(9)
الرازي في نهج السعادة
الشيخ محمدباقر المحمودي
... وفي الحديث الأخير، من الباب، نقلاً عن تفسير الشيخ أبيالفتوح رحمه الله قال: مرّ أميرالمؤمنين عليه السلام يوماً على قوم فرآهم أصحاء جالسين في زاوية المسجد، فقال عليه السلام: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. قال عليه السلام: لا، بل أنتم المتأكلة، فإن كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم؟ قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا. قال عليه السلام: هكذا تفعل الكلاب عندنا. قالوا: فما نفعل؟ قال: كما نفعل. قالوا: كيف تفعل؟ قال عليه السلام: إذا وجدنا بذلنا، وإذا فقدنا شكرنا. وفي الحديث الخامس عشر، من الباب، عن السبط الشهيد عليه السلام قال: إن الغنى و العز خرجا يجولان، فلقيا التوكل فاستوطنا. وفي الحديث الثاني، من باب التوكل، من الكافي معنعناً، عن الإمام السجاد عليه السلام قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيباً حزيناً، أعلى الدنيا فرزق اللّه حاضر للبر والفاجر؟ قلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول. قال: فعلى الآخرة، فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر (قادر). قلت ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول. فقال: مم حزنك؟ قلت: مما نتخوف من فتنة ابن الزبير وما فيه الناس. قال فضحك، ثم قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحداً دعا اللّه فلم يجبه، الخ. وفي الحديث السابع، من الباب 10، من المستدرك، عن روضة الواعظين، قال قال الإمام الباقر عليه السلام: من توكّل على اللّه لا يغلب. وقال الإمام