النبي صلى الله عليه و آله قال: الأئمّة من قريش ولا يقال للقرآن انّه قريشي. فقالوا: النبي إمامنا. فقال الشافعي: أخطأتم لأن علماءنا لما اعترض عليهم بأن كيف يجوز لأبيبكر وعمر أن يتركا رسول اللّه صلى الله عليه و آله مسجى غير مغسل ويذهبا لطلب الخلافة وهذا دليل على حرصهم عليها وهو قادح في صحة خلافتهما أجاب علماؤنا إنهم لمحوا أقول النبي صلى الله عليه و آله: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية» ولم يجوزوا على أنفسهم لموت قبل تعيين الإمام فبادروا لتعيينه هرباً من ذلك الوعيد، فعلمنا أن ليس المراد بالإمام هنا النبي. فقالوا للشافعي: فأنت من إمامك يا شافعي؟ قال: إن كنت من قبيلتكم فلا إمام لي وإن كنت من قبيل الاثنى عشرية فإمامي محمّد بن الحسن.
فقال العلماء: هذا واللّه أمر بعيد كيف يجوز أن يكون واحد من مدة لا يعيش أحد مثله ولا يراه أحد هذا بعيد جداً. فقال الشافعي: هذا الدجّال من الكفرة تقولون إنّه حي وموجود وهو قبل المهدي والسامري كذلك ووجود إبليس لا تنكرونه وهذا الخضر وهذا عيسى تقولون إنهما حيان، وقد ورد عنكم ما يدل على التعمير في حق السعداء والأشقياء، وهذا القرآن ينطق أن أهل الكهف ناموا ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون، أفبعيد أن يعيش من ذرية محمّد صلى الله عليه و آلهواحد مدة طويلة يأكل ويشرب إلاّ أنّه لا يخبرنا أحد أنّه رآه واستبعادكم هذا بعيد جدّاً.
قال يوحنا: فأطرق القوم فقالوا يا شافعي: النّاس اختلفوا وكل أحد منهم أخذ طرفاً واللّه ما ندري ماذا نصنع؟ قال يوحنا: إن نبيكم قال: «ستفترق اُمّتي من بعدي ثلاث وسبعين واحدة ناجية واثنتان وسبعون في النار» فهل تعرف الناجية من هي؟ قالوا: إنّهم أهل السنة والجماعة لقول النبي صلى الله عليه و آله لما سئل عن الفرقة الناجية من هم فقال: «الذين هم على ما أنا عليه اليوم وأصحابي» قال يوحنا: فمن أين لكم إنكم أنتم اليوم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و آله؟ قالوا: ينقل ذلك الخلف عن السلف. فقال يوحنا: فمن الذي يعتمد على نقلكم؟ قالوا: وكيف ذلك؟ قال: لوجهين.