23
جواهر الحكمة للشّباب

العلاقة العضوية بين العلم والدّين

إنّ التعرف على القرآن والدين إلى جانب معرفة النفس ، يحظى بأهمية خاصّة بالنسبة إلى جيل الشَّباب ، إذ ينبغي عليهم أن يدركوا على ضوء التعاليم القرآنية ۱
أنّه ليس ثمة تضاد بين الإيمان والعقائد الدينية وبين العلم ، بل إنّها مسايرة للعلم ، وأنّ عدم الإيمان هو علامة الجهل ، غير أنّ
العالم المعاصر دخلته عوامل الفساد بشكل تدريجي ، فأوجبت المصالح السياسية والاقتصادية لطلاب المنافع في العالم القضاءَ على كلّ ما هو مقدّس في حياة الإنسان ، ودينيّ بالطبع ، ولا سيما ديننا الإسلامي الذي يتميز بقدرة ثقافية وسياسية عالية .

1.راجع : آل عمران : ۱۸ ، سبأ : ۶ ، الحجّ : ۵۴ .


جواهر الحكمة للشّباب
22

ثانيا : مقدّمات ازدهار الشَّباب

لا شكّ في أنّ فرصة الشَّباب تمثل ربيع ازدهار المواهب الإنسانية ، لكن ذلك لا ينطبق على كلّ الشَّباب ، وهذا ما يوضحه القسم الثاني من جواهر الحكمة للشَّباب الذي يبين أيضا أنّ اغتنام هذه الفرصة يحتاج إلى مقدّمات ينبغي على الشاب أن يوفّرها ، وأنّ التقصير في أداء هذه المقدّمات هو في الواقع إهدار لفرصة العمر الثمينة . وفيما يلي نذكر تلك المقدّمات:

أ ـ المعرفة

المقدّمة الأُولى للسير في طريق الازدهار والتكامل هي المعرفة ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
ما مِن حَرَكَةٍ إلاَّ وأنتَ مُحتاجٌ فيها إلى مَعرِفَةٍ .۱

وفي الفصل الأوّل من القسم الثاني أشرنا إلى أنواع من المعارف التي يحتاج إليها الشَّباب لاستثمار مواهبهم ، وقد استلهمناها من الكتاب الكريم والسنّة الشريفة ، لكن على الشَّباب الأعزاء أن يلتفتوا إلى أنّ أهمّ معرفة تعينهم في طي مسير الكمال الإنساني واستثمار ربيع العمر ، هي
معرفة النفس ، وهذه المعرفة تقي الشَّباب من خطر مرض الشعور بفقدان الهوية الذي يشكل تهديدا جديا لجيل الشَّباب على المستوى العالميّ .
إنّ أضرّ صنوف الجهل هو أن يجهل الشابّ نفسه ويسيطر عليه الشعور بفقدان الهوية ؛ ۲
لأنّ هذا الجهل يهيئ الأرضية المناسبة لأنواع الانحرافات والمفاسد ، وفي مقابل ذلك فإنّ معرفة النفس فضيلة من أرفع الفضائل ، ومعرفة من أربح المعارف وأكثرها فائدة ، وهي توصل الإنسان إلى قمّة التكامل.
من هنا فإنّ الخطوة الأُولى باتجاه تنمية مواهب الشّباب ، هي أن يُذعن الشاب بأنّ هناك مواهب خفية غير محدودة في وجوده ، ويمكنه أن ينمّي تلك المواهب إلى ما لا نهاية أيضا حتّى يصير خليفة اللّه في الأرض ، وكما جاء في الحديث القدسي :
عَبدي! أطِعني أجعَلكَ مَثَلي . ۳

1.راجع : ص ۶۷ ح ۴۹ .

2.راجع : ص ۶۸ ح ۵۵ .

3.الجواهر السنيّة : ص ۳۶۱ .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    سایر پدیدآورندگان :
    غلامعلی، احمد
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 61384
صفحه از 366
پرینت  ارسال به