83
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

الاهتمام في البحوث اللغوية والنحوية أيضاً (ن.م، 327 ـ 329). وحتى في المسائل الفقهية ورغم وجود اختلاف في المذهب بين أبي الفتوح والطبري، فإن أباالفتوح يبدي اهتماماً خاصاً بنقل آراء الطبري ونقدها (ن.م، 329 ـ 331). واستناداً إلى إحصاء ياحقي (ن.م، 322)، وخلافاً للرأي الذي كان ما يزال سائداً حتى الآن، فإن أباالفتوح لم يشر إلى اسم الطبري 5 مرات (ظ: إيرانيكا؛ حقوقي، ن.ص)، بل أشار إليه فيما يزيد على 50 مرة عدا المرات التي استفاد فيها بشكل غير مباشر وفي حالات خاصة من تفسير الطبري.
ومن وجهات نظر أخرى ينبغي القول إن تفسير أبي الفتوح هو استمرار لتقاليد التفاسير القصصية مما له نماذج ممتازة في أسلوب كتابة التفاسير الفارسية مثل تفسير الطبري وتفسير السورآبادي. وعلى هذا فمن الطبيعي أن يهتم أبوالفتوح في متابعة هذا التقليد الفارسي، أكثر بالتفاسير التي سبقته. وإن اهتمامه بكتب القصص غير الفارسية مثل العرائس للثعلبى النيسابوري وتفسيره ذي الطابع القصصي (ظ: م.ن، 1/31 ـ 32) يعزز رغبته في ذكر القصص. كما أنه فضلاً عن تأثره بتقاليد سرد القصص في كتابة التفاسير الفارسية، فلا ينبغي أن ننسى أن أباالفتوح لما كان واعظاً بارزاً أيضاً، كان له نزوع طبيعي لسرد القصص التي لها مكانة خاصة في الوعظ. وقد جمع حقوقي قسماً من القصص المذكورة في تفسير أبيالفتوح وطبعها في كتاب مستقل.
و روض الجنان هو في الأصل تفسير بأسلوب وعظي (م.ن، 1/224)؛ وهذه الميزة وكذلك الشمولية التي توخاها أبوالفتوح من عمله (ظ: أبوالفتوح، 1/1 ـ 2)، تشكلان أهم خصائص مضمون تفسيره. وقد خصص أبوالفتوح قسماً كبيراً لبيان الأحكام الفقهية التي يحتاجها مخاطبوه (ظ: ياحقي، ن.م، 329؛ قا: حقوقي، 1/239 ـ 250). وكون أبي الفتوح قد تناول بشكل أقل البحوث الكلامية، وأنه لما خاض فيها اهتم ببحوث مثل الجبر والاختيار، والقضاء والقدر، والشفاعة والذنوب، والإيمان والكفر،


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
82

كان يولي اهتمامه في التفسير بنقل وشرح أقوال مفسرين مثل قتادة والسُدّي وأمثالهما أكثر مما يوليه بأقوال وآراء أئمة الشيعة عليهم السلام التي نقلت في كثير من المجاميع الروائية للشيعة وكذلك التفاسير مثل تفسير علي بن إبراهيم القمي وتفسير العياشي. وفضلاً عن ذلك كان يصر على نقل فتاوى فقهاء أهل السنة في ختام تفسير الآيات المتضمنة للأحكام الفقهية. ومع كل هذا، فقد ذكر في كل موضع الاختلافات الفقهية بين الإمامية وأهل السنة، بينما ركز في البحوث الكلامية على الآراء الإمامية ودافع عنها، وانبرى في كثير من المواضع إلى ذكر فضائل أهل البيت عليهم السلامخاصة الإمام علياً عليه السلام في ختام تفسيره بعض الآيات بحسب ما تقتضيه المناسبة.
جدير بالذكر أن مك درموت (ظ: إيرانيكا) اعتبر تفسير أبي الفتوح شبيهاً تماماً بالتبيان للشيخ الطوسي من حيث الأسلوب والمضمون، مما لا يمكن قبوله. وفي الحقيقة فإن أباالفتوح رغم اقتباسه من التبيان دون شك، فإن تفسيره يمكن أن يشبه تفسير الشيخ الطوسي في الخطوط العامة فحسب. واستناداً إلى هذا فإنه ينبغي البحث في بقية التفاسير عن المصدر الرئيس الذي تأثر به أبوالفتوح. وفي الحقيقة فإن ما أُولي أهمية أقل بشأن أسلوب تفسير أبي الفتوح هو اتباعه لتقاليد كتابة التفاسير الفارسية. وخلافاً لرأي حقوقي (1/210) الذي لم يجد دليلاً على تأثر أبيالفتوح بتفسير الطبري وترجمته، فقد أصبح الآن بديهياً ـ وبعد استنتاجات ياحقي وناصح، محققي آخر طبعة لتفسير أبيالفتوح ـ أن تفسير الطبري كان أحد مصادره الرئيسة، وموضع اهتمامه (أيضاً ظ: EI2). ورغم أن ترجمة أبيالفتوح للآيات القرآنية تتمتع باستقلال كاف، إلا أنها تظهر في مواضع عديدة تشابهاً أو التقاء مع ترجمة الآيات في ترجمة تفسير الطبري (ظ: ناصح، 303 ـ 308، 316). والنقاط المشتركة في مجال الشواهد الشعرية أيضاً موجودة بقدر لا يمكن معه الادعاء بأن أبالفتوح لم يكن واضعاً نصب عينيه تفسير الطبري في هذا الجانب بشكل خالص (ياحقي، «طبري...»، 325). كما يلاحظ هذا

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101087
صفحه از 368
پرینت  ارسال به