ثم إنه لا يترك موضعاً من التفسير يناسب ذكر مسائل الخلاف إلاّ بيّنه بتفصيل، وذكر مواقف الشيعة الإمامية في ذلك.
مثلاً، عند تفسير قوله تعالى: «وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا»۱ يتعرّض لأنحاء السجود، منها: السجود في الصلاة، وهو ركن من أركانها ـ ويفسّر معنى الركن ـ وسجدة السهو، وسجدة الشكر، وسجدة القرآن، وهذه الأخيرة إما واجبة في أربعة مواضع: الم تنزيل، حم السجدة، النجم، اقرأ. أو سنة، ففي أحد عشر موضعاً، فالمجموع: خمسة عشر موضعاً عندنا. وعند الشافعي: أربعة عشر موضعاً، كلها سُنة. ثم يُفصّل في أحكام سور العزائم، مما يخص مذهب الإمامية، ويذكر مواضع سجود السهو للصلاة، ومذهب سائر المذاهب في ذلك.
ويذكر علائم المؤمن من الخمس: الصلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين ـ في اليوم العشرين من شهر صفر بكربلاء ـ و التختم باليمين، و تعفير الجبين، والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم. ويذكر سبب استحباب زيارة الحسين عليه السلام في يوم الأربعين بكربلاء، و هو يوم ورود جابر بكربلاء، بعد مقتل الحسين بأربعين يوماً. ۲
و مما يمتاز به هذا التفسير، إحاطة صاحبه بالتاريخ و السيرة الكريمة، وكذلك بالأحاديث الشريفة في مختلف شؤون الدين، ومن ثم تراه في شتّى المناسبات يخوض المعركة، ويأتي بلباب القول باستيفاء وشمول. وقد يأتي على حوادث قلّ ما يوجد في سائر الكتب.
من ذلك حادثة يوم الصريخ، جاء بها ذيل الآية رقم (54) من سورة المائدة؛ حيث قوله تعالى: «فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ» .