61
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

الزمخشري وغيرهم.
من أشهر مؤلّفاته: التفسير الكبير، المعروف برَوح الجِنان ورُوح الجَنان، الذي وضعه باللغة الفارسية، التي كانت دارجة ذلك العهد، في بلاد إيران؛ وذلك أن أحسّ بحاجة الأمة إلى تفسير يقرب من متناول أهل تلك البلاد، فكان في نثر أدبيّ بليغ وسبك سهل بديع. يقول هو في سبب تأليفه: إنّ جماعة من أعاظم أهل العلم في بلده التمسوا منه أن يضع لهم تفسيراً يقرب من أفهامهم، و يسهل التناول منه لدى عامة أهل زمانه؛ حيث إعوزازهم تفسيراً جامعاً وشاملاً وسهلاً على الناس، فأجاب لملتمسهم وأزاح الإشكال من نفوسهم. فوضع تفسيراً جامعاً وشاملاً، وفي نفس الوقت متوسطاً بين الإيجاز المخلّ والإطناب المملّ.
فقدّم على تفسيره مقدمات، ذكر فيها: أقسام معاني القرآن، وأنواع آية، وأسماءه، ومعنى السورة والآية، ثم ثواب تلاوته، والترغيب في معرفة غريبه، ومعنى التفسير والتأويل. وهو تفسير جيّد متين، قد فصّل في الكلام عن معضلات الآيات، وشرحها شرحاً وافياً في أوجز كلام وأخصر بيان. متعرضاً لجوانب مختلفة من الكلام حول الآية، إن كلاميّة أو أدبيّة أو فقهية و نحو ذلك، وإنما يتكلم عن علم و معرفة واسعة، ويؤدّي المسألة حقها بإيجاز وإيفاءٍ.
ولهذا التفسير مكانة رفيعة في كتب التفاسير، فكثير من كتب التفسير رست مبانيها على قواعده الركينة و بنت مسائلها على مباحثها الحكيمة. هذا الإمام الرازي، شيخ المفسرين، بنى تفسيره الكبير على مباني شيخنا أبي الفتوح، فيما فتح اللّه عليه أمهات المباحث الجليلة. قال العلامة القاضي نوراللّه التستري المرعشي: إنّ هذا التفسير من خير التفاسير، و قد سمحت به قريحة شيخنا الرازي الوقّادة، و مما لا نظير له في كتب التفسير، في عذوبة ألفاظه و سلاسة عباراته، و ظرافة أُسلوبه و دقّة اختياره، وقد بنى


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
60

(10)

روح الجنان في التفسير والمفسّرون ۱

الشيخ محمد هادى معرفت

روح الجنان و روح الجنان لأبي الفتوح الرازي

هو جمال الدين أبوالفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازى، من أحفاد نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي. ونافع وأبوه بديل من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله، واستشهد نافع و مات بديل فى حياة الرسول، وأخوه عبداللّه بن بديل استشهد بصفين في ركاب علي عليه السلام. كانت أسرته ممن هاجر إلى بلاد فارس وسكنت في مدينة نيسابور، و انتقل جده إلى الرّي، فاشتهر بها. و كان جده أبوبكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي، نزيل الرّي من تلامذة السيد المرتضى قدس سره و تتلمذ على يد السيد ابن زهرة، و الشيخ أبي جعفر الطوسي أيضاً.
كان مترجمنا عالماً خبيراً بأحوال الرواة والمحدّثين، وكان له صيت في أرجاء البلاد، كان يرتحل إليه روّاد العلم و طلاب الحديث. ومن أشهر تلاميذه ابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين، وغيرهما من كبار العلماء، و تتلمذ على أيدي علماء مشاهير، أمثال الشيخ أبي الوفاء عبدالجبار المقري تلميذ الشيخ الطوسي، و الشيخ أبي علي ابن الشيخ، والقاضي عمادالدين الأسترابادي قاضي الري، وجاراللّه

1.التفسير والمفسّرون، ج ۲، ص ۳۹۰ ـ ۴۰۱، محمدهادى معرفت، جامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، ۱۴۱۹ق، مشهد.

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 99230
صفحه از 368
پرینت  ارسال به