123
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

ينص على خليفته وأن عمر بن الخطاب اختار أبابكر وبايعه وتبعته الأمة وانّه سمي نفسه خليفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وأنتم تعلمون كلكم أن أبابكر و عمر لما مات رسول اللّه صلى الله عليه و آله تركوه بغير غسل ولا كفن وذهبا إلى سقيفة بني ساعدة فنازعا الأنصار في الخلافة وولى أبوبكر الخلافة ورسول اللّه صلى الله عليه و آله مسجى، ولا شكّ أن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلم يستخلفه وأنّه كان يعبد الأصنام قبل أن يسلم أربعين سنة، واللّه تعالى يقول: «لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ» ومنع فاطمة إرثها من أبيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله بخبر روى هو حتى يخبر. قالت فاطمة: يا أبابكر ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فرياً وعارضته بقول اللّه : «يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» . «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ» وقال اللّه تعالى: «يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ» ولو كان حديث أبي بكر صحيحاً لم يمسك علي بن أبيطالب عليه السلامسيف رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوبغلته وعمامته ونازع العباس علياً بعد موت فاطمة في ذلك، ولو كان هذا الحديث معروفاً لم يحزلهم ذلك، وأبوبكر منع فاطمة فدكاً لأنها اذعت ذلك وذكرت أن النبي صلى الله عليه و آله نحلها إياه فلم يصدّقها في ذلك مع أنّها من أهل الجنّة وإن اللّه تعالى أذهب عنها الرجس الذي هو أعم من الكذب وغيره، واستشهدت عليّاً عليه السلامواُمّ أيمن مع شهادة النبي صلى الله عليه و آله لها بالجنّة فقال: رجل مع رجل وامرأة، وصدق الأزواج في ادعاء الحجرة ولم يجعل الحجرة صدقة... فاطمة وصية مؤكدة أن يدفنها علي ليلاً حتى لا يصلي عليها أبوبكر. وأبوبكر قال: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم، فإن صدق فلا يصح له التقدم على عليّ بن أبيطالب وإن كذب فلا يصلح للإمامة، ولا يحمل هذا على التواضع لجعله شيئاً موجباً لفسخ الإمامة وحاملاً له عليه. وأبوبكر قال: إن لي شيطاناً يعتريني فإذا زغت فقوّموني. ومن يعتريه الشيطان فلا يصلح للإمامة. وأبوبكر قال في حقه عمر: إن بيعة أبيبكر كانت فلتة ووقى اللّه المسلمين شرّها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، فتبين أن بيعته كانت خطأ على غير الصواب وإن مثلها مما يجب المقاتلة عليها، وأبوبكر تخلف عن جيش اُسامة وولاه عليه ولم يولّ النبي صلى الله عليه و آلهعلى علي أحد.


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
122

علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى» قال: ثمّ قام أبوذر و خرج فتقدمنا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفقلنا: يا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهأخبرنا أبوذر بكيت وكيت، فقال: صدق أبوذر واللّه ما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبيذر. ثمّ قال صلى الله عليه و آله: خلفني اللّه تعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق اللّه آدم بسبعة آلاف عام ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات. قلت يا رسول اللّه : وأين كنتم وعلى أي شأن كنتم؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: كنا أشباحاً من نور تحت العرش نسبح اللّه ونقدسه. ثمّ قال صلى الله عليه و آله: لما عرج بي إلى السماء وبلغت إلى سدرة المنتهى ردعني جبرئيل. فقلت: يا حبيبي جبرئيل في مثل هذا المقام تفارقني؟ فقال: يا محمّد إنّي لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي، ثمّ زج بي من النور إلى النّور ما شاء اللّه تعالى فأوحى اللّه تعالى إلى محمّد صلى الله عليه و آله: إنّي أطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبيّاً ثمّ أطلعت ثانياً فاخترت منها عليّاً وجعلته وصيّك ووارث علمك وإماماً من بعدك وأخرج من اصلاً بكم الذرية الطاهرة والأئمّة المعصومين خزان علمي ولولاهم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنّة ولا النّار، أتحب أن تراهم؟ فقلت: نعم يا رب، فنوديت يا محمّد ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمّد بن علي و علي بن محمّد والحسن بن علي والحجة بن الحسن يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري. فقلت: يا ربّ من هؤلاء ومن هذا؟ فقال سبحانه وتعالى: هؤلاء الأئمّة من بعدك المطهرين من صلبك وهذا هو الحجّة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً ويشف صدور قوم مؤمنين. فقلنا: بآبائنا واُمهاتنا أنت يا رسول اللّه لقد قلت عجباً. فقال صلى الله عليه و آله: وأعجب من هذا أن اقواماً يسمعون هذا مني ثم يرجعون على أعقابكم بعد إذ هداهم اللّه ويؤذونني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.
قال يوحنا: واعتقادكم أنتم أن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لما مات مات على غير وصية ولم

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101199
صفحه از 368
پرینت  ارسال به