93
شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2

يعتمدون عليه.
ومن الخلاف الذي جرى بين عمر وبعض الصحابة انّه لما مرض رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمرضه الذي توفّي فيه جهز جيشاً إلى الروم إلى موضع يقال له «موته» وبعث فيه وجوه الصحابة مثل أبي بكر وعمر و غيرهما فأمر عليهم اُسامة بن زيد فولاه وبرزوا عن المدينة، فلما ثقل المرض برسول اللّه صلى الله عليه و آله تثاقل الصحابة عن السير و تسللوا وبقي أبوبكر وعمر يجيئان ويتجسسان أحوال صحة رسول اللّه صلى الله عليه و آلهومرضه ليلاً ويذهبان إلى المعسكر نهاراً ورسول اللّه يصيح بهم: «جهّزوا جيش اُسامة لعن اللّه المتخلف عنه» حتى قالها ثلاثاً، فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وقال قوم: لا تسع قلوبنا المفارقة. ولا يخفى على العاقل قصد النبي صلى الله عليه و آله في بعث أبي بكر و عمر تحت ولاية اُسامة في مرضه وحثهم على المسير، ولا يخفى أيضاً مخالفتهم ورجوعهم من غير إذنه لما كان ذلك، ولا يخفى لعن النبي صلى الله عليه و آله المتخلف عن جيش اُسامة فلماذا كان؟ فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ومن الخلاف أنه لما مات النبي صلى الله عليه و آله قال عمر: «واللّه ما مات محمد ولن يموت ومن قال إن محمّداً مات قتلته بسيفي هذا وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم»، فلما تلا عليه أبوبكر «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» رجع عمر وقال: كأني لم أسمع بهذه حتى قرأها أبوبكر.
ومن الخلاف الواقع في الإمامة انّه ما سلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سلّ على الإمامة، وهو انّه لما مات النبي صلى الله عليه و آله اشتغل على بتجهيزه ودفنه وملازمته ذلك ومضى أبوبكر وعمر إلى سقيفة بني ساعدة فمدّ عمر يده فبايع أبابكر وبايعه النّاس، وتخلف علي عليه السلام عن البيعة وعمّه العبّاس والزبير وبنوهاشم وسعد بن عبادة الأنصاري ووقع الخلاف الذي سفك فيه الدّماء، ولو ترك عمر بن الخطّاب الاستعجال وصبر حتى نجتمع الحلّ والعقد ويبايعوا الأوّل لكان أولى ولم يحصل الخلاف لمن


شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
92

الخصومة بيني وبين آدم فلم سلّطني على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروني وتؤثر فيهم وسوستي ولا يؤثر في حولهم ولا قوتهم ولا استطاعتهم وما الحكمة في ذلك بعد أن لو خلاهم على الفطرة دون من يغتالهم عنها فيشعون طاهرين سالمين مطيعين كان أليق وأحرى بالحكمة؟
السابع: سلمت لهذا كله خلقني وكلّفني مطلقاً ومقيداً وإذ لم أطع طردني ولعنني وإذا أردت دخول الجنّة مكنى وطرقني وإذ عملت عملي أخرجني ثمّ سلّطني على بني آدم فلم إذ استمهلته أمهلني فقلت: «انظرني إلى يوم يبعثون» قال: «إنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم» وما الحكمة في ذلك بعد إذ لو أهلكني في الحال استراح الخلق منّي وما بقي شرّ في العالم أليس ببقاء العالم على نظام الخير خير من امتزاجه بالشر؟ قال: فهذه الحجّة حجّتي على ما ادعيته من كل مسألة.
قال شارح الإنجيل: فأوحى اللّه تعالى إلى الملائكة قولوا له: أما تسليمك الاولى انّي إلهك وإله الخلق فإنّك غير صادق فيه ولا مخلص إذ لو صدقت إنّي إله العالمين لما احتكمت علي بلم وأنا اللّه الذي لا إله إلاّ هو لا أسأل عما افعل والخلق يسألون. قال يوحنا: وهذا الذي ذكرته من التوراة في الإنجيل مسطور على الوجه الذي ذكرته.
وأمّا المخالفة التي وقعت من عمر بن الخطّاب إنّه لما مرض رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرضه الذي توفّي فيه دخل عليه جماعة من الصحابة وفيهم عمر بن الخطّاب وعرف رسول اللّه صلى الله عليه و آله رحلته من الدنيا واختلاف اُمته بعده وضلال كثير منهم فقال للحاضرين: «إئنوني بدواة وبيضاء لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي» قال عمر بن الخطّاب: إنّ النبي قد غلب عليه الوجع وإنّ الرجل ليهجر وعندكم القرآن حسبكم كتاب اللّه ، فلو أن عمر لم يحل بينه وبين الكتاب لكتب الكتاب ولو كتبه لارتفع الضلال عن الاُمة لكن عمر منعه من الكتابة فكان هو السبب في وقوع الضلال، وأنا واللّه لا أقول هذا تعصباً للرافضة ولكنى أقول ما وجدته في كتب أهل السنة الصحيحة وهو مصرح في صحيح مسلم الذي

  • نام منبع :
    شناخت نامه شيخ ابوالفتوح رازي ج2
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 101896
صفحه از 368
پرینت  ارسال به