91
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

الشبهة والمخالفة مبدأ كل بدعة ومنبع كل ضلالة.
أما شبهة إبليس فتشعبت منها سبع شبه فصارت في الخلائق وفتنت العقلاء وتلك الشبهات السبع مسطورة في شرح الأناجيل مذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بين إبليس وبين الملائكة بعد الأمر بالسجود والامتناع منه، فقال إبليس للملائكة: إنّي سلمت أن الباري تعالى إلهي وإله الخلق عالم قادر ولا يسأل عن قدرته ومشيئته وانه مهما أراد شيئاً قال له كن فيكون وهو حكيم إلا أنّه يتوجّه على مساق حكمته أسؤلة. قالت الملائكة: وماهي؟ وكم هي؟ قال إبليس: سبع:
الأوّل: انّه قد علم قبل خلقي أي شيء يصدر عني ويحصل مني فلم خلقني أولاً وما الحكمة في خلقه إياي؟ الثاني: إذ خلقني على مقتضى ارادته ومشيئته فلم كلّفني بطاعته وأماط الحكمة في التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعته ولا يتضرر بمعصيته؟
الثالث: إذ خلقني وكلّفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت فلم كلّفني بطاعة آدم والسجود له وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك في طاعتي ومعرفتي؟
الرابع: إذ خلقني وكلّفني بهذا التكليف على الخصوص فإذ لم أسجد لعنني وأخرجني من الجنة، ما الحكمة في ذلك بعد إذ لم أرتكب قبيحاً إلاّ قولي لا أسجد إلاّ لك؟
الخامس: إذ خلقني وكلّفني مطلقاً وخصوصاً فلمّا لم أطع في السجود فلعنني وطردني فلم طرفني إلى آدم حتّى دخلت الجنة وغررته بوسوستي فأكل من الشجرة المنهي عنها ولم أخرجه معي وما الحكمة في ذلك بعد أن لو منعني من دخول الجنة امتنع استخراجي لآدم وبقي في الجنة؟
السادس: إذ خلقني وكلّفني عموماً وخصوصاً ولعنني ثمّ طرفني إلى الجنّة وكانت


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
90

نصراني وآخر محمّدي، وبعض عبدوا الكواكب وبعض عبدوا الشمس، وطائفة عبدوا النار، وقوم عبدوا العجل، وكلّ فرقة من هؤلاء صاروا فرقاً لا تحصى؛ فلما رأيت تشعب القول وشاهدت تناقض النقول طابقت المعقول بالمنقول وميزت الصحيح من المعلول وأقمت الدليل على وجوب اتباع ملّة الإسلام والاقتداء بها إلى يوم الحساب والقيام، فأظهرت كلمة الشهادة وألزمت نفسي بما فيه من العبادة وجمعت الكتب الاسلامية من التفاسير والأحاديث والأصول والفروع من جميع الفرق المختلفة وجعلت أطالعها ليلاً و نهاراً، وأتفكر في المناقضات التي وقعت في دين الاسلام؛
فقال بعضهم: إنّ صفات اللّه تعالى عين ذاته،
وبعض قال: لا عين ذاته ولا زائدة،
وبعض قال: إن اللّه عزّ وجلّ أراد الشر وخلقه وبعض نزهة عن ذلك،
وبعض جوّز على الأنبياء الصغائر،
وبعض جوز الكبائر، وبعض جوز الكفر، وبعض أوجب عصمتهم وبعض أوجب النص بالإمامة، وبعض أنكره،
وبعض قال بإمامة أبي بكر وانّه أفضل، وبعض كفّره،
وبعض قال بإمامة علي، وبعض قال بإلهيته، وبعض ساق الإمامة في أولاد الحسن، وبعض ساقها في أولاد الحسين، وبعض وقف على موسى الكاظم، وبعضهم قال باثنى عشر اماماً، إلى غير ذلك من الأقوال التي لا تحصى.
وكل هذه الاختلافات إنّما نشأت من استبدادهم بالرأي في مقابلة النص، واختيارهم الهوى في معارضة النفس وتحكيم العقل على من لا يحكم عليه العقل وكان الأصل فيما اختلف فيه جميع الأمم السالفة واللاحقة من الاُصول شبهة إبليس، وكان الأصل في جميع ما اختلفت فيه المسلمون من الفروع مخالفة وقعت من عمر بن الخطّاب لرسول اللّه صلى الله عليه و آله واستبداده برأي منه في مقابلة الأمر النبوي فصارت تلك

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101961
صفحه از 368
پرینت  ارسال به