ينص على خليفته وأن عمر بن الخطاب اختار أبابكر وبايعه وتبعته الأمة وانّه سمي نفسه خليفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وأنتم تعلمون كلكم أن أبابكر و عمر لما مات رسول اللّه صلى الله عليه و آله تركوه بغير غسل ولا كفن وذهبا إلى سقيفة بني ساعدة فنازعا الأنصار في الخلافة وولى أبوبكر الخلافة ورسول اللّه صلى الله عليه و آله مسجى، ولا شكّ أن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلم يستخلفه وأنّه كان يعبد الأصنام قبل أن يسلم أربعين سنة، واللّه تعالى يقول: «لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ» ومنع فاطمة إرثها من أبيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله بخبر روى هو حتى يخبر. قالت فاطمة: يا أبابكر ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فرياً وعارضته بقول اللّه : «يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» . «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ» وقال اللّه تعالى: «يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ» ولو كان حديث أبي بكر صحيحاً لم يمسك علي بن أبيطالب عليه السلامسيف رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوبغلته وعمامته ونازع العباس علياً بعد موت فاطمة في ذلك، ولو كان هذا الحديث معروفاً لم يحزلهم ذلك، وأبوبكر منع فاطمة فدكاً لأنها اذعت ذلك وذكرت أن النبي صلى الله عليه و آله نحلها إياه فلم يصدّقها في ذلك مع أنّها من أهل الجنّة وإن اللّه تعالى أذهب عنها الرجس الذي هو أعم من الكذب وغيره، واستشهدت عليّاً عليه السلامواُمّ أيمن مع شهادة النبي صلى الله عليه و آله لها بالجنّة فقال: رجل مع رجل وامرأة، وصدق الأزواج في ادعاء الحجرة ولم يجعل الحجرة صدقة... فاطمة وصية مؤكدة أن يدفنها علي ليلاً حتى لا يصلي عليها أبوبكر. وأبوبكر قال: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم، فإن صدق فلا يصح له التقدم على عليّ بن أبيطالب وإن كذب فلا يصلح للإمامة، ولا يحمل هذا على التواضع لجعله شيئاً موجباً لفسخ الإمامة وحاملاً له عليه. وأبوبكر قال: إن لي شيطاناً يعتريني فإذا زغت فقوّموني. ومن يعتريه الشيطان فلا يصلح للإمامة. وأبوبكر قال في حقه عمر: إن بيعة أبيبكر كانت فلتة ووقى اللّه المسلمين شرّها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، فتبين أن بيعته كانت خطأ على غير الصواب وإن مثلها مما يجب المقاتلة عليها، وأبوبكر تخلف عن جيش اُسامة وولاه عليه ولم يولّ النبي صلى الله عليه و آلهعلى علي أحد.