453. محمد بن محمد ابراهيم رازى
أديب فاضل شاعر حسن الإنشاء و النظم بالعربية، من أعلام أواخر القرن الثالث عشر، كتب تقريظا نظما و نثرا بعبارات جيدة على كتاب الدرة النجفية لميرزا إبراهيم الدنبلي الخوئي في يوم التروية من سنة 1281، قال فيه:
شرح كسرح ممرد قد أحكمتأركانُه بالآي و الأخبار
مشكاة علم أوقدت أنوارهامن نور علم العترة الأطهار
شرح متى ما رمته ألفيتَهكشافَ أستار عن الأسرار
يستقرب الأقصى بلفظ موجزعذب مليح ساطع الأنوار
في كل سطر منه شطرٌ نافعفي الزهد و التنبيه و التذكار
في كل لفظ منه وعظ بالغفي كل حرف منه صرف النار
في كل كنز من كنوز رموزهركزت نقودُ العلم و الاثار
نهج البلاغة رُصعت تيجانهفبيمنها بلغ السماكَ الساري
نسخ الشروح بمحكم الاي التيشهدت برفعته على الأسفار
بل فاق صحف الأولين ذوي النهىبلغ العلى في جودة الأفكار
للّه درّ مؤلَّف خضعت لهرقبات أهل العذل و الانكار
لا يدرك المطري مدائحه ولابعضا ولا عُشرا من المعشار
حاز الفواضلَ و الفضائلَ جمةًفعلا على الأعلام و الأبرار
سامى على هام السهى فكأنماجاز النجومَ لأجل أخذ الثار
هذا كتابٌ منك أنطقُ شاهدحقا بأنك آية الجبار
بشرك إبراهيم من شرح بهترويج شرع الأحمد المختار
لازالت للدين القويم مشيِّدامادام شرحُك مطرحَ الانظار
وقال في تاريخ تأليفه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه الذي وفقني لتاريخ هذا الكتاب الجليل و الصرح الممرّد الذى بناه الخليل، شرح اللّه صدره لشرح نهج البلاغة و خلاصة جوهر غني الصّياغة مزجه بكلام بلغ حد الاعجاز و تضمن مطنبات المطالب مع ما فيه من الايجاز، للّه دره من شرح كشف اسرار رموزه و نقد لئالى كنوزه كتاب كريم يبقى تذكرة لال إبراهيم، لقد قلت فيه مؤرّخا:
ذاك الكتاب المستطاب الجليللاريب فيه كذكاء أصيل
تفسير فرقان لسان الالهمبين الحق بأبهى الدليل
ومنهج النهج و منهاجهومرشد الخلق سواء السّبيل
كم شرح الصدور من شرحهفهو لغلة الورى سلسبيل
قم فاسرح الطرف على روضهأهل ترى له النظير البديل
كصحف إبراهيم في عزهفهو لدى كل خليل خليل
لخير ندب جامع للعلاوالفضل و العلم و مجد أثيل
مسدِّد الناس و ضعينهمبالعلم و الرشد و عرف جزيل
وفي الغري صح تأليفهالّف فيه اللّه كل الجميل
لذا تراه جاء تاريخه
(كتاب إبراهيم شرح جميل)(1281)