتل علي من قبيلته وأصحابه وأنسابه قتيلا أو أزيد وكانوا يكونون عليه، فلذلك صبر وشاققهم على سبيل الحجة ستة أشهر بلا خلاف بين أهل السنة ثمّ بعد جرى من طلب البيعة فعند أهل السنة أنّه بايع وعند الرافضة أنّه لم يبايع، وتاريخ الطبري يدل على أنّه لم يبايع وإنّما العباس لما شاهد الفتنة صاح: بايع ابن أخي وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلي لما ادعاها ولو ادعاها بغير حق لكان مبطلاً، وأنتم تروون عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «علي مع الحق والحق مع علي» فكيف يجوز منه أن يدعي ما ليس بحق فيكذب نبيكم يومئذ ما هذا بصحيح. وأما تعجبكم من مخالفة بني إسرائيل نبيّهم في خليفته وعدولهم إلى العجل والسامري ففيه سر عجيب انّكم رويتم أن نبيكم قال: «تحذوا أمّتي حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه» وقد ثبت في كتابكم أن بني إسرائيل خالفت نبيّها في خليفته وعدلوا عنه إلى ما لا يصلح لها.
قال العلماء: يا يوحنّا أفتدرى أنت أن أبابكر لا يصلح للخلافة؟
قال يوحنّا: أما أنا فواللّه لم أر أبابكر يصلح للخلافة ولا أنا متعصب للرافضة لكني نظرت الكتب الإسلامية فرأيت أن أئمّتكم أعلمونا أن اللّه ورسوله أخبر أن أبابكر لا يصلح للخلافة.
قال الأئمّة: وأين ذلك؟ قال يوحنا: رأيت في بخاريكم وفي الجمع بين الصحاح الستة وفي صحيح أبي داود و صحيح الترمذي ومسند أحمد بن حنبل أن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبعث سورة براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذي الحليفة دعى علياً عليه السلام ثمّ قال له: ادرك أبابكر وخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم، فلحقه بالجحفة فأخذ الكتاب منه ورجع أبوبكر إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول اللّه أنزل فيّ شيء؟ قال: لا ولكن جاءني جبرئيل عليه السلام وقال: لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك. فإذا كان الأمر هكذا وأبوبكر لا يصلح لأداء آيات يسيرة عن النبي صلى الله عليه و آله في حياته فكيف يصلح أن يكون خليفته بعد مماته ويؤدي عنه


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
112

رسول اللّه صلى الله عليه و آله في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وإنك محمّد رسول اللّه فقبلنا وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك وأمرنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا وأمرتنا أن نحج البيت فقبلنا ثمّ لم ترض حتى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضلته علينا وقلت: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فهذا شيء منك أم من اللّه ؟ فقال: واللّه الذي لا إله إلاّ هو إنّه أمر من اللّه تعالى، فولى الحارث بن النعمان وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقول محمّداً حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء، فما وصل إلى راحلته حتى رمى اللّه بحجر فسقط على رأسه وخرج من دبره فخر صريعاً، فنزل: «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ» فكيف يجوز منكم أن يروي أئمّتكم وأنتم تقولون أنّه مكذوب غير صحيح؟
قال الأئمّة: يا يوحنّا قد روت أئمّتنا ذلك لكن إذا رجعت إلى عقلك وفكرك علمت أنّه من المحال أن ينص رسول اللّه صلى الله عليه و آله على علي بن أبيطالب الذي هو كما وصفتم ثمّ يتفق كل الصحابة على كتمان هذا النص ويتراخون عنه ويتفقون على إخفائه ويعدلون إلى أبي بكر التيمي الضعيف القليل العشيرة، مع أن الصحابة كانوا إذا أمرهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقتل أنفسهم فعلوا فكيف يصدق عاقل هذا الحال من المحال؟
قال يوحنا: لا تعجبوا من ذلك فأمة موسى عليه السلام كانوا ستة أضعاف أمة محمّد صلى الله عليه و آلهواستخلف عليهم أخاه هارون وكان نبيهم أيضاً وكانوا يحبونه أكثر من موسى، فعدلوا عنه إلى السامري وعكفوا على عبادة عجل جسد له خوار، فلا يبعد من أمّة محمّد أن يعدلوا عن وصيه بعد موته إلى شيخ كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله تزوّج ابنته، ولعله لو لم يرد القرآن بقصة عبادة العجل لما صدقتموها.
قال الأئمّة: يا يوحنّا فلم لاينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم؟ قال يوحنّا: لا شكّ أنّه لما مات رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان المسلمون قليلاً واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه ثمانون ألفاً والمسلمون الذين في المدينة حشوهم منافقون، فلو أظهر النزاع بالسيف لكان كل من قتل علي بن أبيطالب بنيه أو أخيه كان عليه وكان

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101257
صفحه از 368
پرینت  ارسال به