فذكر أولاً غزوة خيبر و فتحها على يد الإمام أميرالمؤمنين، و شعر حسان بن ثابت فيه:


وكان عليٌّ مَرْمَد العين يبتغيدواءً فلمّا لم يُحسَّ مداوياً
رماه رسول اللّه منه بتفلةفبورك مرقياً وبورك راقياً
وقال سأعطي الراية اليوم صارماًكميّاً محبّاً للرسول موالياً^۱
يحب الإلهَ والإلهُ يحبّهبه يفتح اللّه الحصون الأوابيا^۲
فأصفى بها دون البريّة كلهاعليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا
وبعد ذلك يذكر غزوة الصريخ، وفيها: خرج «أسد عويلم» مبارزاً، متترساً بترس حديدي، يبلغ وزنه مئات الأمنان، وكان يعادل أربعين فارساً، وهو يرتجز ويقول:


وجُردٍ شعالٍ وزَغفٍ مُزالٍوسُمرٍ عوالٍ بأيدي رجال^۳
كآساد ديسٍ و أشبال خيس
غداة الخميس ببيض صقال^۴
تُجيد الضرابَ وحَزّ الرّقاب
أمام العقاب غداة النزال
يكيد الكذوب و يجري الهبوب
ويروي الكعوب دماً غير آل^۵
فبرز إليه علي عليه السلام فقدّه نصفين، ثم أتى النبي صلى الله عليه و آله وهو يقول:


ضربته بالسيف وسط الهامةبشفرة صارمة هدّامه^۶
فبتّكت من جسمه عظامهو بيّنت من أنفه إرغامه^۷
أنا عليّ صاحب الصمصامه وصاحب الحوض لدى القيامة^۸
أخي نبياللّه ذوالعلامةقد قال إذ عمّمني العِمامة
«أنت الذي بعدي له الإمامة». ^۹
وهذه الغزوة بهذا الإسم غير معروفة، ولا أثبتها أصحاب السير بهذا الشكل، وإنما ذلك من اختصاصات هذا الكتاب، وكم له من نظير.
و«أسد عويلم» غير معروف، سوى ما ذكره المحقق الشعراني في هامش الكتاب ^۱۰ ولم نجده فيما أرجعه من مصدر.
ومما امتاز به هذا التفسير أنه لم يترك موضعاً جاءت مناسبة الوعظ و الإرشاد إلاّ وقد استغلّ الفرصة، وأخذ في الوعظ والزجر والترغيب والترهيب.
من ذلك عند ذكره لقصّة آدم وتوبته، وأنه إنما تقبّل اللّه منه التوبة بأمور ثلاثة تمثّلت في آدم، فليكن ذلك من كل تائب، وهي: الحياء، والدعاء، و البكاء... ثم أخذ في الوعظ والإرشاد، متمثِّلاً بقول محمود الورّاق:


يا ناظراً يرنو بعيني راقدو مشاهداً للأمر غير مشاهد
مَنَّتْكَ نَفسُك ضلّة فأبحتهاسبل الرجاء وهنّ غير قواصد
تصل الذنوب إلى الذنوب و ترتجيدرك الجنان بها وفوز العايد
ونسيت أن اللّه أخرج آدماًمنها إلى الدنيا بذنب واحد^۱۱