115
جواهر الحكمة للشّباب

۲۲۲.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عابِدٌ في بَني إسرائيل لَم يُقارِف مِن أمرِ الدُّنيا شَيئا ، فَنَخَرَ إبليسُ نَخرَةً فَاجتَمَعَ إليَهِ جُنودُهُ ، فَقالَ : مَن لي بِفُلانٍ .
فَقالَ بَعضُهُم : أ نَا لَهُ .
فَقالَ : مِن أينَ تَأتيهِ؟
فَقالَ : مِن ناحِيَةِ النِّساءِ .
قالَ : لَستَ لَهُ ، لَم يُجَرِّبِ النِّساءَ .
فَقالَ لَهُ آخَرُ : فَأَ نَا لَهُ .
فَقالَ لَهُ : مِن أينَ تَأتيهِ؟
قالَ : مِن ناحِيَةِ الشَّرابِ وَاللَّذّاتِ .
قالَ : لَستَ لَهُ ، لَيسَ هذا بِهذا .
قالَ آخَرُ : فَأَ نَا لَهُ .
قالَ : مِن أينَ تَأتيهِ؟
قالَ : مِن ناحِيَةِ البِرِّ؟
قالَ : انطَلِق فَأَنتَ صاحِبُهُ ، فَانطَلَقَ إلى مَوضِعِ الرَّجُلِ فَأَقَامَ حِذاهُ يُصَلّي .
قالَ : وكانَ الرَّجُلُ يَنامُ وَالشَّيطانُ لا يَنامُ ، ويَستَريحُ والشَّيطانُ لا يَستَريحُ ، فَتَحَوَّلَ إلَيهِ الرَّجُلُ وقَد تَقاصَرَت إلَيهِ نَفسُهُ وَاستَصغَرَ عَمَلَهُ .
فَقالَ : يا عَبدَ اللّه ِ بأَيِّ شَيءٍ قَويتَ عَلى هذِهِ الصَّلاةِ؟ فَلَم يُجِبهُ ، ثُمَّ أعادَ عَلَيهِ فَقالَ : يا عَبدَ اللّه ِ إنّي أذنَبتُ ذَنبا وأ نَا تائِبٌ مِنهُ ، فَإِذا ذَكَرتُ الذَّنبَ قَويتُ عَلَى الصَّلاةِ .
قالَ : فَأَخبِرني بِذَنبِكَ حَتّى أعمَلَهُ وأتوبَ فَإِذا فَعَلتُهُ قَويتُ عَلَى الصَّلاةِ .
قالَ : اُدخُلِ المَدينَةَ فَسَل عَن فُلانَةَ البَغِيَّةِ فَأَعطِها دِرهَمَينِ ونِل مِنها .
قالَ : ومِن أينَ لي دِرهَمَينِ ما أدري مَا الدِّرهَمَينِ ، فَتَناوَلَ الشَّيطانُ مِن تَحتِ قَدَمِهِ دِرهَمَينِ فَناوَلَهُ إيّاهُما .
فَقامَ فَدَخَلَ المَدينَةَ بِجَلابيبِهِ يَسأَلُ عَن مَنزِلِ فُلانَةَ البَغِيَّةِ ، فَأَرشَدَهُ النّاسُ ، وظَنّوا أنَّهُ جاءَ يَعِظُها ، فَأَرشَدوهُ فَجاءَ إلَيها فَرَمى إلَيها بِالدِّرهَمَينِ وقالَ : قومي ، فَقامَت فَدَخَلَت مَنزِلَها .
وقالَت : اُدخُل ، وقالَت : إنَّكَ جِئتَني في هَيئَةٍ لَيسَ يُؤتى مِثلي في مِثلِها ، فَأَخبِرني بِخَبَرِكَ ، فَأَخبَرَها ، فَقالَت له : يا عَبدَ اللّه ِ إنَّ تَركَ الذَّنبِ أهوَنُ مِن طَلَبِ التَّوبَةِ ، ولَيسَ كُلُّ مَن طَلَبَ التَّوبَةَ
وَجَدَها ، وإنَّما يَنبَغي أن يَكونَ هذا شَيطانا مُثِّلَ لَكَ ، فَانصَرِف فَإِنَّكَ لا تَرى شَيئا ، فَانصَرَفَ ، وماتَت مِن لَيلَتِها ، فَأَصبَحَت فَإِذا عَلى بابِها مَكتوبٌ : اُحضُروا فُلانَةَ فَإِنَّها مِن أهلِ الجَنَّةِ ، فَارتابَ النّاسُ فَمَكَثوا ثَلاثا لا يَدفِنوهَا ارتِيابا في أمرِها .
فَأَوحَى اللّه ُ عز و جل إلى نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياء لا أعلَمُهُ إلاّ موسَى بنَ عِمران عليه السلام : أنِ ايتِ فُلانَةَ فَصَلِّ عَلَيها ، ومُرِ النّاسَ أن يُصَلّوا عَلَيها ، فَإِنّي قَد غَفَرتُ لَها ، وأوجَبتُ لَهَا الجَنَّةَ بَتَثبيطِها عَبدي فُلاناً عَن مَعصِيَتي . ۱

1.الكافي : ج ۸ ص ۳۸۴ ح ۵۸۴ .


جواهر الحكمة للشّباب
114

۲۲۱.الكنى و الألقاب :أبو نَصر بِشرُ بنُ الحارِثِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ المَروَزِيُّ الأَصلِ بَغدادِيُّ المَسكَنِ العارِفُ الزّاهِدُ المُشتَهَرُ أحَدُ أركانِ رِجالِ الطَّريقَةِ ، قيلَ : إنَّهُ كانَ مِن أولادِ الرُّؤَساءِ وَالكُتّابِ ، وكانَ مِن أهلِ المَعازِف وَالمَلاهي فَتابَ ونُقِلَ في سَبَبِ تَوبَتِهِ .... أنَّهُ اجتازَ مولانَا الإِمامُ موسَى بنَ جَعفَر عليه السلام عَلى دارِهِ بِبَغدادفَسَمِعَ المَلاهِيَ وأصواتَ الغِناءِ وَالقَصبِ تَخرُجُ مِن تِلكَ الدّارِ فَخَرَجَت جارِيَةٌ وبِيَدِها قُمامَةٌ فَرَمَت بِها فِي الدَّربِ فَقالَ عليه السلام لَها : يا جارِيَةُ صاحِبُ هذِهِ الدّارِ حُرٌّ أم عَبدٌ؟
فَقالَت : بَل حُرٌّ .
فَقالَ : صَدَقتِ لَو كانَ عَبدا خافَ مِن مَولاهُ .
فَلَمّا دَخَلَت قالَ مَولاها وهُوَ عَلى مائِدَةِ السُّكَّرِ : ما أبطَأَكِ؟
فَقالَت : حَدَّثَني رَجُلٌ بِكَذا وكَذا ، فَخَرَجَ حافِيا حَتّى لَقِيَ مَولانَا الكاظِم عليه السلام فَتابَ عَلى يَدِهِ وَاعتَذَرَ وبَكى لَدَيهِ استِحياءً مِن عَمَلِهِ . ۱

1.الكنى والألقاب : ج ۲ ص ۱۶۷ .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    سایر پدیدآورندگان :
    غلامعلی، احمد
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 61401
صفحه از 366
پرینت  ارسال به