85
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

أبيالفتوح أحياناً بصناعة البديع بالشكل الطبيعي وغير المتكلف وبالسجع والجناس في أغلب الحالات بطبيعة الحال (ظ: م.ن، 1/142 ـ 144).
انبرى ملك الشعراء صبوري بمساعدة الملا داود الملاباشي وأمر من الأمير محمد تقي ميرزا ركن الدولة لأول مرة لتحقيق تفسير أبي الفتوح، إلا أنه لم يواصل العمل فيه، فأكمله الملا داود (بهار، 2/391 ـ 392، الهامش ؛ محدث، تعليقات، 1/163 ـ 164). وبذلك طبع جزءان من التفسير على عهد مظفر الدين شاه في 1323ه . وعُرقلت عملية طبع بقيته لسنوات، إلى أن انتهى طبعه مع خاتمة بقلم محمد القزويني بأمر من علي أصغر حكمت وبعناية نصر اللّه تقوي بنشر الأجزاء الثلاثة الأخيرة منه خلال السنوات 1313 ـ 1315ش. كما طبعت هذه الطبعة مرة أخرى بتحقيق وحواشي مهدي إلهي قمشئي في 1320 ـ 1322ش. وطبع آخر مرة بتحقيق وحواشي ميرزا أبي الحسن الشعراني في 1382ه ؛ والقاسم المشترك لجميع هذه الطبعات هو اعتمادها على مخطوطة واحدة، ولم تقارن بأية مخطوطة أخرى (ياحقي، المقدمة، 66). وقد بدأ العمل آخر مرة في طبع التفسير الذي قسم إلى 20 جزءاً بحسب نهج وتقسيم أبيالفتوح نفسه، وذلك في مدينة مشهد منذ 1365ش بتحقيق ياحقي وناصح، مع الأخذ بنظر الاعتبار الأساليب العلمية في التحقيق، وقد صدرت منه حتى الآن بضعة أجزاء. وفي هذه الطبعة ـ وللأسف الشديد ـ غيّر المحققان ضبط وقراءة الآيات القرآنية من شكلها الأصلي في التفسير وقارناها بقراءة حفص عن عاصم، مما أدى لامحالة إلى ظهور اختلافات معاني الآيات ومتن الكتاب (ظ: ن.م، 70).
وفيما يتعلق بتأثير روض الجنان على التفاسير التي تلته، ينبغي القول إن تأثيره واضح على جلاء الأذهان أو تفسير گازر، بحيث يجب اعتبار التفسير الأخير في حقيقته خلاصة لروض الجنان (محدث، مقدمة تفسير... «يا»)، غير أو صاحب جلاء الأذهان لم يشر في أي موضع منه إلى روض الجنان و إلى أن تفسيره هو في الحقيقة عصارة عمل أبيالفتوح


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
84

والثواب والعقاب، والسؤال والجواب في القبر (ظ: م.ن، 1/235 ـ 236)، فإنما هو ربما مراعاة لمقتضى حال مخاطبيه من العامة وقرّاء الفارسية وحاجاتهم. وقد أدى كون اتسام تفسير أبي الفتوح بمسوح شيعية وشهرته، إلى أن ينقل بعض معارضي الشيعة موضوعاته بشكل مغلوط تحقيقاً لمآربهم، كما حدث عند ما نسب صاحب فضائح الروافض إلى تفسيره موضوعات انبرى القزويني الرازي (ص 280 ـ 282، 300) للرّد عليها والدفاع عنه. وكما استنبط أفندي (2/158) من تفسير أبيالفتوح، فإنه كانت له ميول للتصوف وكلام الصوفية أيضاً، بحيث يشاهد أسلوب الوعظ أيضاً في تفسيره. وفي الحقيقة فإن المؤلف سلك أحياناً في تفسيره الآيات سلوك الصوفية والعارفين الذين يدعوهم «أهل المعاني وأهل الإشارة» (مثلاً ظ: أبوالفتوح، 2/117 ـ 118)، وأورد بحوثاً على طريقتهم في الإخلاص والتوكل والذكر والصبر والفقر والصدق (ظ: حقوقي، 1/136 ـ 139).
ومن حيث الأسلوب فإن تفسير أبيالفتوح يشبه تماماً كتب القرن 5ه /11م (بهار، 2/392)، كما يعد نثره من طراز النثر المرسل خاصة عند نقله القصص (حقوقي، 3/9). والأسلوب الوحيد الذي يمكن اعتباره خاصاً بالتفسير هو الإتيان بالفعل المفرد للجمع المخاطب مما يوجد أحياناً في بعض كتب تلك الفترة، لكن لا تخلو منه صفحة في تفسير أبيالفتوح (بهار، 2/393؛ قا: القزويني، 646). إلا أن استخدامه لأدوات الربط والظروف العربية مثل «سواء» و«عند» و«إنما» و«إما» بدلاً من معادلاتها الفارسية (ظ: م.ن، 648؛ حقوقي، 1/74 ـ 80)، فينبغي أن يكون ناجماً عند النمط الوعظي لكلامه. واستخدامه كلمات عامية (ظ: م.ن، 1/86 ـ 134) يدل فيما يبدو على كون أصل بعض أقسام التفسير شفهية في قالب مجالس.
ورغم أن العمود الفقري للتفسير ينبغي اعتباره مستقىً من مجالسه وأماليه، إلا أنه تلاحظ في مواضع مختلفة منه آثار إعادة للكتابة، وفي مواضع كهذه تُزين لغة

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101043
صفحه از 368
پرینت  ارسال به