3 / 29
قَنبَرٌ مَولى أميرِالمُؤمِنينَ
غُلامُ أميرِ المُؤمِنين عليه السلام ، ومُرافِقُهُ .
غالِبا ما يَرِدُ ذِكرُهُ بِالخَيرِ في أقضِيَةِ الإِمامِ عليه السلام . وكانَ مُلازِما لَهُ مُقيما لِحُدودِهِ ومُنَفِّذا لِأَوامِرِهِ . وذُكِرَ أنَّهُ كانَ مِنَ السّابِقينَ الَّذينَ عَرَفوا حَقَّ أميرِ المُؤمِنين عليه السلام وثَبَتوا عَلَى الذَّودِ عَن حَقِّ الوِلايَةِ . دَفَعَ إلَيهِ الإِمامُ عليه السلام
لِواءً يَومَ صِفّين في قِبالِ غُلامِ عَمرِو بنِ العاص الَّذي كانَ قَد رَفَعَ لِواءً .
اِستَدعاهُ الحَجّاج وأمَرَ بِقَتلِهِ ، بِسَبَبِ وَفائِهِ وعِشقِهِ الصّادِقِ الخالِصِ لِلإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام . وكانَ عِندَ استِشهادِهِ يَتلو آيَةً مِنَ القُرآنِ الكَريمِ أخزى بِهَا الحَجّاجَ وأضرابَهُ .
روى الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد : ما رَواهُ أصحابُ السّيرَة مِن طُرُقٍ مُختَلِفَةٍ : إنَّ الحَجّاجَ بنَ يوسُفَ الثَّقَفِيَّ ، قالَ ذاتَ يَومٍ : اُحِبُّ أن اُصيبَ رَجُلاً مِن أصحابِ أبي تُراب فَأَتَقَرَّبَ إلَى اللّه ِ بِدَمِهِ !
فَقيلَ لَهُ : ما نَعلَمُ أحَدا كانَ أطوَلَ صُحبَةً لِأَبي تُراب مِن قَنبَرٍ مَولاهُ ، فَبَعَثَ في طَلَبِهِ فَاُتِيَ بِهِ ، فَقالَ لَهُ : أنتَ قَنبَر ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ : أبو هَمدان ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ : مَولى عَلِيِّ بنِ أبي طالِب ؟
قالَ : اللّه ُ مَولايَ ، وأميرُ المُؤمِنين عَلِيٌّ وَلِيُّ نِعمَتي .
قالَ : اِبرَأ مِن دينِهِ .
قالَ : فَإِذا بَرِئتُ مِن دينِهِ تَدُلُّني عَلى دينٍ غَيرَهُ أفضَلَ مِنهُ ؟
فَقالَ : إنّي قاتِلُكَ ، فَاختَر أيَّ قَتلَةٍ أحَبَّ إلَيكَ .
قالَ : قَد صَيَّرتُ ذلِكَ إلَيكَ .
قالَ : ولِمَ ؟
قالَ : لِأَنَّكَ لا تَقتُلُني قَتلَةً إلاّ قَتَلتُكَ مِثلَها ، ولَقَد خَبَّرَني أميرُ المُؤمِنين عليه السلامأنَّ مَنِيَّتي تَكونُ ذَبحا ظُلما بِغَيرِ حَقٍّ .
قالَ : فَأَمَرَ بِهِ فَذُبِحَ . ۱
وعن الإمام الهادي عليه السلام أنّه قال : إنَّ قَنبَرا مَولى أميرِ المُؤمِنين عليه السلامدَخَلَ عَلَى الحَجّاجِ بنِ يوسُف ، فَقالَ لَهُ : مَا الَّذي كُنتَ تَلي مِن عَلِيِّ بنِ أبي طالِب ؟
فَقالَ : كُنتُ اُوَضِّئُهُ .
فَقالَ لَهُ : ما كانَ يَقولُ إذا فَرَغَ مِن وُضوئِهِ ؟
فَقالَ : كانَ يَتلو هذِهِ الآيَةَ : «فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَ بَ كُلِّ شَىْ ءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ اُوتُواْ أَخَذْنَـهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» .۲
فَقالَ الحَجّاج : أظُنُّهُ كانَ يَتَأَوَّلُها عَلَينا ؟
قالَ : نَعَم .
فَقالَ : ما أنتَ صانِعٌ إذا ضَرَبتُ عِلاوَتَكَ ؟
قالَ : إذَن اُسعَدَ وتَشقى . فَأَمَرَ بِهِ . ۳