147
بزرگان ری ج1

كان فى الرى رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصى، و كان معلم الاثنى عشرية، و كان يزعم أنّ عليا (عليه السلام) أفضل من جميع الأنبيا سوى محمد (صلى اللّه عليه و آله)، ثم ذكر كيفية استدلاله بقوله تعالى: «أو أنفسنا»۱ و أجاب عنه بالاجماع على أنّ النبى أفضل من غيره، و أنّ عليّا (عليه السلام) لم يكن نبيا ۲ . و أنت خبير بأنّ المراد بمن ذكره سديد الدين المعروف، فلو كان هو شيخه كيف يعبر عنه بهذه العبارة الركيكة، و يذكره منكرا مجهولاً، و الموجود فى التفسيرـ ايضاـ بالصاد المهملة.
السابع: أنّ صاحب القاموس بنفسه متردد فى ذلك، و مع ذلك خطأه شركاء فنه. أما الأوّل: فانّه و ان قال فى باب الضاد ما نقله، الّا أنّه قال فى باب الصاد فى مادّة حمص. و حمص كورة بالشام. الى أن قال: و بالضم مشدّدا محمود ابن على الحمصى، متكلم أخذ عنه الامام فخر الدين الرازى، أو هو بالضاد. أما الثانى: فقال أبوالفيض السيد محمد مرتضى الحسينى الواسطى الزبيدى، فى الجزء الرابع من كتابه تاج العروس فى شرح القاموس، بعد نقل تلك العبارة: و زيادة رازى بعد الحمصى، و هكذا ضبطه الحافظ فى التبصير، و قال بعد قوله: أو هو بالضاد، و الاول أصوب. و قال ـ أيضا فى الجزء الخامس فى باب الضاد بعد نقل كلام المصنف. و قد تقدّم للمصنف فى الصاد أيضا، و ذكرنا هناك أنه هو الصواب، و هكذا ضبطه الحافظ و غيره، فإيراده ثانيا تطويل مخل لا يخفى ۳ ،انتهى.
و مراده بالتبصير، كتاب تبصيرالمتنبه فى تحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر العسقلانى النقاد، الذى إليه يلخأ أصحابهم فى أمثال المقام، فظهر

1.آل عمران (۳):۶۱.

2.تفسير الفخر رازى، ج ۸، ص ۸۶.

3.تاج العروس، ج ۴، ص ۳۸۳.


بزرگان ری ج1
146

هذا من جملة فرائد فوائد كتابنا هذا، فليلاحظ و ليتحمظ و ليتحفظ، و ليتقبل و لا تغفل» ۱ .
قلت: لاحظنا فرأينا فيه مواقع للنظر:
الاوّل: أنّ المراد من التواريخ ان كان تاريخ حمص لأبى عيسى، و تاريخه لعبد الصمد بن سعيد فلم يعثر عليهما.و ان كان غيره فلا ملازمة. و تخطئة هؤلاء الاعلام ـ كما صرح به ـ من غير مستند، خروج عن الاستقامة.
الثانى: أنّ تقديم كلام الفيروز آبادى على كلام أساطين الدين ازراء بالعلماء الراشدين.
الثالث: أنّ مجرد الاشتراك فى الاسم، و اسم الاب، لايوجب تطبيق ما ذكره فى القاموس لشيخنا سديدالدين.
الرابع: أنّ شيخنا الحمصى، المتكلم المتعصب فى مذهبه، كيف يصير شيخا لهذا المتعصب فى التسنن، و قد قال هو ـ كما تقدم ۲ فى ترجمة القطب الرازى ـ : و لم نر أحداً من أهل السنة من نهاية تعصبهم فى أمر المذهب يروى عن أحد من علماء الشيعة، و يدخلهم فى جريدة مشايخه. و بذلك استدل على تسنن القطب، لأنّه يروى عنه الشريف الجرجانى و البدرالحنفى.
الخامس: إنا نفحصنا فى ترجمة الرازى من كتب القوم، فلم نر أحدا ذكر هذا الحمصى من مشايخه ـ مع تعرضهم لمشايخه ـ حتى فى كتاب الروضات، مع شدة اهتمامه فى ضبط هذه الأمور، فينبغى عد هذا من أغلاط القاموس.
السادس: أنّ الرازى قال فى تفسيره فى آية المباهلة: «المسألة الخامسة:

1.روضات الجنات، ج ۷، ص ۱۶۳

2.تقدم فى جزء الثانى، ص ۳۹۶

  • نام منبع :
    بزرگان ری ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 119121
صفحه از 360
پرینت  ارسال به