كما كان أبومحمد عبدالرحمان بن أحمد المفيد النيسابوري عمُّ والد أبيالفتوح من كبار محدثي الإمامية في عصره، ومعروفاً عند أهل السنة أيضاً. وكان من تلامذة الشريف المرتضى والشيخ الطوسي وسلار الديلمي وابن البراج والكراجكي وكانت له مؤلفات قيمة في الحديث مثل سفينة النجاة والعلويات والرضويات والأمالي وعيون الأخبار (م، ن، 108؛ القزويني، 618ـ620). وكان أبو سعيد محمد بن أحمد، جد أبيالفتوح الذي ذكره منتجب الدين بقوله: «الشيخ المفيد»، محدثاً بارعاً وله مؤلفات وهي: الروضة الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليهاالسلام، والفرق بين المقامين، وتشبيه على عليه السلامبذي القرنين، وكتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام، ومنى الطالب في إيمان أبيطالب، والمولى، والتفهيم في بيان التقسيم، والرسالة الواضحة في بطلان دعوى الناصبة، ومالا بد من معرفته (أبوالفتوح، 3/37؛ ابن شهرآشوب، معالم...، 116؛ منتجب الدين، 157). ورغم أن والد أبيالفتوح لم يذكر بشكل مستقل في الفهرست لمنتجب الدين، لكن لما كان أبوالفتوح قد استفاد منه علمياً، يمكن القول إنّه كان في عداد العلماء والمفكرين (ظ: م. ن،8،11، مخ؛ لمعرفة شجرة نسب الأسرة، ظ: القزويني، 622).
والمعلومات عن حياة أبيالفتوح قليلة، ويحتمل أن يكون قد ولد في الري وترعرع هناك. ولما كان قد أدرك في النجف باحتمال قوي مجلس أبي علي الطوسي (ن.ع) ابن الشيخ الطوسي (ظ: ابن شهرآشوب، مناقب، 1/11ـ12)، فإنه يستنتج أن يكون قد ولد حوالي 480ه /1087م. ويُدعم هذا الرأي إذا علمنا أنه كان أيضاً تلميذاً لعم أبيه المفيد أبي محمّد عبدالرحمان بن أحمد الذي ينبغي أن لا يكون قد أدرك سنة 500ه على أكثر تقدير (منتجب الدين، 108؛ أيضاً ظ: الشعراني، 1/6ـ7). ومن بقية مشايخه تجدر الإشارة إلى الشيخ المفيد عبدالجبار بن عبداللّه بن علي المقرئ الرازي (ابن شهرآشوب، ن. ص)، وعماد الدين أبي محمّد الحسن بن محمد القاضي الاسترآبادي (صاحب المعالم، 47)، وأبي الحسن علي بن الناصر بن الرضا (الرافعي،