115
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

ولم يعتذر أميرالمؤمنين علي ولا العباس عما نسب إليهما من الاعتقاد الذي ذكره عمر ولا أحد من الحاضرين اعتذر إلى أبيبكر، فيا حنفي إنْ كان عمر صدق فيما نسب إلى أبي بكر وإلى نفسه فمن يعتقد فيه العباس وعلي أنّه كاذب آثم خائن غادر فكيف يصلح للخلافة، وإن قلت أن عمر كان كاذباً في ذلك فكفاه ذلك.
قال يوحنّا: يا أئمّة الاسلام هذه الرواية هي سبب تجري الناس على أبيبكر في الطعن عليه وعلى عمر، فإذا سمعت الرافضة أن في بخاريكم أن عمر قد شهد على نفسه أنّ علياً هو الذي رويتم فيه أن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال في حقّه: «علي مع الحق والحق مع علي» والعباس عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله شهد على أبي بكر وعمر أنهما كاذبان آثمان خائنان فكيف لا يتجرأون عليهم ويجعلون هذا مبدأ أشياء اُخر.
قالت العلماء: يا يوحنا إن الرافضة يطعنون في أكثر الصحابة، وهذا هو الذي أوجب قتلهم إن رسول اللّه مدح الصحابة وقال: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» فكيف يصح الرافضة أن يطعنوا فيهم؟
قال يوحنا: علماء الإسلام لا تقولوا هذا فمن الجائز أن يكون هذا المدح لهم في زمن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبعد رسول اللّه حصل لبعضهم الارتداد، فإن امامكم ومحدثكم الحميدي روى في الجمع بين الصحيحين من المتفق عليه عندكم من الحديث الستين من مسند عبداللّه بن العباس قال: إن النبي صلى الله عليه و آله قال: ألا إنّه سيجيء برجال من اُمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا ربّ أصحابي أصحابي، فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول لهم كما قال العبد الصالح: «وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد. إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم» فيقال: إنّهم لم ينالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقهم. وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة عن عبداللّه الحديث الحادي عشر من... مسلم قال: إن النبي صلى الله عليه و آلهقال: إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم؟


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
114

كله، وعلمنا من هذا أن عليّاً عليه السلاميصلح أن يؤدي عن النبي صلى الله عليه و آله. فيا أيها مسلمون لم تتعاملون عن الحق الصريح ولم تركنوا إلى هؤلاء وكم ترهبون الأهوال.
قال الحنفي: منهم يا يوحنا؟ واللّه انّك لتنظر بعين الأنصاف وإنّ الحق لكما تقول وأزيدك في معنى هذا الحديث، وهو انّ اللّه تعالى أراد أن يبين للناس أن أبابكر لا يصلح للخلافة فترك رسول اللّه حتى أخرج أبابكر بسورة براءة على رؤوس الأشهاد ثمّ أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يخرج عليّاً وراءه ويعزله عن هذا المنصب العظيم ليعلم النّاس أن أبابكر لا يصلح لها وإن الصالح لها علي عليه السلام، فقال لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: واللّه لا يبلغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك، فما تقول أنت يا مالكي؟ قال المالكي: واللّه فإنّه لم يزل يختلج في خاطري أنّ علياً نازع أبابكر في خلافته مدة ستة أشهر وكل متنازعين في الأمر لابد وأن يكون أحدهما محقاً، فإن قلنا أن أبابكر كان محقاً فقد خالفنا مدلول قول النبي صلى الله عليه و آله: «علي مع الحق والحق مع علي» وهذا حديث صحيح لا خلاف فيه، فما تقول يا حنبلي؟ قال الحنبلي: يا أصحابنا كم نتعامى عن الحق واللّه إن اليقين ان أبابكر وعمر غصبا حق علي عليه السلام فكانا آثمين غادرين خائنين، فقال له الحنفي: ولا بهذه العبارة، فقال الحنبلي: يا حنفي تيقظ لأمرك فإنّ البخاري ومسلم أوردا في صحيحهما انّه لما توفّي أبوبكر وجلس عمر مكانه أتى العباس وعلي إلى عمر وطلبا ميراثهما من رسول اللّه ، فغضب عمر وقال كلاماً يقول فيه: فلما توفي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقال أبوبكر أنا ولي رسول اللّه فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب علي هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال لكما أبوبكر: إن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه يكون صدقة» فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، ثم توفي أبوبكر فقلت: أنا ولي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمن بعده وولي أبي بكر فجئت أنت وعلي وأنتما جميعاً أمر كما واحد فقلتم: الأمر لنا دونكم فقلت لكما مقالة أبيبكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً. وقول عمر هذا لعلي عليه السلام كان بمحضر أنس بن مالك وعثمان وعبدالرحمن بن عوف والزبير وسعد

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101234
صفحه از 368
پرینت  ارسال به