كان فى الرى رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصى، و كان معلم الاثنى عشرية، و كان يزعم أنّ عليا (عليه السلام) أفضل من جميع الأنبيا سوى محمد (صلى اللّه عليه و آله)، ثم ذكر كيفية استدلاله بقوله تعالى: «أو أنفسنا»۱ و أجاب عنه بالاجماع على أنّ النبى أفضل من غيره، و أنّ عليّا (عليه السلام) لم يكن نبيا ۲ . و أنت خبير بأنّ المراد بمن ذكره سديد الدين المعروف، فلو كان هو شيخه كيف يعبر عنه بهذه العبارة الركيكة، و يذكره منكرا مجهولاً، و الموجود فى التفسيرـ ايضاـ بالصاد المهملة.
السابع: أنّ صاحب القاموس بنفسه متردد فى ذلك، و مع ذلك خطأه شركاء فنه. أما الأوّل: فانّه و ان قال فى باب الضاد ما نقله، الّا أنّه قال فى باب الصاد فى مادّة حمص. و حمص كورة بالشام. الى أن قال: و بالضم مشدّدا محمود ابن على الحمصى، متكلم أخذ عنه الامام فخر الدين الرازى، أو هو بالضاد. أما الثانى: فقال أبوالفيض السيد محمد مرتضى الحسينى الواسطى الزبيدى، فى الجزء الرابع من كتابه تاج العروس فى شرح القاموس، بعد نقل تلك العبارة: و زيادة رازى بعد الحمصى، و هكذا ضبطه الحافظ فى التبصير، و قال بعد قوله: أو هو بالضاد، و الاول أصوب. و قال ـ أيضا فى الجزء الخامس فى باب الضاد بعد نقل كلام المصنف. و قد تقدّم للمصنف فى الصاد أيضا، و ذكرنا هناك أنه هو الصواب، و هكذا ضبطه الحافظ و غيره، فإيراده ثانيا تطويل مخل لا يخفى ۳ ،انتهى.
و مراده بالتبصير، كتاب تبصيرالمتنبه فى تحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر العسقلانى النقاد، الذى إليه يلخأ أصحابهم فى أمثال المقام، فظهر