الزمخشري وغيرهم.
من أشهر مؤلّفاته: التفسير الكبير، المعروف برَوح الجِنان ورُوح الجَنان، الذي وضعه باللغة الفارسية، التي كانت دارجة ذلك العهد، في بلاد إيران؛ وذلك أن أحسّ بحاجة الأمة إلى تفسير يقرب من متناول أهل تلك البلاد، فكان في نثر أدبيّ بليغ وسبك سهل بديع. يقول هو في سبب تأليفه: إنّ جماعة من أعاظم أهل العلم في بلده التمسوا منه أن يضع لهم تفسيراً يقرب من أفهامهم، و يسهل التناول منه لدى عامة أهل زمانه؛ حيث إعوزازهم تفسيراً جامعاً وشاملاً وسهلاً على الناس، فأجاب لملتمسهم وأزاح الإشكال من نفوسهم. فوضع تفسيراً جامعاً وشاملاً، وفي نفس الوقت متوسطاً بين الإيجاز المخلّ والإطناب المملّ.
فقدّم على تفسيره مقدمات، ذكر فيها: أقسام معاني القرآن، وأنواع آية، وأسماءه، ومعنى السورة والآية، ثم ثواب تلاوته، والترغيب في معرفة غريبه، ومعنى التفسير والتأويل. وهو تفسير جيّد متين، قد فصّل في الكلام عن معضلات الآيات، وشرحها شرحاً وافياً في أوجز كلام وأخصر بيان. متعرضاً لجوانب مختلفة من الكلام حول الآية، إن كلاميّة أو أدبيّة أو فقهية و نحو ذلك، وإنما يتكلم عن علم و معرفة واسعة، ويؤدّي المسألة حقها بإيجاز وإيفاءٍ.
ولهذا التفسير مكانة رفيعة في كتب التفاسير، فكثير من كتب التفسير رست مبانيها على قواعده الركينة و بنت مسائلها على مباحثها الحكيمة. هذا الإمام الرازي، شيخ المفسرين، بنى تفسيره الكبير على مباني شيخنا أبي الفتوح، فيما فتح اللّه عليه أمهات المباحث الجليلة. قال العلامة القاضي نوراللّه التستري المرعشي: إنّ هذا التفسير من خير التفاسير، و قد سمحت به قريحة شيخنا الرازي الوقّادة، و مما لا نظير له في كتب التفسير، في عذوبة ألفاظه و سلاسة عباراته، و ظرافة أُسلوبه و دقّة اختياره، وقد بنى