و ـ الآفات الثقافية والسياسية
الخطر الآخر الذي يهدد الشَّباب المسلم ، وقد حذّر منه القرآن والحديث ، هو الآفات الثقافية والسياسية ، ففي القرن الهجري الأوّل كان
ممّا يستقطب آنذاك الشَّباب هو عقيدة «الغلاة» القائمة على ادعاء الربوبية لأئمّة الدين ، وعقيدة «المُرجئة» القائمة على اعتبار الإيمان وحده بلا عمل كافيا لنجاة الإنسان يوم القيامة ، وبذلك روّجت تلك الثقافة من ناحية عملية ، الكثير من الأعمال الإباحية ، ۱
ومن هنا فقد شددت الروايات الإسلامية ۲
على التحذير من أمثال هذه الأفكار . أمّا في عصرنا الحالي فقد استغلّ أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية الكثير من الوسائل الثقافية والسياسية المغرية ؛ لأجل خداع الشَّباب ، لذلك يتوجب على الشَّباب المزيد من الحذر للتوقّي من الوقوع في أحابيلهم ، كما يجب على قادة الثقافة والسياسة في المجتمع الإسلامي أن يخططوا لرفع المستوى الثقافي ، وتقوية الوعي السياسي السليم لدى الشَّباب .
إنّ الآيات القرآنية والروايات التي أوردناها في الفصل السابع من القسم الثالث من جواهر الحكمة للشَّباب تتحدّث عن الأضرار والآفات الثقافية والسياسية ، وتتضمّن أربعة رسائل مهمّة موجهة إلى جيل الشَّباب ، كي تساعدهم على الوقاية في أمثال هذه الآفات ، وتشتمل تلك الرسائل على المضامين التالية :
1 . التحذير من الأضرار الثقافية والسياسية .
2 . ضرورة تعزيز المعلومات الثقافية والسياسية .
3 . اجتناب المحاكاة لشخصية الآخرين ، والتبعية العمياء للأفكار
الثقافية والسياسية المنحرفة .
4 . تصدّي قادة الثقافة والسياسة غير الأكفاء .