139
بزرگان ری ج1

مستبشرين بوصولى إليهم، استبشار الخليل بالحبيب، والعليل بالطبيب، وأدخلوني الحلّة (عمرها اللّه ببقائهم) بإعزاز واكرام، وإجلال وإنعام، وأنزلوني أشرف منازلهم وأطيبها، وأفسحها وأرجها، وأكرموا مثواي ولقوّنى بكلّ جميل، واستأنسوا بي واستأنستُ بهم، وتجلّى معنى قوله (عليه السلام): «فما تعارف منها ائتلف ۱ ».
ثمّ بعد الاستئناس، أظهروا ما أضمروه من الالتماس المشتمل على إقامتى عندهم أشهرا. فشقّ عليّ واستعفيت عنها، واعتذرت بالتحنّن إلى الأهل والوطن، وتعطُّل أُموري هناك بتأخري ومقامي في السفر. فمازادهم استعفائى إلاّ استدعاء واعتذاري إلاّ إصرارا على الإلحاح والمبالغة فيما التمسوه، فاستجبت ولزمني إجابتهم وآثرت مرادهم على متمنّاي وعزمت على الإقامة وفى القلب النزوع إلى الأهل والولد، وفي الخاطر التفات إلى المولد والبلد. واشتغلنا بالمذاكرة والمدارسة، إذ كانتاهما المبتغى والمقصود للقوم فى إقامتى.
فأقام عندهم وكتب لهم كتابا فرغ من تصنيفه فى التاسع من شهر جُمادى الاولى من سنة 581 ه و سمّاه ب المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد ولتأليفه بالعراق سمّاه فى المقدمة أيضا بالتعليق العراقى، بنحو الوصف والنسبة، أي التعليق

1.أخرجه مسلم فى صحيحه، ج ۸، ص ۴۰ عن أبي هريرة. ونقله الهيثمي فى مجمع الزوائد، ج ۸، ص ۸۷، عن الجامع الكبير للطبراني عن عبداللّه بن مسعود. ونقله العلامة المجلسى فى البحار، ج ۶۱، ص ۶۳ عن شهاب الأخبار و نقل: شرحه عن ضوء الشهاب فى شرح شهاب الاخبار. و فى مقدمة البحار، ج ۱، ص ۲۲، قال: «شهاب الاخبار و شرح الشهاب للشيخ أبى الفتوح الرازى». وفي ۴۲ نسب شهاب الاخبار للقاضي محمدبن سلامة القضاعى من العامّة. والخبر فيه عن عائشة عن النبى صلى الله عليه و آله. فالخبر وإن اشتهر على الألسن منسوبا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام لكنّه عامّى نبوىّ، ولايخفى ما فيه من رائحة الجبر وأنّ الأرواح مجنّدة من قبل خلقها.


بزرگان ری ج1
138

الذريعة و طبقات أعلام الشيعه ۱ ولم يعترف الفخر الرازي بذلك فى تفسيره ۲ .
أمّا ما أضافه وانفرد به المحقق الدزفولي فى مقابس الأنوار من نسبة المترجم له إلى الحلّة السيفية المزيدية الفيحاء فخير ما نجد تفصيل ذلك فيه هو مقدمة المترجم له لكتابه هذا إذ قال:
أما بعد، فانّ مما جفّ به القلم، وسبق فى علم اللّه ـ والعلم غير عله ـ أنى لمّا وصلت إلى العراق فى منصرفى عن الحرمين بالحجاز (حماها اللّه ) مجتازا موليّا وجهي شطر بيتي، لقينى جماعة من إخواننا علماء أهل «الحلّة» وفقهائهم (كثراللّه عددهم وقللّ عدوهم) مستقبلى، مكرمين مقدمي،

1.الذريعة، ج ۲۳، ص ۱۵۱ و طبقات أعلام الشيعه، ثقات العيون فى سادس القرون، ص ۲۷۷.

2.أحال العلاّمة الطهرانى على تفسير لآية المباهلة (۶۱ من آل عمران) وما وجد ته فى تفسيره هو أنّه قال فى المسألة الخامسة: «كان فى الرىّ رجل يقال له: محمودبن الحسن الحِمصى، وكان معلم الاثنى عشرية، وكان يزعم أنّ عليا (رضى اللّه عنه) أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد (عليه السلام)؛ قال: «والذى يدل عليه قوله تعالى: «وأنفسنا وأنفسكم» وليس المراد بقوله: «وأنفسنا» نفس محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم)؛ لأنّ الانسان لايدعو نفسه، بل المراد به غيره، وأجمعوا على أن ذلك الغير كان على بن ابى طالب (رضى اللّه عنه) فدلّت الآية على أنّ نفس على هى نفس محمد، ولايمكن أن يكون المراد منه أنّ هذه النفس هى عين تلك النفس، فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضى الاستواء فى جميع الوجوه، تُرك العمل بهذا العموم فى حقّ النبوة وحقّ الفضل، لقيام الدلائل على أنّ محمدا (عليه السلام) كان نبيا وماكان علي كذلك، ولانعقاد الإجماع على أنّ محمدا (عليه السلام) كان أفضل من علي (رضى اللّه عنه) فيبقى فيما رواه معمولاً به. ثمّ الإجماع دلّ على أنّ محمدا (عليه السلام) كان أفضل من سائر الأنبياء (عليهم السلام) فيلزم أن يكون علىّ افضل من سائر الأنبياء، فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية». ثم قال: «ويؤيّد الاستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق والمخالف وهو قوله عليه السلام: «من أراد أن يرى آدم فى علمه، ونوحا في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى فى هيبته. وعيسى فى صفوته؛ فلينظر إلى علي بن أبى طالب». فالحديث دلّ على أنّه اجتمع فيه ماكان متفرقا فيهم، وذلك يدلّ على أنّ عليا (رضى اللّه عنه) أفضل من جميع الانبياء سوى محمد (صلى اللّه عليه وسلم)» (التفسير الكبير، للفخر الرازي، ج ۸، ص ۸۱)، ثم أجاب بجواب مقتضب وليس فيه مانقله عنه العلاّمة الطهرانى، فراجع وقارن.

  • نام منبع :
    بزرگان ری ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 120445
صفحه از 360
پرینت  ارسال به