117
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

النبي صلى الله عليه و آله قال: الأئمّة من قريش ولا يقال للقرآن انّه قريشي. فقالوا: النبي إمامنا. فقال الشافعي: أخطأتم لأن علماءنا لما اعترض عليهم بأن كيف يجوز لأبيبكر وعمر أن يتركا رسول اللّه صلى الله عليه و آله مسجى غير مغسل ويذهبا لطلب الخلافة وهذا دليل على حرصهم عليها وهو قادح في صحة خلافتهما أجاب علماؤنا إنهم لمحوا أقول النبي صلى الله عليه و آله: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية» ولم يجوزوا على أنفسهم لموت قبل تعيين الإمام فبادروا لتعيينه هرباً من ذلك الوعيد، فعلمنا أن ليس المراد بالإمام هنا النبي. فقالوا للشافعي: فأنت من إمامك يا شافعي؟ قال: إن كنت من قبيلتكم فلا إمام لي وإن كنت من قبيل الاثنى عشرية فإمامي محمّد بن الحسن.
فقال العلماء: هذا واللّه أمر بعيد كيف يجوز أن يكون واحد من مدة لا يعيش أحد مثله ولا يراه أحد هذا بعيد جداً. فقال الشافعي: هذا الدجّال من الكفرة تقولون إنّه حي وموجود وهو قبل المهدي والسامري كذلك ووجود إبليس لا تنكرونه وهذا الخضر وهذا عيسى تقولون إنهما حيان، وقد ورد عنكم ما يدل على التعمير في حق السعداء والأشقياء، وهذا القرآن ينطق أن أهل الكهف ناموا ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون، أفبعيد أن يعيش من ذرية محمّد صلى الله عليه و آلهواحد مدة طويلة يأكل ويشرب إلاّ أنّه لا يخبرنا أحد أنّه رآه واستبعادكم هذا بعيد جدّاً.
قال يوحنا: فأطرق القوم فقالوا يا شافعي: النّاس اختلفوا وكل أحد منهم أخذ طرفاً واللّه ما ندري ماذا نصنع؟ قال يوحنا: إن نبيكم قال: «ستفترق اُمّتي من بعدي ثلاث وسبعين واحدة ناجية واثنتان وسبعون في النار» فهل تعرف الناجية من هي؟ قالوا: إنّهم أهل السنة والجماعة لقول النبي صلى الله عليه و آله لما سئل عن الفرقة الناجية من هم فقال: «الذين هم على ما أنا عليه اليوم وأصحابي» قال يوحنا: فمن أين لكم إنكم أنتم اليوم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و آله؟ قالوا: ينقل ذلك الخلف عن السلف. فقال يوحنا: فمن الذي يعتمد على نقلكم؟ قالوا: وكيف ذلك؟ قال: لوجهين.


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
116

قال عبدالرحمن: نكون كما أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفقال رسول اللّه : بل تتنافسون وتتحاسدون ثمّ تتدابرون ثم تتباغضون وتنطلقون إلى مساكن المهاجرين فتحملون المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض. أليس هذا وعد بارتدادهم، وناهيك بقوله تعالى: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً» .
قالت العلماء: يا يوحنا هذا الذي ذكرته يدلّ على أن ذلك البعض أبوبكر و عمر وأتباعهما وما ندري ما الذي جرأهم على ذلك ومن أين جاز لهم ذلك؟ قال يوحنا: جرأهم على ذلك أئمّتكم وعلماؤكم كالبخاري ومسلم، فإنّهم أوردوا انّه لما مات رسول اللّه صلى الله عليه و آله أرسلت فاطمة صلوات اللّه عليها إلى أبي بكر تسأله ميراثها من أبيها صلى الله عليه و آلهمما أفاء اللّه عليه بالمدينة من فدك وما بقي من خمس خيبر، فأبى أبوبكر أن يرد على فاطمة عليهاالسلام شيئاً منه، فوجدت فاطمة على أبي بكر مما اقلقها وأحزنها فهجرته ولم تكلم مما وقع عليها منه من الأذى وما زالت تتنفس حتى ماتت، وإنها عاشت بعد أبيها ستة أشهر فلما توفيت دفنها عليهاالسلام ليلاً سراً ولم يؤذن بها أبابكر. ومع هذه الشناعة روى أئمّتكم في الصحيحين أن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني. ويؤذيني ما آذاها» فأخذ الرافضة هذين الحديثين وركبوا منهما مقدمتين وهو: أبوبكر آذى فاطمة، ومن آذى فاطمة فقد آذى رسول اللّه صلى الله عليه و آله، ولا شك أنّ اللّه سبحانه يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يُو?ذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً» . ولو احتجّ عليكم أحد بهذه الحجة لم يسعكم إنكار مقدمة من مقدماتها ولا إنكار نتيجتها.
وقال يوحنا: فاختبط القوم وكثر بينهم النزاع لكن كان مآل كلامهم، إن الحق في طرف الرافضة وكان أقربهم إلى الحق أذن إمام الشافعية فقال لهم: أراكم تشكون أن النبي صلى الله عليه و آلهقال: من مات ولم يعرف إمام زمانه فليمت إن شاء يهودياً او نصرانياً. فما المراد بإمام الزمان ومن هو؟ قالوا: إمام زماننا القرآن فإنّا به نقتدي. فقال الشافعي: أخطأتم لأنّ

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101230
صفحه از 368
پرینت  ارسال به