واليهود كفروا حيث جعلوا مع اللّه إلهين اثنين قديمين وأصحابنا أثبتوا قدماء تسعة، وابن حنبل أحد أئمتكم قال: إن اللّه جسم وإنّه على العرش وانّه ينزل في صورة أمرد، فباللّه عليكم أليس الحال كما قلت؟ قالوا: نعم.
قال يوحنا: فاعتقادهم إذاً خير من اعتقادكم، واعتقاد الشيعة أنّ اللّه سبحانه لا يفعل قبيحاً ولا يخل بواجب وليس في فعله ظلم ويرضون بقضاء اللّه لأنّه لا يقضي إلا بالخير، ويعتقدون أن فعله لغرض لا لعبث وإنّه لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها ولا يضلّ أحداً من عباده ولا يحيل بينهم وبين عبادته، وإنّه أراد الطاعة ونهى عن المعصية وإنّهم مختارون في أفعال أنفسهم، واعتقادكم أنتم أن الفواحش كلها من اللّه ـ تعالى اللّه عن ذلك علواً كبيراً ـ وانّه كلما يقع في الوجود من الكفر. والفسوق والمعصية والقتل والسرقة والزنا فانّه خلقه اللّه تعالى في فاعليه وأراده منهم وقضى عليهم به ورفع اختيارهم ثم يعذبهم عليه، وأنتم لا ترضون بقضاء اللّه بل إنّ اللّه تعالى لا يرضى بقضاء نفسه، وإنّه هو الذي أضلّ العباد وحال بينهم وبين العبادة والإيمان، وإنّ اللّه تعالى يقول: «وَ لا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» فاعتبروا أهل اعتقادكم خير من اعتقادهم أو اعتقادهم خير من اعتقادكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.
وقالت الشيعة: أنبياء اللّه معصومون من أوّل عمرهم إلى آخره عن الصغائر والكبائر فيما يتعلق بالوحي وغيره عمداً وخطأ، واعتقادكم انّه يجوز عليهم الخطأ والنيسان، ونسبتم انّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله سبى في القرآن بما يوجب الكفر فقلتم: إنّه صلّى الصبح فقرأ في سورة النجم: «أَ فَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَ الْعُزّى * وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى» تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترجى، وهذا كفر وشرك جلي، حتى أن بعض علماءكم صنف كتاباً فيه تعداد ذنوب نسبها للأنبياء عليهم السلام فأجابته الشيعة عن ذلك الكتاب بكتاب سموه بتنزيه الأنبياء، فماذا تقولون أي الاعتقادين أقرب إلى الصواب وأدنى من الفوز؟