الاهتمام في البحوث اللغوية والنحوية أيضاً (ن.م، 327 ـ 329). وحتى في المسائل الفقهية ورغم وجود اختلاف في المذهب بين أبي الفتوح والطبري، فإن أباالفتوح يبدي اهتماماً خاصاً بنقل آراء الطبري ونقدها (ن.م، 329 ـ 331). واستناداً إلى إحصاء ياحقي (ن.م، 322)، وخلافاً للرأي الذي كان ما يزال سائداً حتى الآن، فإن أباالفتوح لم يشر إلى اسم الطبري 5 مرات (ظ: إيرانيكا؛ حقوقي، ن.ص)، بل أشار إليه فيما يزيد على 50 مرة عدا المرات التي استفاد فيها بشكل غير مباشر وفي حالات خاصة من تفسير الطبري.
ومن وجهات نظر أخرى ينبغي القول إن تفسير أبي الفتوح هو استمرار لتقاليد التفاسير القصصية مما له نماذج ممتازة في أسلوب كتابة التفاسير الفارسية مثل تفسير الطبري وتفسير السورآبادي. وعلى هذا فمن الطبيعي أن يهتم أبوالفتوح في متابعة هذا التقليد الفارسي، أكثر بالتفاسير التي سبقته. وإن اهتمامه بكتب القصص غير الفارسية مثل العرائس للثعلبى النيسابوري وتفسيره ذي الطابع القصصي (ظ: م.ن، 1/31 ـ 32) يعزز رغبته في ذكر القصص. كما أنه فضلاً عن تأثره بتقاليد سرد القصص في كتابة التفاسير الفارسية، فلا ينبغي أن ننسى أن أباالفتوح لما كان واعظاً بارزاً أيضاً، كان له نزوع طبيعي لسرد القصص التي لها مكانة خاصة في الوعظ. وقد جمع حقوقي قسماً من القصص المذكورة في تفسير أبيالفتوح وطبعها في كتاب مستقل.
و روض الجنان هو في الأصل تفسير بأسلوب وعظي (م.ن، 1/224)؛ وهذه الميزة وكذلك الشمولية التي توخاها أبوالفتوح من عمله (ظ: أبوالفتوح، 1/1 ـ 2)، تشكلان أهم خصائص مضمون تفسيره. وقد خصص أبوالفتوح قسماً كبيراً لبيان الأحكام الفقهية التي يحتاجها مخاطبوه (ظ: ياحقي، ن.م، 329؛ قا: حقوقي، 1/239 ـ 250). وكون أبي الفتوح قد تناول بشكل أقل البحوث الكلامية، وأنه لما خاض فيها اهتم ببحوث مثل الجبر والاختيار، والقضاء والقدر، والشفاعة والذنوب، والإيمان والكفر،