الناس يومئذ قليل من... قتل علي من قبيلته وأصحابه وأنسابه قتيلا أو أزيد وكانوا يكونون عليه، فلذلك صبر وشاققهم على سبيل الحجة ستة أشهر بلا خلاف بين أهل السنة ثمّ بعد جرى من طلب البيعة فعند أهل السنة أنّه بايع وعند الرافضة أنّه لم يبايع، وتاريخ الطبري يدل على أنّه لم يبايع وإنّما العباس لما شاهد الفتنة صاح: بايع ابن أخي وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلي لما ادعاها ولو ادعاها بغير حق لكان مبطلاً، وأنتم تروون عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «علي مع الحق والحق مع علي» فكيف يجوز منه أن يدعي ما ليس بحق فيكذب نبيكم يومئذ ما هذا بصحيح. وأما تعجبكم من مخالفة بني إسرائيل نبيّهم في خليفته وعدولهم إلى العجل والسامري ففيه سر عجيب انّكم رويتم أن نبيكم قال: «تحذوا أمّتي حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه» وقد ثبت في كتابكم أن بني إسرائيل خالفت نبيّها في خليفته وعدلوا عنه إلى ما لا يصلح لها.
قال العلماء: يا يوحنّا أفتدرى أنت أن أبابكر لا يصلح للخلافة؟
قال يوحنّا: أما أنا فواللّه لم أر أبابكر يصلح للخلافة ولا أنا متعصب للرافضة لكني نظرت الكتب الإسلامية فرأيت أن أئمّتكم أعلمونا أن اللّه ورسوله أخبر أن أبابكر لا يصلح للخلافة.
قال الأئمّة: وأين ذلك؟ قال يوحنا: رأيت في بخاريكم وفي الجمع بين الصحاح الستة وفي صحيح أبي داود و صحيح الترمذي ومسند أحمد بن حنبل أن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبعث سورة براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذي الحليفة دعى علياً عليه السلام ثمّ قال له: ادرك أبابكر وخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم، فلحقه بالجحفة فأخذ الكتاب منه ورجع أبوبكر إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول اللّه أنزل فيّ شيء؟ قال: لا ولكن جاءني جبرئيل عليه السلام وقال: لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك. فإذا كان الأمر هكذا وأبوبكر لا يصلح لأداء آيات يسيرة عن النبي صلى الله عليه و آله في حياته فكيف يصلح أن يكون خليفته بعد مماته ويؤدي عنه