يعتمدون عليه.
ومن الخلاف الذي جرى بين عمر وبعض الصحابة انّه لما مرض رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمرضه الذي توفّي فيه جهز جيشاً إلى الروم إلى موضع يقال له «موته» وبعث فيه وجوه الصحابة مثل أبي بكر وعمر و غيرهما فأمر عليهم اُسامة بن زيد فولاه وبرزوا عن المدينة، فلما ثقل المرض برسول اللّه صلى الله عليه و آله تثاقل الصحابة عن السير و تسللوا وبقي أبوبكر وعمر يجيئان ويتجسسان أحوال صحة رسول اللّه صلى الله عليه و آلهومرضه ليلاً ويذهبان إلى المعسكر نهاراً ورسول اللّه يصيح بهم: «جهّزوا جيش اُسامة لعن اللّه المتخلف عنه» حتى قالها ثلاثاً، فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وقال قوم: لا تسع قلوبنا المفارقة. ولا يخفى على العاقل قصد النبي صلى الله عليه و آله في بعث أبي بكر و عمر تحت ولاية اُسامة في مرضه وحثهم على المسير، ولا يخفى أيضاً مخالفتهم ورجوعهم من غير إذنه لما كان ذلك، ولا يخفى لعن النبي صلى الله عليه و آله المتخلف عن جيش اُسامة فلماذا كان؟ فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ومن الخلاف أنه لما مات النبي صلى الله عليه و آله قال عمر: «واللّه ما مات محمد ولن يموت ومن قال إن محمّداً مات قتلته بسيفي هذا وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم»، فلما تلا عليه أبوبكر «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» رجع عمر وقال: كأني لم أسمع بهذه حتى قرأها أبوبكر.
ومن الخلاف الواقع في الإمامة انّه ما سلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سلّ على الإمامة، وهو انّه لما مات النبي صلى الله عليه و آله اشتغل على بتجهيزه ودفنه وملازمته ذلك ومضى أبوبكر وعمر إلى سقيفة بني ساعدة فمدّ عمر يده فبايع أبابكر وبايعه النّاس، وتخلف علي عليه السلام عن البيعة وعمّه العبّاس والزبير وبنوهاشم وسعد بن عبادة الأنصاري ووقع الخلاف الذي سفك فيه الدّماء، ولو ترك عمر بن الخطّاب الاستعجال وصبر حتى نجتمع الحلّ والعقد ويبايعوا الأوّل لكان أولى ولم يحصل الخلاف لمن