119
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

واليهود كفروا حيث جعلوا مع اللّه إلهين اثنين قديمين وأصحابنا أثبتوا قدماء تسعة، وابن حنبل أحد أئمتكم قال: إن اللّه جسم وإنّه على العرش وانّه ينزل في صورة أمرد، فباللّه عليكم أليس الحال كما قلت؟ قالوا: نعم.
قال يوحنا: فاعتقادهم إذاً خير من اعتقادكم، واعتقاد الشيعة أنّ اللّه سبحانه لا يفعل قبيحاً ولا يخل بواجب وليس في فعله ظلم ويرضون بقضاء اللّه لأنّه لا يقضي إلا بالخير، ويعتقدون أن فعله لغرض لا لعبث وإنّه لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها ولا يضلّ أحداً من عباده ولا يحيل بينهم وبين عبادته، وإنّه أراد الطاعة ونهى عن المعصية وإنّهم مختارون في أفعال أنفسهم، واعتقادكم أنتم أن الفواحش كلها من اللّه ـ تعالى اللّه عن ذلك علواً كبيراً ـ وانّه كلما يقع في الوجود من الكفر. والفسوق والمعصية والقتل والسرقة والزنا فانّه خلقه اللّه تعالى في فاعليه وأراده منهم وقضى عليهم به ورفع اختيارهم ثم يعذبهم عليه، وأنتم لا ترضون بقضاء اللّه بل إنّ اللّه تعالى لا يرضى بقضاء نفسه، وإنّه هو الذي أضلّ العباد وحال بينهم وبين العبادة والإيمان، وإنّ اللّه تعالى يقول: «وَ لا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» فاعتبروا أهل اعتقادكم خير من اعتقادهم أو اعتقادهم خير من اعتقادكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.
وقالت الشيعة: أنبياء اللّه معصومون من أوّل عمرهم إلى آخره عن الصغائر والكبائر فيما يتعلق بالوحي وغيره عمداً وخطأ، واعتقادكم انّه يجوز عليهم الخطأ والنيسان، ونسبتم انّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله سبى في القرآن بما يوجب الكفر فقلتم: إنّه صلّى الصبح فقرأ في سورة النجم: «أَ فَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَ الْعُزّى * وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى» تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترجى، وهذا كفر وشرك جلي، حتى أن بعض علماءكم صنف كتاباً فيه تعداد ذنوب نسبها للأنبياء عليهم السلام فأجابته الشيعة عن ذلك الكتاب بكتاب سموه بتنزيه الأنبياء، فماذا تقولون أي الاعتقادين أقرب إلى الصواب وأدنى من الفوز؟


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
118

الأوّل: إن علماء كم نقلوا كثيراً من الأحاديث التي تدل على إمامة علي عليه السلاموأفضليته وأنتم تقولون إنّه مكذوب عليه، وشهدتم على علمائكم أنهم ينقلون الكذب فربما يكون هذا يتفق أيضاً كذباً ولا مرحج لكم.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه و آله كان يصلي كل يوم الصلوات الخمس في المسجد ولم يضبط له أنّه هل كان يبسمل للحمد أم لا وهل كان يعتقد وجوبها أم لا، وهل كان يسبل يديه أم لا ولو كان يعقدهما فهل يعقدهما تحت السرة أو فوقها، وهل كان يمسح في الوضوء ثلاث شعرات أو ربع الرأس أم جميع الرأس، حتى إن أئمتكم اختلفوا فبعض أوجب البسملة وبعض استحبّها وبعض كرهها وبعض اسبل يديه وبعض عقدها تحت السرة وبعض فوقها وبعض أوجب مسح ثلاث شعرات وبعض ربع الرأس وبعض جميعه، فإذا كان سلفكم لم يضبط شيئاً كان رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيفعله في اليوم والليلة مراراً متعددة فكيف يضبطون شيئاً لم يفعله في العمر الامرة واحدة أو مرتين هذا بعيد. وكيف تقولون إن أهل السنة هم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و آلهوالحال أنهم يناقض بعضهم بعضاً في اعتقاداتهم واجتماع النقضين محال.
قال يوحنا: فأطرقوا جميعاً ودار الكلام بينهم وارتفعت الأصوات بينهم وقالوا: الصحيح إنا لا نعرف الفرقة الناجية من هي وكل منّا يزعم أنّه هو الناجي وأن غيره هو الهالك، ويمكن أن يكون هو الهالك وغيره الناجي.
قال يوحنا: هذه الرافضة الذين تزعمون أنهم ضالّون يجزمون بنجاتهم وهلاك من سواهم ويستدلون على ذلك بأن اعتقادهم أوفى للحق وأبعد عن الشك.
قالت العلماء: يا يوحنا قل وإنا واللّه لا نتّهمك لعلمنا إنك تجادلنا على إظهار الحق. قال يوحنا: إنا أقول باعتقاد الشيعة إنّ اللّه قديم ولا قديم سواه وإنه واجب الوجود وإنه ليس بجسم ولا في محلّ وهو منزّه عن الحلول، واعتقادكم أنكم تثبتون معه ثمانية قدماء هي الصفات حتى أن إمامكم الفخر الرازي شنع عليكم وقال: إن النصارى

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101221
صفحه از 368
پرینت  ارسال به