29
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

بن أحمد بن الحسين النيسابوري رضى الله عنه من مشاهير العصر.
وبالجملة مآثر فضله ومساعيه الجميلة في تفسيره كتاب اللّه العظيم وإبطال التأويلات السقيم من المخالفين الأثيم وتعنفات غير المستقيم المبتدعين الرجيم لا يخفى على الجماهير، ويظهر من تفسيره الفارسي أنه كان معاصراً لصاحب الكشاف، وقد وصل إليه بعض أبياته ولكن لم يصل إليه الكشاف، وتفسيره الفارسي ممّا لا نظير له في وثاقة التحرير وعذوبة التقرير ودقة النظر، والفخر الرازي في تفسير الكبير قد أخذ منه بنى عليه أساسه ولكن لأجل دفع الانتحال أضاف إليه بعض تشكيكاته، وقد أوردنا شطراً من فوائده في مطاوي هذا الكتاب.
وله تفسير آخر عربى، وقد أشار إليه في أوّل تفسيره الفارسي ولكن لم أره إلى الغاية. وقد ذكره الشيخ عبدالجليل الرازي في بعض مصنفاته فقال: الإمام أبوالفتوح الرازي مصنف عشرين مجلداً في تفسير القرآن. وقال في موضع آخر: للشيخ الإمام أبيالفتوح الرازي عشرون مجلداً في تفسير القرآن من مصنفاته، والأئمة والعلماء من جميع الطوائف طالبون راغبون فيه. والظاهر أن أكثر تلك المجلدات من تفسيره العربي، لأن تفسيره الفارسي أربع مجلدات كل مجلد بقدر ثلاثون ألف بيت، ولعله يجعل ثمان مجلدات فالباقي منه إلى العشرين يكون من تفسيره العربي. وفقنا اللّه تعالى لتحصيله والاستفادة منه بمنّه وجوده، وسمعت من بعض الثقات أن قبره الشريف بإصبهان، واللّه يعلم... ـ إنتهى ما في مجالس المؤمنين.
وأقول: الاُستاد الاستناد أيده اللّه تعالى لا يرتضي أن يكون المراد من تفسيره الذي كان عشرين مجلداً هو تفسيره، بل يقول أن تفسيره الفارسي أيضاً بهذا المقدار. فتأمل.
واعلم أن الخزاعي بضم الخاء المعجمة والزاء المعجمة المفتوحة ثمّ ألف وعين مهملة، نسبة إلى خزاعة أولاد عمر بن ربيعة؛ كذا قاله الشيخ فخرالدين الرماحي في جامع المقال.


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
28

النيسابوري الخزاعي أنّه عمّ الشيخ المفيد عبدالرحمن النيسابوري، فهو عمّ لعمّ الشيخ أبيالفتوح المذكور.
قال الشيخ أبوالفتوح الرازي هذا في شرح الشهاب المذكور عند شرح قوله صلى الله عليه و آله: «إنّ اللّه ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر» بعد نقل مولّفة قلوبهم حجة على قوله صلى الله عليه و آله ما هذا لفظه: وقد وقع لي مثل هذا، كنت في أيّام شبابي أعقد المجلس في الخان المعروف بخان علاّن، وكان لي قبول عظيم؛ فحسدني جماعة من أصحابي فسعوا بي إلى الوالي فمعنى من عقد المجلس، وكان لي جار من أصحاب السلطان. وكان ذلك في أيّام العيد وكان عزم على أن يشتغل بالشرب على عادتهم، فلمّا سمع ذلك ترك ما كان عزم عليه وركب وأعلم الوالي أن القوم حسدوني وكذبوا علي وجاء حتى أخرجني من داري وأعادني إلى المنبر وجلس في المجلس إلى آخره، فقلت للناس: هذا ما قال النبي صلى الله عليه و آله: «إنّ اللّه ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر». إنتهى.
وأقول: لعل خان علاّن منسوب إلى علان الكليني المذكور في كتب الرجال، وكان معاصراً للكليني بل هو خاله. فتأمل.
وقال القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين ما معناه: إن قدوة المفسرين الشيخ أباالفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي كان من علماء التفسير والكلام وعظماء أُدباء الانام ومن أهل بيت الفضل والجلال ومن أولاد بديل بن ورقاء الخزاعي الذي كان من أكابر أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله ومن كبار خزاعة؛ وكان بنو خزاعة من محبي أهل البيت وشيعتهم ولا سيّما عبداللّه ومحمد وعبدالرحمن أولاد بديل بن ورقاء المذكور، وممّن شهدوا مع علي عليه السلام حرب صفين وحاربوا حتّى قتلوا في سبيل اللّه . فلاحظ.
وكان جدّ الشيخ أبيالفتوح هذا الشيخ السعيد أبو سعيد مصنّف كتاب روضة الزهراء في مناقب الزهراء من أعلام علماء زمانه، وعمّه الشيخ الفاضل أبو عبدالرحمن بن أحمد

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 99365
صفحه از 368
پرینت  ارسال به