81
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

الفارسي قُدّم على العربي لأن طلابه كانوا أكثر، وإن فائدة كل أحد منه ستكون أعم.
ومن الضروري هنا أن نذكر أن المصادر الموجودة لا تقدم معلومات عن تأليف أبي الفتوح تفسيراً بالعربية، ويبدو مستبعداً أن يكون قد ألف تفسيراً بالعربية أيضاً. ومع كل هذا فإن البحث فيما إذا كان أبوالفتوح قد نجح حقيقة في تأليف تفسير مشتمل على ما اعتبره هو في مقدمته ضرورياً لكل تفسير، أم لا، فهو أمر يحتاج إلى بحث أوسع. وينبغي الاعتراف بحقيقة أن تفسيره من الناحية العلمية بأي شكل من الأشكال ليس أكثر فائدة من التبيان للشيخ الطوسي، ولا يمكن القبول بادعائه القائل بأن تفسيره لم يسبق مثيل بين تفاسير الإمامية من حيث شموليته.
وجدير بالذكر أن أبا الفتوح استفاد في تفسيره من التبيان للشيخ الطوسي، ويبدو أنه لم يكن على علم بعمل معاصره العالم الإمامي أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان الذي كان منهمكاً في نفس الفترة بتأليف تفسير عربي (ظ: ياحقي، ن. م، 63). وفي الحقيقة فإنه ينبغي القول إن الإمامية كانوا إلى ماقبل عهد الشريف الرضي والشيخ الطوسي يميلون إلى تأليف التفاسير الروائية أكثر من ميلهم إلى تأليف التفاسير المتضمنة للبحث والدراسة في آيات القرآن. وبطبيعة الحال فإن الشريف الرضي في حقائق التأويل، والشيخ الطوسي في التبيان، اتجها إلى شكل جديد من تفسير القرآن، وخاصة الطوسي الذي كتب في الحقيقة بأسلوبه الخاص البحوث الأدبية والروائية إلى جنب الموضوعات النظرية والعقلية واستفاد منها في تفسيره القرآن.
وبعد هذه الفترة أُلف تفسيرا أبي الفتوح والطبرسي إثر تفسير الطوسي، مع وجود فارق أساسي بين هذين الاثنين اللذين يعودان لنفس الفترة وبين تفسير الطوسي، وهو أن أباالفتوح والطبرسي تأثرا بتفاسير أهل السنة أكثر من الحد المتعارف الذي يلاحظ أيضاً حتى في التبيان للطوسي خاصة أباالفتوح الذي يمكن بشكلٍ ما اعتبار تفسيره انعكاساً لآراء ونظريات علماء أهل السنة في تفسير القرآن. وقد بلغ هذا الأمر حداً أنه


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
80

تفسير أبي الفتوح: روض الجِنان و رَوح الجَنان، المعروف بتفسير أبي الفتوح، تفسير ضخم للقرآن، باللغة الفارسية، وقد دُوّن اسمه في معالم العلماء لابن شهرآشوب (ن.ص) بشكل روح الجِنان ورَوح الجَنان، لكنه ورد في مناقبه هو (ن.ص) وأيضاً في الفهرست لمنتجب الدين (ص 45) بنفس عنوان: روض الجنان...، بينما لم يُشر إلى اسمه إطلاقاً في مقدمة الكتاب.
لا يعرف تاريخ تأليفه على وجه الدقة، ويحدده محمد القزويني في بحث وافٍ له بين 510 ـ 556ه (ظ: ص 631 ـ 638)، إلا أن نفيسي (ص 978 ـ 979) في نقده رأي القزويني يستند إلى نص الإجازة التي كان قد منحها أبوالفتوح في ذي القعدة 547 لأحد تلامذته لرواية تفسيره. فبحسب رأي نفيسي فإن تأليف التفسير كان قد تمّ في هذه السنة، أو بسنة أو سنتين قبلها. وفي نفس الوقت واستناداً إلى أحدث بحث، فإن تأليف نصف القسم الأول من الكتاب على الأقل قد انتهى قبل حوالي 14 سنة من هذا التاريخ. ذلك أنه استناداً إلى خاتمة إحدى مخطوطات الجزء 11 من هذا التفسير ذي العشرين جزءاً، فإن كتابة النسخة الأصل كانت في صفر 533 (ظ: ياحقي، مقدمة، 1/60 ـ 61).
وعلى أي تقدير، حظي أثر أبي الفتوح باستقبال لائق ولقي رواجاً بحيث قال القزويني الرازي، وذلك في فترة تأليفه النقض: انتشرت نسخ لا تعد ولا تحصى منه بين أبناء شتى المذاهب الإسلامية، وهو ظاهر و باهر في أرجاء العالم؛ وأضاف: رغب فيه أئمة وعلماء جميع المذاهب وطلبوه (ص 212، 280). ويقول أبوالفتوح في مقدمة كتابه (1/2 ـ 3) بعد ذكره الشروط التي ينبغي توفرها في تفسير القرآن و مفسره: لما كان جمع من الأصحاب والوجهاء من الأماثل وأهل العلم والتدين قد اقترحوا أن أجمع في هذا الباب، ذلك أن أصحابنا ليس لديهم تفسير يضم هذه الأمور، وجدت من الواجب علي أن ألبي طلبهم وأن أعدهم بتفسيرين أحدهما بالفارسية والآخر بالعربية، بفارق أن

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101120
صفحه از 368
پرینت  ارسال به