65
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

الخلاف، مستدلاً بأنّ الإيمان عمل يستحق صاحبه المثوبة الدائمة، ولا مثوبة مع موافاة الكفر، وكانت عقوبته دائمة أيضاً؛ إذ لا يجتمع تداوم الأمرين.
قال عند تفسير قوله تعالى: «وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ»۱ القائل بأنّ ذلك كفر من إبليس، جعلوا «كان» بمعنى «صار» أي وصار من الكافرين، لكنه خطأ من وجهين: أولاً: ذلك عدول عن ظاهر اللفظ بلا ضرورة تدعو إليه، ثانياً: جعل العمل الجوارحي كفراً، أي موجباً للكفر، في حين أنه يوجب الفسق، حتى ولو كانت كبيرة، على خلاف مذهب أهل الاعتزال؛ حيث جعلوا فعل الكبيرة موجباً للكفر، وهذا خلاف البرهان.
ثم أخذ في الاستدلال على أن الإيمان لا يتعقّبه كفرٌ أو نفاقٌ، و إنما هو كاشف عن عدمه من قبل، و لم يكن سوى إيمان ظاهري لا واقعي. قال ـ ما لفظه بالفارسية ـ :
«و مذهب ما آن است كه مؤمن حقيقى، كه خداى تعالى از او ايمان داند، كافر نشود، براى منع دليلى، و آن دليل آن است كه اجماع امّت است كه مؤمن مستحق ثواب ابد بود، و كافر مستحق عقاب ابد بود، و جمع بين استحقاقين بر سبيل تأبيد محال بود، چه استحقاق در صحت و استحالت، تبع وصول باشد. و احباط به نزديك ما باطل است، چنانكه بيانش كرده شود، پس دليل مانع از ارتداد مؤمن اين است كه گفتيم. و ابليس هميشه كافر بود و منافق «وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ» ». ۲
يقول: انعقد إجماع الأمّة على أنّ المؤمن يستحق مثوبة دائمة، و كذلك الكافر يستحق عقوبة دائمة، و الجمع بين تداوم الاستحقاقين محال؛ ذلك لأن الاستحقاق يستدعي بلوغ الثواب و وصوله إليه. فإذا كان الإيمان متأخراً كفّر ما قبله «الإسلام يجبّ

1.البقرة (۲): ۳۴.

2.تفسير أبيالفتوح، ج ۱، ص ۱۳۸ ـ ۱۳۹ و راجع أيضاً، ج ۴، ص ۲۳۳.


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
64

واستعمل «مه» ـ بكسر الميم ـ بمعنى «الأكبر» في قوله: «هارون در سال امن و عفو زاد و به يكسال مه موسى بود» ۱ ، وهو في مقابلة «كه» ـ بكسر الكاف ـ بمعنى «الأصغر». و قد جاء في كلام «سعدي» الشيرازي


چه از قومى يكى بى دانشى كردنه كه را منزلت ماند نه مه را
* * *
كما أنه لم يتقيد بترجمة ظاهر الكلمة، و إنما فسر معناها تفسيراً يتطابق مع العقل و الواقع.
مثلاً: فسّر قوله تعالى: «وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ...»۲ : بإذا خلوا إلى رؤسائهم و أكابرهم؛ لأنه فسّر «الشيطان» بكل متمردٍ عاتٍ، سواء أكان من الجن أم الإنس، و حتى الحيوان الخبيث يقال له: شيطان عند العرب، كالأفعي في قوله تعالى: «كَأَنَّهُ رُو?سُ الشَّياطِينِ»۳ أي رؤوس الأفاعي والحيّات. ۴
والمُطالع في هذا التفسير يجد براعته الفائقة في مختلف العلوم الإسلامية، ولاسيما الفقه و علم الكلام.
من ذلك نجده عند تفسير قوله تعالى: «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً...»۵ يبحث هل كان بنو إسرائيل مكلّفين بالخصوصيات من بدء الأمر؟ أَوَليس في ذلك تأخير للبيان عن وقت الخطاب؟ فيقول: هذا عند المعتزلة وأصحاب الحديث وأكثر أهل الكلام غير جائز، لكن السيد المرتضى علم الهدى أجاز تأخير البيان عن وقت الخطاب إلى وقت الحاجة، و يأخذ الآية دليلاً على صحة مذهب المرتضى. ۶
وهكذا يذهب إلى أن المؤمن لا يرتدّ و لا يكفر بعد الإيمان، و يؤوّل ما ظاهره

1.تفسير أبي الفتوح، ج ۱، ص ۱۷۹.

2.البقرة (۲): ۱۴.

3.الصافات (۳۷): ۶۵.

4.تفسير أبي الفتوح، ج ۱، ص ۷۹ ـ ۸۰.

5.البقرة (۲): ۶۷.

6.تفسير أبي الفتوح، ج ۱، ص ۲۲۰.

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101187
صفحه از 368
پرینت  ارسال به